الإمارات وإثيوبيا.. محطات مهمة في مسيرة العلاقات الثنائية
بهدف تعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين في مختلف الجوانب، زار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، إثيوبيا، اليوم الجمعة، واستقبله رئيس الوزراء آبي أحمد.
الزيارة التي تعد الأولى للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، للدولة الأفريقية منذ توليه الرئاسة، تتوج علاقات التعاون الوثيقة التي تجمع البلدين، كما تعد نقلة نوعية في تاريخ العلاقات بين البلدين.
وأجرت إثيوبيا استقبالا شعبيا ورسيما للشيخ محمد بن زايد في أديس أبابا، قبل أن يعقد مباحثات ثنائية مع رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، تناولت مجمل علاقات التعاون والملفات ذات الاهتمام المشترك.
وعقب المباحثات، عبر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، عن سعادته بلقاء رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أديس أبابا.
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: "سعدت بلقاء الصديق آبي أحمد في أديس أبابا.. بحثنا تعزيز العلاقات بين الإمارات وإثيوبيا في مجالات الاقتصاد والاستدامة، وسبل تحقيق أهداف الشراكة التنموية الطموحة بينهما لمصلحة شعبيهما".
وتابع في تغريدة على موقع "إكس" (تويتر سابقا)، أن نهج الإمارات هو "بناء جسور التعاون مع مختلف دول العالم من أجل الاستقرار والسلام والازدهار للجميع".
في المقابل، قال آبي أحمد أيضا في تغريدة على موقع "إكس" (تويتر سابقا): "أرحب بأخي وصديقي العزيز صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد في إثيوبيا".
وأضاف أن "العلاقات المتنامية بين بلدينا متجذرة في الاحترام المتبادل العميق والرؤية المشتركة للتقدم المتبادل"، متابعا: "سنواصل التعاون في السعي لتحقيق التنمية المستدامة".
وسبق أن أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان زيارة لإثيوبيا، حينما كان وليا للعهد في يونيو/حزيران 2018، في زيارة شكلت نقلة مهمة أيضا في تاريخ العلاقات الثنائية.
وترصد "العين الإخبارية" في التقرير التالي أبرز محطات العلاقات بين البلدين:
نقطة الانطلاق
بدأت العلاقات الإماراتية الإثيوبية في عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ورئيس الوزراء الإثيوبي الراحل مليس زيناوي.
ومثلت زيارة سيوم مسفن، وزير خارجية إثيوبيا الأسبق، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في مارس/آذار 2004، نقطة الانطلاق للعلاقات المعاصرة بين البلدين.
تم خلال الزيارة مناقشة سبل تطوير العلاقات السياسية ورفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بين البلدين إلى مستوى السفراء، وتم فتح قنصلية إثيوبية في دبي في العام نفسه.
وعقب ذلك كان للبعدين الثقافي والإنساني أثرهما في تطوير العلاقات، ففي يوليو/تموز 2004، افتتحت مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية مسجد الشيخ زايد في حي كيرا، ويشتمل على مكتبة ومدرسة لتعليم القرآن الكريم وعيادة ومشغل لتعليم الخياطة للنساء.
وفي عام 2009، تم افتتاح مركز الشيخ زايد الثقافي الإسلامي بمنطقة بنين في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا الذي جرى تشييده بدعم من مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية، بناء على توجيهات من رئيس دولة الإمارات الراحل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
جاء تشييد المركز ليكون منارة للعلم ومركزا للإشعاع الحضاري ورمزا للتواصل الثقافي بين المجتمعات ومقرا لأبناء الجالية الإسلامية.
افتتاح السفارات
وفي تلك الفترة، تبادل عدد من المسؤولين الحكوميين رفيعي المستوى في البلدين الزيارات، كان أهمها الزيارة الرسمية التي قام بها الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي إلى إثيوبيا في مايو/أيار 2009.
وبعدها بعام، تم افتتاح سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في أديس أبابا في يوليو/تموز عام 2010، الأمر الذي يعد النقلة الأهم في تطور العلاقات بين البلدين، حيث ساهم فتح سفارة لدولة الإمارات بجمهورية إثيوبيا في تعزيز أوجه التعاون بين البلدين في جميع المجالات السياسية والتجارية والاستثمارية.
وفي مارس/آذار 2011، انضمت دولة الإمارات كعضو مراقب بالاتحاد الأفريقي، الذي يتخذ من إثيوبيا مقرا له، لتصبح بذلك أول دولة خليجية تنضم لعضوية المنظمة الأفريقية.
ومجددا، أجرى الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان زيارة إلى إثيوبيا في مارس/آذار 2013 تم خلالها التوقيع على مذكرة تفاهم لإنشاء "لجنة وزارية مشتركة للتعاون".
كما تم خلال الزيارة التوقيع على مذكرة تفاهم لفتح "مكتب تمثيلي لغرفة تجارة وصناعة دبي" في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، لتكون نافذة للغرفة على القارة الأفريقية.
وافتتحت غرفة تجارة وصناعة دبي مكتبها التمثيلي الدولي في أديس أبابا، في مايو/أيار 2013، ليكون بمثابة بوابة لدولة الإمارات العربية المتحدة إلى القارة الأفريقية.
زيارة مهمة
وتوالت الزيارات الرسمية من قيادات البلدين، حيث أجرى هيلا ماريام ديسالين، رئيس وزراء إثيوبيا السابق، زيارة إلى دولة الإمارات في يناير/كانون الثاني 2014 بناء على الدعوة الموجهة من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.وعقد رئيس وزراء إثيوبيا السابق خلال الزيارة، مباحثات رفيعة المستوى مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وأكد اللقاء أهمية دعم وتطوير العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين، والتي تشمل مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وخلال الزيارة نفسها، أجرى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي مباحثات مع ديسالين تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات وإثيوبيا والوضع في منطقة القرن الأفريقي.
وفي العام نفسه، قامت إثيوبيا بفتح سفارة لها في أبوظبي.
ثم زار ديسالين أبوظبي مجددا في ديسمبر/كانون الأول 2016، وأجرى مباحثات مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وأجرى الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان زيارة إلى إثيوبيا مارس/آذار 2018، لحضور اجتماع اللجنة الوزارية المشتركة للتعاون بين البلدين. وتم خلال الزيارة التوقيع على مذكرة تفاهم لإجراء مشاورات سياسية.
نقلة نوعية
وبعدها بشهرين، أجرى رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، زيارة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في مايو/أيار 2018، في أول جولة خليجيه له، وذلك بعد شهر واحد بعد تولية منصبه.
وبعدها بشهر، أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، زيارة لإثيوبيا في 15 يونيو/حزيران 2018، على رأس وفد عالي المستوى. وشكلت الزيارة نقلة نوعية كبيرة في العلاقة القائمة بين البلدين الصديقين، حيث كان أرفع مسؤول إماراتي يزور إثيوبيا، وكان يشغل حينها منصب ولي عهد أبوظبي.
وحققت تلك الزيارة نتائج مهمة منها التوقيع على 7 مذكرات تفاهم في عدة مجالات، كما أٌعلن خلال الزيارة تقديم دعم إماراتي لإثيوبيا بقيمة 3 مليارات دولار، منها 2 مليار كاستثمارات مباشرة، ومليار كوديعة في البنك الوطني الإثيوبي.
وبعد شهر، من تلك الزيارة، أجرى رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، زيارة إلى أبوظبي للمشاركة في القمة الثلاثية الإماراتية الإثيوبية الإريترية في يوليو/تموز 2018، والتي عقدت تتويجا لجهود الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في تحقيق مصالحة تاريخية بين البلدين وإنهاء أطول نزاع في أفريقيا دام نحو عقدين، وأدى لوقوع آلاف القتلى وأنفقت خلالها أكثر من 6 مليارات دولار.
وتم خلال القمة، منح الرئيسين الإثيوبي والإريتري "وسام زايد"، تقديرا لجهودهما في إنهاء الصراع وحالة الحرب بين بلديهما، وفتح آفاق التعاون بينهما، وتحقيق السلام في منطقة القرن الأفريقي.
7 زيارات
وإضافة لزيارتي مايو/أيار ويوليو/تموز 2018، أجرى رئيس وزراء إثيوبيا 4 زيارات أخرى للإمارات في مارس/آذار 2019، وفبراير/شباط 2020، ويناير/كانون الثاني 2022، ويناير/كانون الثاني 2023، أجرى خلالها مباحثات مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لتعزيز التعاون بين البلدين.
كما أجرى رئيس وزراء إثيوبيا زيارة سابعة للإمارات في 29 يوليو/تموز الماضي، لتقديم التعازي للشيخ محمد بن زايد آل نهيان في وفاة الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان.
وتخلل تلك الزيارات والمباحثات زيارات متبادلة لمسؤولين من البلدين، ولقاءات جمعتهما على هامش قمم دولية، في ظل سعي البلدين لدعم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.