دولة الإمارات العربية المتحدة تعد اليوم أنموذجا يحتذى به على صعيد الدبلوماسية العالمية، وقد دأبت عبر تاريخها على اتباع سياسة متوازنة مع دول العالم.
ليس غريبا على دولة ارتقى جواز سفرها عالميا إلى المركز الأول متفوقا على كل الدول أن تحقق إنجازا تلو الآخر، وليس بعيدا عن طموحات القيادة الإماراتية أي شيء، فكل شيء ممكن مهما بدا صعبا، في نظر قيادة تؤمن بقدرة وطاقات شعبها، وليس في قاموسها كلمة مستحيل، قيادة آمنت دوما بالمركز الأول ولا شيء سواه، مع سعي دائم ومستمر للتطوير والبناء وتحقيق الرخاء والازدهار والتقدم على مختلف الأصعدة لدولة الإمارات وشعبها ولكل دول العالم الصديقة والشقيقة، وما هي إلا سياسة أرسى ركائزها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه.
هذه الزيارات الناجحة بكل المقاييس، وما جرى خلالها من مباحثات أثمرت توقيع اتفاقيات ضخمة بين الإمارات والصين من جهة، والإمارات وإندونيسيا من جهة أخرى، ليست إلا دليلا آخر على قوة الدبلوماسية الإماراتية
الأسبوع الماضي كنا على موعد مع زيارات دولة جمعت الإمارات بالصين وإندونيسيا، ترأس خلالها الوفد الإماراتي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، الذي كان في استقباله لدى وصوله بكين الرئيس الصيني شي جين بينغ، وفي جاكرتا استقبله الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، وشهدت هذه الزيارات توقيع عدد كبير من اتفاقيات الشراكة الاستراتيجية الشاملة، والتفاهمات وعقود التعاون المتبادلة في مختلف المجالات، وبحث خلالها عددا من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
هذه الزيارات الناجحة بكل المقاييس، وما جرى خلالها من مباحثات أثمرت توقيع اتفاقيات ضخمة بين الإمارات والصين من جهة، والإمارات وإندونيسيا من جهة أخرى، ليست إلا دليلا آخر على قوة الدبلوماسية الإماراتية، وبالتالي التأثير العالمي للإمارات كقوة اقتصادية وسياسية مهمة، وهي التي استطاعت منذ فترة ليست بقصيرة تأكيد دورها العالمي الحيوي في مجالات التجارة والاقتصاد والسياسة.
وتعد العلاقات الإماراتية الصينية واحدة من أهم العلاقات الاستراتيجية التي تجمع الصين بدولة تعدها مدخلها الأول إلى منطقة الخليج العربي، ومعبرها الاقتصادي الأكبر، ووجهتها الأولى في المنطقة التي تؤمن كل ما قد يحتاجه التنين الصيني، لدخول السوق الشرق أوسطية عبر موانئ الإمارات الضخمة، والمجهزة بأحدث التقنيات والتي تخدم كل أنواع السفن في المناولة والتفريغ، إلى شبكة من الطرق المعبدة التي تمتد لتصل الشرق بالغرب، والمطارات التي تصل خدمات شركات الطيران فيها إلى كل دول العالم، مع تقديم خدمات وإجراءات تسهيلية إلكترونية مبسطة تخدم كل المستخدمين، وقد أسفرت الزيارة عن توقيع ٣٢ اتفاقية ومذكرة تفاهم بين الإمارات والصين شملت المجالات الدفاعية والاقتصادية والتجارية والبيئية، إضافة إلى التعليمية والجمارك والطاقة، وتطوير الشراكة الاستراتيجية الشاملة والتعاون الثنائي بين البلدين وفتح آفاق جديدة للعمل المشترك في مختلف القطاعات.
وفي إندونيسيا الدولة التي تحتضن أكثر من ٣٠٠ مليون مسلم، تجمعهم رغم تعدد الأعراق واللغات كثير من قيم ومفاهيم التسامح والتعايش، وتتمتع بنمو اقتصادي يعد من الأقوى في العالم، في حالة تعد مألوفة في دولة الإمارات وهي التي يجتمع على أرضها شعوب من كل أقطار العالم، يعيشون بأمن وسلام واطمئنان، فقد شهدت علاقات البلدين الممتدة إلى أربعة عقود من الزمن تطورا كبيرا توج أخيرا بتوقيع ١٢ اتفاقية ومذكرة تفاهم بقيمة تقترب من ١٠ مليارات دولار، في مجالات حماية الاستثمار وتشجيعه، والدفاع والسياحة والثقافة والصناعة والتكرير والبتروكيماويات، وقطاع التجزئة وتسويق الغاز البترولي المسال، وتجارة الغاز الطبيعي المسال.
دولة الإمارات العربية المتحدة تعد اليوم أنموذجا يحتذى به على صعيد الدبلوماسية العالمية، وقد دأبت عبر تاريخها على اتباع سياسة متوازنة مع دول العالم، وقوفا عند ما أسسه المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيبه الله ثراه، من نهج سياسي ودبلوماسي أثبت نجاحه، تظهر نتائجه يوما بعد يوم عبر العلاقات والروابط المتينة مع مختلف الدول، وبفضل حكمة القيادة الإماراتية اليوم على رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وبدعم ونشاط لا يكل ولا يمل من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حفظهم الله، لهذه الرؤية المستقبلية الواعدة، تبني الإمارات يوما بعد يوم صرحها الشامخ؛ لتصبح منارة العالم ونبراس الدبلوماسية المزدهر والمستقر.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة