لن يكون نباح صحيفة "الراية" القطرية وهجومها البذيء على صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان هو الأخير في الدرك الذي تهوي إليه الدوحة
لن يكون نباح صحيفة "الراية" القطرية، وهجومها البذيء على صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، هو الأخير في الدرك الذي تهوي إليه الدوحة سياسياً واقتصادياً وإعلامياً، فلا يزال مزيد من السقوط ينتظر الطغمة التي اختطفت قطر من محيطها العربي والخليجي، وقامرت بشعبها وبمستقبلها وبوجودها ذاته لإرضاء تورُّم الذات المرضي لدى أفراد سيطرت عليهم عقدة الضآلة، وقادتهم إلى محاولة لفت الأنظار عن طريق التخريب والتدمير ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً.
ليس غريباً أن تُكنَّ الصدور المريضة كل هذا الحقد الذي فاضت به السطور، وأن يكره الأقزام صاحب الهامة التي تطاول السماء شموخاً وعزاً، وأن يؤلمهم تصاغرهم إزاء هيبته التي تأخذ بمجامع القلوب.. وأكاذيبهم إزاء صدقه، ومناوراتهم اللئيمة إزاء وضوحه وصراحته، وطرقهم الملتوية إزاء الطريق المستقيمة التي لا يعرف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد غيرها.. يؤذيهم نبله وتواضعه وفروسيته وشهامته وحكمته وحسمه وحزمه ووفاؤه بعهوده فيما ينكثون بعهدهم كل لحظة..
يؤلم هؤلاء الأقزام أن يكون صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد هو الأكثر حضوراً والأكثر تأثيراً أينما حل، وأن ترنو إليه العيون والقلوب حباً وإكباراً واحتراماً.. يؤلمهم أن يتحدث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد بصوته الهادئ فينصت العالم لكلماته، فيما يذهب صخبهم الفارغ أدراج الرياح. يؤلمهم أن يجدوا في صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد امتداداً لحكيم العرب، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، فيما تاريخهم حافل بإنكار الأبوة وعقوقها، والانقلاب على الآباء في أقبح صور الجحود والنكران.
تؤلمهم خطواته القوية الواثقة ونظرته الثابتة، فيما تزيغ عيونهم وترتجف أقدامهم لأنهم لا يعرفون للأمان ولا للاطمئنان طريقاً.. يؤلمهم الحب الذي تتدفق به قلوب أبناء الإمارات وتفيض به أعينهم ويعبرون عنه بكل الطرق، فيما هؤلاء يتوجسون من أكثر القطريين شراً، ويحتمون بالغرباء.. يؤلمهم أن يروا كل إماراتي مستعداً لبذل دمه وروحه دون تردد فداء لقائده، فيما لا يثق الأقزام المرعوبون في ذوي القربى ولا يأمنون جانبهم، ويرون في أرحامهم أعداء محتملين ينتظرون الانقضاض عليهم في أي لحظة.
يؤلمهم أن ترتفع صور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد في العواصم العربية جميعها، وأن يتسابق مواطنون من كل البلدان العربية إلى التعبير عن تقديرهم له ولما يمثله من معانٍ وقيم أصيلة، فيما تلاحقهم اللعنات والسخرية والاحتقار في البلدان التي امتدت إليها أياديهم بالشر والأذى والتآمر.
يكرهون محمد بن زايد لأنه أنقذ المنطقة من مشروع الفوضى الذي عملت عليه الدوحة سنوات طوالاً، وأنفقت الكثير من ثروتها ومن جهدها الذي سخرته للشر والإفساد. يكرهونه لأنه في اللحظة التاريخية التي ظنوا أن مؤامراتهم فيها تؤتي ثمارها الشيطانية، امتدت يد محمد بن زايد بثبات لتجتث شجرتهم الخبيثة من أصولها، ولتدفنها وتدفن تطلعهم البغيض إلى رؤية الحرائق في كل عاصمة عربية، لتشتفي صدورهم التي بدلت الكراهية فطرتها، ولم تعد ترتاح لغير الموت والدم.
أكثر من عشرين عاماً، وهم يتسللون تحت جنح الظلام يهيئون للانقسام والاحتراب، ويبحثون عن الشقوق وعن الصدوع في كل زاوية من العالم العربي ليربوا فيها عقاربهم وأفاعيهم انتظاراً ليوم يطلقونها فيه على كل بلد عربي ينتهزون منه غفلة أو ضعفاً. وحين حانت الساعة التي انتظروها تصدى لهم محمد بن زايد دفاعاً عن بلاده وأمته، فسحق عقاربهم وأفاعيهم لتغص بسمومها وتلفظ أنفاسها ويلوذ من استطاع الفرار منها بالشقوق المظلمة وقد سيطر عليها الرعب والفزع.
الله وحده يعلم ما كان يمكن أن تصبح عليه المنطقة لو لم يقيض لها رجالاً مثل محمد بن زايد، رزقهم الله البصيرة والرؤية، والعزيمة على مواجهة المشاق، والقدرة على اتخاذ القرار الحاسم في اللحظة التي يجب فيها ذلك. ففي مواجهة الحريق الذي خُطط له أن يأكل الأخضر واليابس في العالم العربي، والذي انطلقت قطعان الإخوان المسلمين وخلايا الإرهاب النائمة واليقظة ومراكز الفكر المشبوهة ومؤسسات التدريب على بث الفوضى وقنوات الفتنة والكراهية لتلقي عليه الوقود، تقودها غرف عمليات في الدوحة التي تحولت نقطة جذب لكل شذاذ الأفاق، وتدعمها توجهات من الإدارة الأمريكية السابقة ومن عواصم أوروبية أخرى، عن عمد أو عن غفلة.. في مواجهة كل ذلك كان محمد بن زايد يرص الصفوف في عزيمة وحكمة وصبر، مدافعا عن كيان الدولة العربية الذي يعرف أن البديل الوحيد له هو الخراب الشامل.
لم تكن المعركة يسيرة، فقد انضم ملايين المخدوعين إلى معسكر الفوضى تحت تأثير الدعاية السوداء وتزييف الحقائق، واختلطت الطرق وارتدى الباطل ثوب الحق، واقتتل أبناء الوطن الواحد، وأصبحت العواصم العربية العريقة ساحات حرب ودم وثأر ومواجهات يغذيها الحقد الذي تفننت الدوحة ومن ورائها الإخوان المسلمون في زرعه في القلوب.. ليكون محمد بن زايد هو من يفكك هذه المؤامرة الكبرى، ويسحق صانعيها ويقبر آمالهم.. فعلى المستوى السياسي خسرت قطعان الإخوان ما انتهبته من مكاسب سياسية على وقع الحرائق، وعلى المستوى المعنوي خسرت الدوحة وحلفاؤها الرأي العام العربي الذي اكتشف حقيقة المؤامرة، وأدرك ما كان يُدبَّر له بليل، وتبدلت مواقفه بصورة أذهلت المتآمرين وذهبت برشدهم.
أفلست قطر وأذيالها، فلم يتبق لهم غير حيلة العاجز، وهي البذاءة في أحط صورها، وانطلقت "الراية" وغيرها من منابر الفتنة بكل مرارة هزيمتها لتخرج كل ما اعتمل في الصدور من حقد، زاعمة أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد كان يزور الدوحة لـ"تخفيف غضبة أردوغان"، فيما العالم كله يرى أردوغان يتسول لقاءً في أبوظبي دون أن يُسمح له بدخولها، ويعود مخذولاً من جولته التي حاول فيها أن يدعي الوساطة، فيما يعرف الجميع أنه طرف أصيل في المؤامرة.
نباح "الراية" ومن وراءها في حقيقته صادر عن مرارة العجز، وعن عمق الإحساس بالخيبة والهزيمة، وعن المأزق الذي وجدت عاصمة المؤامرات نفسها فيه بعد أن اتخذت الدول العربية قراراتها الحاسمة بإغلاق أوكار الفتنة والتخريب. وأصبحت الدوحة الملتاثة كذلك الأعرابي الجاهلي الذي رأى القوم يمضون بإبله فيما هو عاجز عن أن يفعل شيئاً ليستردها، وحين سأله قومه عن ماله قال: أوسعتهم سباً ومضوا بالإبل. وما يفعله إعلام الدوحة يثير الرثاء لو كانوا يعلمون، ومذمة الناقص – كما قال أبو الطيب المتنبي – شهادة بالكمال.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة