الإمارات وإثيوبيا.. تعاون لنشر الأمن والسلام وخدمة البشرية
تعاون إماراتي إثيوبي بنّاء لمواجهة التحديات ودعم الأمن والاستقرار ونشر السلام بربوع العالم، يصب في صالح نهضة البلدين وخدمة البشرية.
تعاون تعززه مباحثات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، ورئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، خلال زيارة رئيس دولة الإمارات الحالية إلى إثيوبيا التي جرت اليوم الجمعة.
ويتعاون البلدان على صعيد مواجهة تغير المناخ، الذي يعد أكبر تحدٍّ يواجه البشرية في الوقت الراهن، وكذلك على صعيد دعم الأمن والاستقرار والبحث عن حلول سلمية لأزمات القارة الأفريقية.
كما يوجد توافق بينهما في وجهات النظر تجاه عدد من القضايا الدولية، من أبرزها أهمية نشر السلام.
تغير المناخ
وتأتي زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى إثيوبيا، بعد يومين من مشاركة الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي الرئيس المعين لمؤتمر الأطراف COP28، في المؤتمر الوزاري الأفريقي المعني بالبيئة الذي عقد في إثيوبيا.
حيث ألقى كلمة أكد فيها الحاجة الملحّة لزيادة التمويل المناخي للدول الأفريقية، لبناء مستقبل خال من الانبعاثات وقادر على التصدي لتداعيات تغيُّر المناخ.
وتستضيف دولة الإمارات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في دروته الثامنة والعشرين COP28، في مدينة إكسبو دبي خلال الفترة من 30 نوفمبر/تشرين الثاني إلى 12 ديسمبر/كانون الأول 2023.
وتدعم إثيوبيا جهود مواجهة التغير المناخي على أكثر من صعيد، إذ إن 100% من الطاقة في إثيوبيا تأتي من المصادر الكهرومائية المتجددة، كما أنها تقوم بدور رائد وقيادي لمعالجة موضوع التكيُّف من خلال التقدم في مبادرة 'الإرث الأخضر لمحاربة التصحر"، التي أسهمت منذ عام 2019 في زراعة أكثر من 25 مليار شتلة، وعززت الزراعة المستدامة والأمن الغذائي، وصدَّرَت الأغذية الصحية إلى الأسواق الخارجية، وأوجدَت ما يقرب من مليون فرصة عمل خضراء جديدة".
وأكد الدكتور سلطان أحمد الجابر، أنه "يجب دعم هذه المشاريع والمبادرات من خلال معالجة النقص المستمر في التمويل المناخي وتوفيره بشكل كافٍ ومُيّسر وبتكلفة مناسبة".
ثقة إثيوبية بالإمارات
وسبق أن عبر رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، عن ثقة بلاده في قدرة دولة الإمارات على بناء توافق في الآراء بين الأطراف وتعبئة كل دولة وشريحة من المجتمع لتقديم حلول مناخية واقعية خلال COP28.
وذكر آبي أحمد، في تغريدة له: "توجد إثيوبيا في الخط الأمامي لأزمة المناخ. يتسبب الطقس الشديد وحالات الجفاف في انعدام الأمن الغذائي والمائي، ما يهدد مواطنينا وتنميتنا الوطنية بشكل مباشر".
وأضاف: "لمواجهة هذه التحديات، نحتاج إلى سد فجوة تمويل المناخ في جنوب الكرة الأرضية وإحراز تقدم ملموس في صندوق الخسائر والأضرار وترتيبات التمويل وفقا لنتائج COP27".
وتابع: "لدينا ثقة كاملة في دولة الإمارات، باعتبارها المنظم المثالي لمؤتمر COP28، لبناء توافق في الآراء بين الأطراف وتعبئة كل دولة ومنطقة وشريحة من المجتمع لتقديم حلول مناخية واقعية ونتائج هادفة".
وأعرب عن امتنانه لدولة الإمارات "لدعم قضية مصادر الطاقة المتجددة في إثيوبيا من أجل توسيع قدرة بلدنا على الطاقة النظيفة".
أزمة السودان
يتعاون البلدان أيضا في دعم الأمن والاستقرار والبحث عن حلول سلمية لأزمات المنطقة، وعلى رأسها الأزمة السودانية.
وقبل نحو شهر، شارك الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان وزير الدولة الإماراتي، في الاجتماع الأول للجنة الرباعية المنبثقة عن منظمة "الإيغاد" لبحث تطورات الأوضاع في السودان، الذي عقد في أديس أبابا 10 يوليو/تموز الماضي.
وتعد "إيغاد" منظمة إقليمية تضم 8 دولٍ من شرق القارة الأفريقية، تأسست بهدف نشر السلام والاستقرار وتعزيز التنمية المستدامة في المنطقة.
وتؤكد مشاركة الشيخ شخبوط بن نهيان في الاجتماع حرص دولة الإمارات والتزامها الراسخ بتعزيز التعاون الإقليمي والدولي مع الدول الأفريقية.
كما رحبت دولة الإمارات في 14 يوليو/تموز من الشهر نفسه، بالبيان الختامي الصادر عن "قمة جوار السودان" التي عقدت في القاهرة، بدعوة من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وشارك فيها قادة ورؤساء حكومات 7 دول بينهم رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد.
وأكد البيان أهمية حماية السودان والحفاظ على مقدراته ومنع تفككه، ودعا إلى الاحترام الكامل لسيادة السودان وسلامة أراضيه، وعدم التدخل في شؤونه الداخلية.
وأكدت دولة الإمارات موقفها الثابت المتمثل بضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار والعمل على إيجاد حل سلمي للأزمة بين الأطراف المعنية، بما يعزز استقرار السودان ويلبّي تطلعات شعبه الشقيق في التنمية والتطور والنماء.
ومنذ بداية الأزمة بالسودان قبل 4 أشهر وحتى اليوم، لم تتوقف جهود دولة الإمارات لوقف التصعيد وإنهاء الأزمة بالحوار والطرق السلمية.
جهود دبلوماسية وإنسانية انطلقت منذ اللحظة الأولى لاندلاع الأزمة منتصف أبريل/نيسان الماضي، وتطورت على مدار الفترة الماضية وفقا لتطورات الأزمة؛ حرصا على التخفيف من وطأتها وتداعياتها الإنسانية.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، يخوض الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" اشتباكات لم تفلح سلسلة هدن متتالية في إيقافها، ما خلف أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم من المدنيين، وأكثر من 4 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، بحسب الأمم المتحدة.
وبموازاة جهودها الدبلوماسية التي انطلقت منذ بداية الأزمة، كانت دولة الإمارات حاضرة بل ورائدة في مبادراتها الإنسانية، الهادفة لتخفيف وطأة الأزمة على المدنيين، سواء من أهل السودان أو من الرعايا الأجانب المقيمين به.
نشر السلام
تتفق رؤى دولة الإمارات وإثيوبيا تجاه عدد من القضايا الإقليمية والدولية، وكانت أديس أبابا في طليعة الدول الداعمة لاتفاق السلام التاريخي بين دولة الإمارات وإسرائيل، 15 سبتمبر/أيلول عام 2020.
وقال رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد: "هذا القرار التاريخي والقرارات الأخرى المتعلقة به التي تحقق التقارب بينهما، لها أهمية كبرى على الصعيد الدولي، من أجل الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة".
وتابع: "أود أن أثني على أخي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وأنا على يقين بأن الطريق لتحقيق السلام في الشرق الأوسط سيتم رعايته.".
تعاون أمني
زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تأتي بعد نجاح التعاون الإماراتي الإثيوبي في اعتقال زعيم منظمة إجرامية للاتجار بالبشر.
وأسفرت عملية شرطية دولية قادتها دولة الإمارات ممثلة بوزارة الداخلية، وجرت بالتعاون مع منظمة الشرطة الجنائية الدولية "الإنتربول" عن إلقاء القبض على المدعو - كيداني زكرياس هابتمريام - كيداني من الجنسية الإريترية، زعيم منظمة إجرامية للاتجار بالبشر في اليوم الأول من يناير/كانون الثاني 2023.
حيث ألقي القبض عليه في السودان خلال هذه العملية الكبرى التي جرت باحترافية وتنسيق مشترك.
وأعلن الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الإماراتي عن هذه العملية الدولية قائلاً: "نجاح لعملية شرطية عالمية دامت 9 أشهر بقيادة الإمارات وبالشراكة مع الإنتربول، أسفرت عن إلقاء القبض على المطلوبين دولياً وللإمارات، كيداني زكرياس الهارب من السجن من أحد الدول وزعيم منظمة إجرامية للاتجار بالبشر وأخيه هينوك زكرياس المطلوب بتهمة غسل الأموال. أشكر جميع الشركاء".
جاء هذا الإنجاز الأمني بعد عملية دولية قادتها الإمارات جرت وفق معلومات مبدئية قدمها "الإنتربول الدولي"، وبالتعاون مع عدة دول من بينها إثيوبيا.
وخلال مؤتمر صحفي افتراضي حول العملية، أعرب وزيليم مينغويستا مساعد المفوض العام في الشرطة الإثيوبية عن شكره وتقديره لدولة الإمارات العربية المتحدة على دورها المحوري في إلقاء القبض على هذا المطلوب في عدد من دول العالم وقام بإرتكاب جرائم ضد البشرية.
وأردف: "اليوم وبفضل التعاون الدولي العابر للقارات أثبتنا أننا قادرون عند العمل المشترك من تخليص البشرية من مخاطر عديدة”.
جاء هذا الإنجاز الأمني بعد 3 أشهر من توقيع دولة الإمارات وجمهورية إثيوبيا 21 سبتمبر/أيلول الماضي، اتفاقيتين في مجالي تسليم المجرمين والمساعدة القانونية المتبادلة في المسائل الجنائية.
aXA6IDE4LjIxOS4yMDkuMTQ0IA== جزيرة ام اند امز