العلاقات الإماراتية - الإثيوبية قديمة، وترتكز على العلاقات الشعبية والسياسية والاقتصادية، التي شهدت تطوراً من وقت لآخر خلال الحقب الماضية، وانفتاحاً ملحوظاً أكثر خلال السنوات الخمس الماضية، خاصة عقب وصول رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد لسدة الحكم.
منذ عام 2018، وكانت هناك العديد من الزيارات المتبادلة بين حكومتي الدولتين على مستوى كبار المسؤولين، وقد لعبت دولة الإمارات دوراً كبيراً في تنفيذ اتفاقية السلام التي وقعت بين إثيوبيا وإريتريا في عام 2018، لإنهاء حالة اللاحرب واللاسلم التي ظلت بين الدولتين منذ الحرب الإثيوبية الإريترية 1998- 2000، التي أنهت أطول صراع في المنطقة بين دولتين.
وخلال الفترة الماضية، أسهمت دولة الإمارات العربية المتحدة في العديد من الجهود الاقتصادية في إثيوبيا، وكانت سنداً لحكومة حزب الازدهار، التي قدمت العديد من المشاريع التي ظلت ملموسة خلال السنوات الخمس الماضية، رغم التحديات التي واجهت البلاد، خلال الأعوام الثلاثة الماضية.
وتظل المشاريع الاستثمارية الإماراتية في إثيوبيا، من أكثر الاستثمارات الأجنبية في إثيوبيا، فهي تطورت بصورة كبيرة، خلال عهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
إن دولة الإمارات قدمت نحو 5 مليارات دولار دعماً لإثيوبيا، 89% منها جرى ضخها في المشاريع التنموية، وقد صمدت الحكومة الإثيوبية في وجه التحديات التي واجهتها، وقدمت العديد من المشاريع الملموسة في السنوات الخمس الماضية.
في قطاع الاستثمار، لا تزال المشاريع الاستثمارية الإماراتية من أكبر الاستثمارات الأجنبية في إثيوبيا، وقد بلغت استثمارات الإمارات في إثيوبيا 2.9 مليار دولار، وكان هناك تفاعل كبير في مجال إنتاج الأدوية والألمنيوم والمواد الغذائية والكيماويات.
وقد أقيمت العديد من الفعاليات والمنتديات الاقتصادية والاستثمارية التي استضافتها الدولتان خلال السنوات الأخيرة، التي كان لها مردود إيجابي، من خلال مشاركة العديد من الخبراء والمسؤولين في المنطقة.
وتأتي زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات إلى إثيوبيا هذه الأيام، والعلاقات بين البلدين تشهد تطوراً ودعماً كبيرين، في إطار جهود التواصل الذي قد يكون نموذجاً للعلاقات الأفريقية الإماراتية؛ باعتبار إثيوبيا مقراً للاتحاد الأفريقي، والمدخل لدول القارة الأفريقية، عبر بوابتي اللجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي.
إن زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، تعد أول زيارة له لإثيوبيا، بعد توليه منصب رئيس دولة الإمارات.
شهدت العلاقة بين البلدين آفاقاً متطورة عبر دبلوماسية فريدة ظلت هي الرابط بين مختلف التحركات، وما الجهود التي تقوم بها الدولتان في جميع المنابر الدولية والإقليمية إلا خير دليل على أهمية هذه العلاقة، التي بدأت منذ الرعيل الأول من القيادات في الدولتين، وكان للشيخ زايد -رحمه الله- جهود وصدى كبير، وما زالت معالم الأعمال الخيرية في المنطقة الإثيوبية، آثارها باقية حتى يومنا هذا.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة