قطر سترضخ لمطالب الأشقاء، فهي الخاسر الوحيد والمتضرر الأكبر، فماذا يمكن أن يخسر العرب في حال استمرار قطر في شذوذها؟
يجب أن تدفع قطر ثمن سنوات طويلة من العبثية والتآمر ضد أشقائها العرب من خلال دعمها وتمويلها للإرهاب والتطرف لزعزعة أمن واستقرار تلك الدول، فما تواجه الدوحة حالياً هي نتائج طبيعية لمخططات عدوانية فاضحة ونقض للعهود والمواثيق وتحايل على ما يتم الاتفاق عليه، واستعداء مندفع ومتهور يترك خلفه كل القرائن والشواهد الفاضحة في سبيل تحقيق هدف واحد وهو الإضرار بالأشقاء الذين لم يفكر منهم أحد يوماً بإلحاق الأذى بأي دولة قريبة أو بعيدة ناهيك عن دولة قطر.
بدت ملامح الثمن «الباهظ» الذي يتعين على قطر دفعه هذه المرة واضحة. سياسياً، فقد تم فضح قطر ودورها في دعم الإرهاب أمام دول العالم بأسره وبالأدلّة الدامغة، وكذلك تمويل الجماعات الإرهابية وإيواء رموز الإرهاب، وبالتالي من الطبيعي أن تدقق أي دولة في تحركات قطر السياسية والاقتصادية والمالية، فالمجتمع الدولي أصبح مقتنعاً بدعم قطر للإرهاب وتمويله.
اقتصادياً، أكدت «إيكونوميست» أن فك الربط بين الريال والدولار الأمريكي يعد مسألة وقت في ظل الضغوط المتنامية على الدولار القطري وانحسار السيولة ضمن النظام المصرفي في قطر. كذلك تفاقم معاناة القطاعات الاقتصادية الأخرى وتدهور حركة النقل الجوي والسياحة، وتوقف المشاريع الانشائية الضخمة.
إعلامياً، أثبت الإعلام القطري وخاصةً قناة الجزيرة أن الحيادية والمهنية والمبادئ الإعلامية التي كانت تروج لنفسها بها على مدى عقدين، ما هي إلا شعارات رنانة فارغة، تتشدق بها للضحك على عقول متابعيها، بما تبثه من أكاذيب وتلفيقات، بلغت بها ذروة الإفلاس الإعلامي، وظهرت جلياً في تعاملها مع الأزمة الحالية.
في نهاية المطاف، قطر سترضخ لمطالب الأشقاء، فهي الخاسر الوحيد والمتضرر الأكبر، فماذا يمكن أن يخسر العرب في حال استمرار قطر في شذوذها، ومفارقتها للموقف العربي، ومروقها على المجتمع الدولي؟ أو بالأحرى، ماذا قدمت قطر للبشرية سواء على صعيد مجلس التعاون أو المنطقة العربية أو على الساحتين الإقليمية والدولية؟
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة