بوتين والأسد.. صورة تحسم قمة "سوتشي" قبل انطلاقها
الصورة دائما ما تقول الكثير، وهذا ما يظهر في الصورة التي جمعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره السوري بشار الأسد.
الصورة دائما ما تقول الكثير، وهذا ما يظهر في الصورة التي جمعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره السوري بشار الأسد، والتقطت في منتجع سوتشي على البحر الأسود.
في الصورة، تظهر إحدى ساعات بوتين من أسفل قميصه، وقد تكون هذه الساعة إحدى قطع "بلانبان" السويسرية بسعر 10 آلاف دولار، التي كثيرًا ما تتم رؤيته مرتديها، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
السياق لا يقل أهمية عن التوقيت، فمن المقرر أن يرحب بوتين، الأربعاء، بالرئيس الإيراني حسن روحاني، والتركي رجب طيب أردوغان، وهي قائمة تضم عددًا ضئيلًا من الضيوف وتستبعد أمريكا وأوروبا؛ لمناقشة فرص التوصل لتسوية سياسية في سوريا.
لقاء الرئيسين الروسي والسوري، الإثنين، كان من المفترض أن يوضح كيف سيبدو أمر التوصل لتسوية سياسية بوساطة روسية في سوريا، وربما لتستمع موسكو إلى دمشق قبل الاجتماع الفعلي لوسطاء الأزمة.
كان يجب التقاط هذه الصورة بعد انتهاء الحرب، لكن مع ذلك فهي تخبرنا بمغادرة الأسد سوريا للمرة الثانية منذ بدء الصراع عام 2011، ورغم أنه لا يمكنك رؤية وجهه في الصورة، إلا أنه يمكنك افتراض أنه سعيد بذلك على الأقل.
ستشهد قمة، الأربعاء، لقاء تركيا وإيران وروسيا، ورغم اختلاف طموحات إيران وروسيا حول النفوذ الإقليمي، إلا أنهما يسعيان لتعزيز قبضتهما على دمشق، وقد فعلا ذلك بكفاءة وحشية.
ما ليس في الصورة
على الرغم من أن الصورة تضم عناصر أساسية في أزمة سوريا، إلا أن هناك عناصر فاعلة أخرى لا تشملها الصورة أو القمة، فمن هم؟
أولًا، لا يتواجد الأكراد السوريون هناك، كما أنهم غير مدعوين في قمة الأربعاء، وقد يفسر ذلك بأن أنقرة تصنفهم كإرهابيين؛ نظرًا لأنها في حرب معهم على طول حدودها الجنوبية.
لكن يتمتع السوريون الأكراد بعلاقة مريحة مع النظام السوري، ويسيطرون على مساحة كبيرة من شمال شرق سوريا التي هزم فيها تنظيم داعش، ومع ذلك يبقى السؤال المهم هو مدى سرور النظام بوجود مدينة في أهمية الرقة بأيدي الأكراد في الوقت الحالي، وكيف تتعامل إيران وتركيا مع الأمر أيضًا.
ثانيًا، هناك دولة واحدة ليست موجودة بالصورة، أو في المحادثات، التي لطالما اعتبرت عنصرًا أساسيًا في مثل تلك الترتيبات الجيوسياسية، ألا وهي الولايات المتحدة.
تحدث بوتين وترامب مرات عدة في فيتنام، وأصدرا بيانًا حول سوريا يعربان فيه عن توافقهما حول استمرار جهودهما حتى هزيمة داعش.
جائزة بوتين
وفقًا لوكالة "بلومبرج" الأمريكية، أصبح الرئيس الروسي المتحكم والمسيطر لتهيئة ظروف عملية السلام، مع دحر تنظيم داعش في أماكن شاسعة.
ويبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي فقط حصل على محادثة قصيرة مع نظيره الروسي خلال القمة الآسيوية في وقت سابق من هذا الشهر، اكتفى بدور المشاهد في لعبة القوة الأخيرة لبوتين.