قاعدة مولكينو تكشف أسرارا جديدة بشأن تدخل موسكو في سوريا
مولكينو الواقعة في جنوب غرب روسيا هي مكان تمركز الفرقة العاشرة من القوات الخاصة الروسية.
لا يزال التدخل الروسي في سوريا يشغل اهتمامات وسائل الإعلام الدولية، خاصة في ظل تدهور أحوال المدنيين جراء الضربات المتواصلة من النظام السوري المدعوم بقوة من موسكو منذ الأزمة التي عصفت بالبلد العربي عام 2011.
قاعدة مولكينو
قصر الرئاسة في موسكو (الكرملين) ادعى أنه لا صلة له بمدنيين روس يحاربون في سوريا، لكن مراسلي وكالة أنباء رويترز شاهدوا في 3 مناسبات في الآونة الأخيرة مجموعات من الرجال القادمين من دمشق وهم يتوجهون مباشرة إلى قاعدة تابعة لوزارة الدفاع في مولكينو.
ووفق المعلومات المتاحة على موقع الكرملين الإلكتروني، فإن مولكينو الواقعة في جنوب غرب روسيا هي مكان تمركز الفرقة العاشرة من القوات الخاصة الروسية.
وحسب وكالة رويترز، تقول عدة مصادر بينها متعاقد إن أكثر من 2000 متعاقد روسي يحاربون لمساعدة قوات النظام السوري على استعادة أراض من المعارضين.
كما ذكرت المصادر أن المتعاقدين يسافرون من وإلى سوريا على متن طائرات شركة أجنحة الشام السورية.
وشاهد مراسلو رويترز طائرة مستأجرة تتبع شركة أجنحة الشام وهي تهبط في مطار روستوف أون دون قادمة من دمشق يوم 17 أبريل/ نيسان، ورأوا مجموعات من الرجال يغادرون المطار من مخرج منفصل عن الذي يستخدمه الركاب العاديون.
وركب هؤلاء الرجال 3 حافلات نقلتهم إلى منطقة يستخدمها موظفو المطار بشكل أساسي.
وجلبت حاملة أمتعة حقائب ضخمة، ثم نزل الرجال الذين يرتدون ملابس مدنية من الحافلات ليضعوا حقائبهم فيها ثم صعدوا مرة أخرى.
بعد ذلك، غادرت الحافلات المطار في قافلة متوجهة صوب الجنوب، بينما توقفت حافلتان قرب مقاه على طول الطريق، فيما توقفت الثالثة على جانب الطريق.
ووصلت الحافلات الـ3 قرية مولكينو على بعد 350 كيلومترا جنوبا قبل منتصف الليل.
وفي القرية توقفت كل حافلة لمدة دقيقة أو اثنتين عند نقطة تفتيش يراقبها اثنان من أفراد الأمن على الأقل قبل مواصلة رحلتها.
وبعد نحو 15 أو 20 دقيقة عادت الحافلات إلى نقطة التفتيش مرة أخرى وهي خاوية.
وتظهر خرائط أقمار صناعية متاحة علنا أن هذا الطريق يقود إلى منشأة عسكرية.
وتوفر الوجهة التي يصل إليها الروس القادمون من سوريا دليلا نادرا على مهمة روسية سرية بعيدا عن الضربات الجوية وتدريب القوات السورية والعدد الصغير من القوات الخاصة الذي تعترف به موسكو.
وقد شاهد مراسل لرويترز الحافلات وهي تنقل الرجال على الطريق ذاته من المطار إلى مولكينو يومي 25 مارس/ آذار و6 أبريل/ نيسان.
وأبلغ عدد من الأقارب والأصدقاء ومن يجندون المقاتلين الوكالة بأن متعاقدين خصوصيين روسيين لديهم معسكر تدريب في مولكينو منذ الوقت الذي كانوا فيه يقاتلون في شرق أوكرانيا إلى جانب الانفصاليين المؤيدين لروسيا.
ويقول موقع وزارة الدفاع على الإنترنت إن المنشأة العسكرية معروفة بميدان رمايتها الذي جرى تجديده في الآونة الأخيرة، حيث يتدرب الجيش على عمليات مكافحة الإرهاب والمعارك بالدبابات والقنص.
موقف الكرملين
في يوم 14 فبراير/ شباط الماضي، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إنه ربما يوجد روس في سوريا "لكنهم ليسوا جزءا من القوات المسلحة لروسيا الاتحادية".
لكن وكالة رويترز سألت وزارة الدفاع الروسية: "لماذا يعود مدنيون يحاربون في سوريا إلى قاعدة عسكرية؟"، إلا أن الوزارة لم ترد بعد.
كما سُئل ضابط من الفرقة العاشرة للقوات الخاصة: "لماذا يدخل أشخاص غير عسكريين القاعدة العسكرية؟"، فكانت إجابته: "على حد علمي لا أحد يدخلها".
الضابط الذي لم تكشف وكالة رويترز عن هويته، قال في معرض إجابته: "رأيتموهم بالطبع لكن ينبغي ألا تصدقوا كل شيء.. ربما يمكنكم ذلك. لكن كيف نستطيع التعقيب على ما تقوم به منظمات أخرى؟".
في نفس السياق، اتصلت وكالة رويترز بمالكي بعض الحافلات التي تنقل المتعاقدين من المطار.
وقالوا إنهم يؤجرون هذه الحافلات، لكنهم رفضوا تحديد هوية المستأجرين، فيما أفصح أحدهم عن أن الرحلة لمولكينو ربما تكون انحرافا عن الطريق.
وجرى استيراد إحدى الحافلات، وهي من طراز نيوبلان وتحمل شعار شركة سياحية إلى روسيا عام 2007 وسُجلت أول مرة في بلدة بيتشوري.
وسبق أن قاد ديمتري أوتكين الذي تقول ثلاثة مصادر إنه زعيم المتعاقدين، وحدة تابعة للقوات الخاصة كانت متمركزة في بيتشوري.
aXA6IDE4LjIxOC45OS44MCA= جزيرة ام اند امز