يبدو لي أن السعودية و الإمارات بعد أن وقعتا اتفاق مجلس التنسيق المشترك بينهما انطلقا من خلاله لبناء جسر من الأمل والشراكة الصادقة
بعد الاتفاق الذي وقعته كل من إثيوبيا وإريتريا بإنهاء النزاع الطويل بين البلدين، والذي يعتبر حدثًا تاريخيًا له دلالته وأهميته الكبيرة بالنسبة إلى دول المنطقة والعالم، لا سيما أنه يأتي تتويجا لجهود المصالحة التي قادتها دولة الإمارات بقيادة (سيف زايد) وخريج مدرسة الشيخ زايد رحمه الله، الشيخ محمد بن زايد، مرسخة بذلك دورها الرائد في تعزيز الأمن وتوطيد دعائم الاستقرار وخدمة القضايا التي من شأنها أن تنشر السلام والطمأنينة في العالم، والتي تؤكد أن سياستها واضحة كوضوح الشمس ولا غبار عليها، دولة لا تعرف التآمر ولا الخيانة ولا التخوين ولا تعمل في الخفاء ولا تدعم أو تمول الإرهاب، العالم أجمع على عِلو دورها الكبير الذي تلعبه في تنمية الوطن العربي، إنها الإمارات بلد الخير .
يبدو لي أن السعودية و الإمارات بعد أن وقعتا اتفاق مجلس التنسيق المشترك بينهما انطلقا من خلاله لبناء جسر من الأمل والشراكة الصادقة المخلصة التي تزيل كل العوائق، وتفتح الآفاق وتكرّس الإيجابية والتفاؤل والإنجاز في ظل التطورات الإقليمية والدولية والتي تجعل الرهان على التعاون الإستراتيجي حقيقياً وقوياً من أجل حماية المنطقة، والدفاع عنها وتعزيز الاستقرار والأمان والسلام فيها، وأنهما داعمان قويان ورئيسيان لمحاربة التطرف والإرهاب، فهما لم ولن يدخرا جهداً في سبيل تعزيز التعاون في هذا المضمار ودعم سياستهما وتشجيعهما على السلام والحوار بين الحضارات، واحترام التنوع والانفتاح على العالم، فالتعاون بينهما والتكامل العسكري بينهما كان له ثمرة في محاربة التطرف والإرهاب، والإمارات كانت على الدوام سباقة لمساندة الخطوات والمواقف والآراء والقرارات الحكيمة للقيادة السعودية، لاسيما فيما يتعلق بأمن منطقة الخليج والعالم العربي، وظهر ذلك جليا في إعادة الشرعية في اليمن، كما أثمر تجاه نظام الحمدين الذي حجّم من نفوذ قطر وجعلها محجورة في زاوية العقوبات التي فرضتها الدول الأربع.
لا شك أن نجاح دبلوماسية وجهود الشيخ محمد بن زايد وظهور بصماته في إنهاء نزاع إرتيريا وإثيوبيا ، ضربة قاصمة لمحور الشر في المنطقة، لأن الحضور المتزايد للإمارات في القرن الأفريقي، ودعمها لتحقيق التنمية سيساهم في تضييق الدائرة على وجود هذا المحور الذي يحاول التمدد في القارة الأفريقية
لهذا نجد دورهم المحوري البارز في نبذ الخلافات وحل المشاكل في دول العالم الاسلامي و غيرها من قضية الخلافات الأفغانية وإلى إرتيريا و إثيوبيا، والتعاون مع جنوب أفريقيا، مروراً بتحرير اليمن و الاستقرار في ليبيا و العراق، و رفع الحظر عن السودان ودعم الأردن و لبنان.
لقد استطاع بالفعل الشيخ محمد بن زايد بفضل الله أولاً ثم بحنكته ودبلوماسيته أن يطوي خلافاً دام أكثر من 20 عاماً بين إرتيريا وإثيوبيا، وإنهاء النزاع وإعادة العلاقات والمياه لمجاريها، ليكتب صفحة جديدة بين البلدين في طريق السلام، فالكل متحمس لعودة العلاقة، و أرجو أن تكلل الجهود بإزالة كافة العوائق التي تحول دون إقامة علاقات طبيعية، لذا ينبغي أن يشكر الشعبان من تسبب في هذا الصلح وهذا العمل الرائع التي قامت به القيادة الإمارتية.
لا شك أن نجاح دبلوماسية وجهود الشيخ محمد بن زايد وظهور بصماته في إنهاء نزاع إرتيريا وإثيوبيا، ضربة قاصمة لمحور الشر في المنطقة، لأن الحضور المتزايد للإمارات في القرن الأفريقي، ودعمها لتحقيق التنمية سيساهم في تضييق الدائرة على وجود هذا المحور الذي يحاول التمدد في القارة الأفريقية، بل سيقطع الطريق أمام دول الفوضى في توظيف الأزمات للتمدد بالقارة الأفريقية، فهي تسعى لتوظيف دبلوماسيتها ومكانتها السياسية في إنهاء النزاعات وتحقيق الاستقرار وصناعة السلام، وتعمل على إزالة العراقيل بين الدول من أجل السلام والازدهار الاقتصادي .
الجميل أن ما يحدث من السعودية والإمارات من استراتيجيات وخطط ليست مبنية على ردات الفعل للأحداث، بل هي ذات مواقف استباقية، وهي مثال حي بأن هناك من هم مفاتيح للخير مغاليق للشر، وهناك من هم مفاتيح للشر مغاليق للخير، وهناك دول تجمع بين الدول والشعوب، وهناك دول مهمتها التفرقة بين الشعوب وزرع النزاعات بين الدول لتهلك الشعوب، فالتاريخ صفحاته تحفظ بداخلها كل ما يحدث اليوم، لتقدمه للأجيال القادمة علّها تأخذ منه العبرة الحسنة، لهذا هناك أطراف تدرك أهمية ما يجب أن تتركه، وهناك أطراف أخرى لا تعرف مقدار الأهمية التي يمثلها التاريخ، فـتعيث في الأرض فسادًا متجاهلة ما سيكتبه هذا التاريخ، وأن من لا ماضي له قطعاً لن يكون مستقبله وتاريخه على ما يرام.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة