محمد بن زايد.. مبادرات "رجل الإنسانية" تلهم العالم
"إن دولة الإمارات ستظل رمزا للعون والنجدة في أوقات الشدة ومصدر إلهام في العمل الإنساني ".
رسالة إنسانية للعالم أجمع وجهها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، خلال زيارته التفقدية ، اليوم الجمعة، لمدينة الإمارات الإنسانية لتفقد العائلات الأفغانية التي تم إجلاؤها من أفغانستان في طريقها إلى دول ثالثة، وتستضيفهم الإمارات.
لم يأت حديث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بأن دولة الإمارات ستظل مصدر إلهام في العمل الإنساني من فراغ، بل جاء معبرا عن ثقة رجل لا تكاد تمر فترة قليلة، إلا ويحصد العالم ثمار مبادراته الإنسانية، التي تترجم مفهوم الأخوة الإنسانية،
كما ينبغي أن يكون، على مختلف الأصعدة السياسية والإنسانية والإغاثية والصحية.
ومع كل أزمة يواجهها العالم، وفي كل موقف تواجهه دولة صديقة أو شقيقة، كان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حاضرا دائما لتقديم يد العون والمساعدة، ليرسخ بأفعاله وأقواله صورة الإمارات كمنارة للتسامح وواحة للإنسانية ومظلة للأمن والأمان لكل المقيمين على أرضها.
مواقف ومبادرات ولفتات إنسانية تبلور صورة قائد استثنائي، اتفق على حبه الجميع، فتوجه الفاتيكان يوليو/ تموز الماضي بوسام "رجل الإنسانية"، وقبل ذلك تم اختياره كأفضل شخصية دولية في مجال الإغاثة الإنسانية لعام 2021، ومنحه العرب لقب "القائد العربي الأبرز" لعام 2019، في الاستفتاء الذي أجرته شبكة "روسيا اليوم".
فيما منحه المصريون لقب صاحب أسرع رد فعل إنساني عالمي، بعد مبادرته السريعة بالتبرع بمبلغ 50 مليون جنيه مصري (3 ملايين دولار) لصالح معهد الأورام الذي تعرض لخسائر جراء الحادث الإرهابي الذي وقع أغسطس/آب 2019 بمنطقة وسط القاهرة.
لأجل تلك المبادرات والمواقف وغيرها الكثير، قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي إن "النموذج الحقيقي الذي سيبقى يحمل إرث زايد في التسامح ويرسخ الإمارات كنموذج عالمي ملهم للبشرية في هذا المجال هو محمد بن زايد".
زيارة إنسانية
ويسجل تاريخ الإنسانية للإمارات وللشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، عددا من المبادرات التاريخية والمواقف الإنسانية، أسهمت في نشر ثقافة التسامح والسلام في العالم، ونزع فتيل عدد من الأزمات والتخفيف من حدتها.
مبادرات توجت بتقدير وعرفان دولي، يتوالى يوما بعد يوم، وأضحت مصدر إلهام للعالم أجمع.
من أبرز تلك المبادرات والمواقف الإنسانية زيارته اليوم الجمعة لمدينة الإمارات الإنسانية لتفقد العائلات الأفغانية التي تم إجلاؤها من أفغانستان في طريقها إلى دول أخرى.
زيارة تأتي بعد أسبوع من توجيهه باستضافة العائلات الأفغانية من نساء وأطفال واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتوفير الرعاية و الدعم اللازمين لهم في المجتمع بصفة مؤقتة بما يوفر لهم مقومات الحياة الكريمة و يحقق الأهداف النبيلة لدولة الامارات العربية المتحدة في ظل مجتمع متسامح ومتكاتف.
وفي رسالة للعالم أجمع أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال الزيارة " إن دولة الإمارات ستظل رمزا للعون والنجدة في أوقات الشدة ومصدر إلهام في العمل الإنساني".
وأكدا أنها" لن تدخر جهدا في الوفاء برسالتها الإنسانية والمنطلقة من قيم العطاء وعمل الخير وترسيخ الأخوة الإنسانية والتضامن مع الشعوب خلال مختلف الظروف والتحديات."
وتقوم الإمارات حاليا باستضافة نحو 9000 أفغاني بشكل مؤقت.
كما سبق وأن ساهمت منذ مطلع أغسطس/ آب الماضي، في إجلاء أكثر من 40 ألف أجنبي وأفغاني من أفغانستان.
وعلى إثر هذه الجهود الاستثائية، قام الكثير من قادة دول العالم بتوجيه الشكر للإمارات، وفي مقدمتهم الرئيس الأمريكي جو بايدن، وبيدرو سانشيز رئيس وزراء إسبانيا، وسكوت موريسون رئيس وزراء أستراليا.
كما سبق أن وجهت كل من المملكة المتحدة وفرنسا ونيوزيلندا الشكر لدولة الإمارات على جهودها في مساعدتهم على إجلاء رعايا بلادهم من أفغانستان في ظل الظروف الراهنة.
رجل الإنسانية.. قولا وفعلا
جهود الإمارات بشتى السبل عبر دبلوماسيتها الإنسانية حظيت بتقدير وعرفان عرفان دولي، لم يتوقف عند اتصالات ورسائل الشكر من قادة دول العالم، إذ منحت المؤسسة البابوية التربوية التابعة للفاتيكان، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ، وسام "رجل الإنسانية"، في يوليو/تموز الماضي.
جاء هذا الوسام عرفاناً وتقديراً لدعم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان المستمر وجهوده الخيرة في تعزيز العمل الإنساني والإغاثي الدولي وتكريماً لدوره في تعزيز قيم السلام والتعايش وتأكيد أهمية الحوار وسيلةً لتجنب الصراعات وإعلاء القيم والمبادئ الإنسانية.
كما جاء التكريم وتقديراً لما تقوم به دولة الإمارات من دور ريادي في مجال خدمة الإنسانية جمعاء خاصة في ظل ما يشهده العالم من تداعيات جائحة "كوفيد- 19".
وحرصت دولة الإمارات منذ بداية أزمة "كوفيد - 19"، على القيام بمسؤوليتها الإنسانية تجاه الشعوب في مختلف أنحاء العالم، وقدمت ولا تزال تقدم الدعم والمساعدة للعديد من الدول لتجاوز تداعيات جائحة "كوفيد - 19"، حيث أرسلت نحو 2250 طناً من المساعدات الطبية إلى 136 دولة.
واستبق ذلك تكريم للشيخ محمد بن زايد آل نهيان باختيار المجلس الاستشاري العلمي العالمي لمعرض ومؤتمر دبي الدولي للإغاثة والتطوير "ديهاد" له في مارس/ آذار الماضي، كأفضل شخصية دولية في مجال الإغاثة الإنسانية لعام 2021، لعطائه ودعمه في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد- 19".
مبادرة الإخوة الإنسانية
هذا التكريم جاء أيضاً بعد شهر من احتفاء العالم في 4 فبراير/شباط الماضي، باليوم الدولي للأخوة الإنسانية، وسط امتنان وتقدير للشيخ محمد بن زايد آل نهيان على تلك المبادرة التاريخية، إثر رعايته لوثيقة الأخوة الإنسانية التي تم توقيعها في الإمارات 4 فبراير/شباط 2019، والتي تحولت ليوم عالمي تم الاحتفاء به دولياً لأول مرة فبراير/شباط الماضي.
واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع، 4 فبراير/ شباط يوما عالميا للأخوة الإنسانية بناء على مبادرة قدمتها الإمارات، بالتعاون مع السعودية والبحرين ومصر.
القرار الأممي جاء تقديرا للخطوة التاريخية التي أقدمت عليها أبوظبي، وبجهودها في احتضان توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية، التي وقّعها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، برعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي لم يدخر جهدا كي تظهر هذه الوثيقة إلى العالم بمبادئها السامية التي تمهد الطريق نحو عالم أفضل.
نشر السلام
قيمة الأخوة كانت حاضرة بقوة في جهود الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لنشر ثقافة التسامح والسلام في العالم.
من أبرز مبادرات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في هذا الصدد، توصله لاتفاق تاريخي بين الإمارات وإسرائيل، 15 سبتمبر/ إيلول الماضي، وتدخله شخصيا لتخفيف حدة التوتر في عدد من أماكن العالم، كان من أبرزها وساطته لنزع فتيل أطول نزاع في أفريقيا بين إثيوبيا وإريتريا في يوليو/تموز 2018.
وبعد نحو أسبوعين تحل ذكرى توقيع الاتفاق السلام التاريخي بين الإمارات وإسرائيل، الأمر الذي أسهم في إطلاق مرحلة جديدة للعلاقات والتعاون بين الدول في منطقة الشرق الأوسط، تقود لترسيخ الأمن والسلام والاستقرار.
دور الإمارات المهم في نشر السلام، كان محل تقدير دولي، عبر عنه العالم بانتخاب أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة في 11 يونيو/ حزيران الماضي دولة الإمارات لعضوية مجلس الأمن للفترة 2022-2023، في خطوة تعكس مكانة دبلوماسية الإمارات القائمة على نشر السلام والمحبة بين جميع شعوب الأرض، والتقدير الدولي لها.
مصدر إلهام
وتحولت الإمارات إلى مصدر إلهام داعمي السلام حول العالم، فمنذ خطوتها الشجاعة بشأن توقيع معاهدة سلام مع إسرائيل 15 سبتمبر/أيلول الماضي، انضمت 3 دول عربية أخرى لركب السلام هي البحرين والسودان والمغرب.
وهي خطوة تبعتها الإمارات برعاية اتفاق سلام تاريخي، وقعته الحكومة السودانية، مع حركات الكفاح المسلح في 3 أكتوبر/تشرين الأول الماضي أنهى سنوات من الاقتتال في البلاد، بين الحكومة السودانية وعدد من الحركات المسلحة، لحل عقود من الصراعات في دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق.
الأطراف المتنازعة في السودان وجدت في الإمارات أملاً في إصلاح ذات البين وحلحلة النزاعات لنزاهتها وحسن نواياها، فالسلام والتعايش سمة من السمات البارزة لسياسة الدولة، حيث لم تألُ جهداً في تأييد ودعم أي مبادرة سلام تسهم في حقن الدماء وإشاعة ثقافة التسامح والحوار والتعايش بين الشعوب.
واستكمالا لجهوده في تعزيز قيم ومفاهيم الأخوة الإنسانية والسلام بين الشعوب، ومحاولات تقريب وجهات النظر بين الفرقاء، ونشر معاني الأخوة الإنسانية، كان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مبادرا دائما لإيقاف الصراعات بين الدول، وإخماد الفتن وإطفاء النزاعات، وساعيا إلى المصالحات، بحثاً عن السلام العالمي وسعياً لحقن الدماء، وحفظاً للإنسان وصوناً لكرامته.
فسبق أن أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان اتصالا في 28 فبراير/شباط 2019، برئيسي الوزراء الهندي ناريندرا مودي والباكستاني عمران خان، لتخفيف حدة التوتر بين البلدين آنذاك، لنزع فتيل الأزمة بين الجارتين النوويتين.
أيضا كان لجهود السعودية والإمارات دور كبير في إنهاء أطول نزاع في أفريقيا، حيث أسهمت جهودهما في إنهاء الخلاف بين إثيوبيا وإرتيريا، حيث لم تأل السعودية والإمارات جهداً في متابعة خطوات المصالحة ضمن توجه البلدين الحكيم لإرساء علاقات استقرار في المنطقة واحترام حسن الجوار.
وفي 9 يوليو/تموز 2018، وقع أسياس أفورقي رئيس إريتريا وآبي أحمد رئيس وزراء إثيوبيا إعلانا حول السلام، ينهي رسميا عقدين من العداء بعد آخر مواجهة عسكرية عام 2000 بين الجانبين، خلفت نحو 100 ألف قتيل من الجانبين وآلاف الجرحى والأسرى والنازحين وأنفقت خلالها أكثر من 6 مليارات دولار.
وتوج الاتفاق عددا من الخطوات الإيجابية بمبادرة إماراتية ومساندة سعودية لإنهاء الصراع بين إثيوبيا وإريتريا من خلال قمة ضمت الزعيمين في العاصمة أبوظبي، لتشكل هذه الجهود، التي أسهم فيها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، انتصارا لدبلوماسية السلام.
مسجد "مريم أم عيسى"
كذلك تعد من الأمثلة العملية لروح التسامح التي لا ينساها العالم ويخلدها التاريخ، توجيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عام 2017، بإطلاق اسم السيدة مريم أم النبي عيسى على مسجد يحمل اسمه في منطقة المشرف بأبوظبي ترسيخاً للصلات الإنسانية بين أتباع الديانات.
ويمثل مسجد "مريم أم عيسى" عليهما السلام في منطقة المشرف بأبوظبي أيقونة التسامح في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتحيط بالمسجد مجموعة من الكنائس والكاتدرائيات الكاثوليكية والأرثوذكسية ترسم صورة متناغمة للتسامح والتعايش السلمي واحترام الأديان الذي يميز دولة الإمارات.