سوريا.. أنقاض دوما تبتلع عائلات رغم التهدئة
عائلات بأكملها دفنت أسفل أنقاض مدينة دوما الواقعة قرب العاصمة السورية
دُفنت عائلات بأكملها أسفل أنقاض مدينة دوما الواقعة قرب العاصمة السورية، مع مواصلة القوات الحكومية حملات استمرت أسبوعًا تقريبًا على المنطقة رغم اتفاق التهدئة.
وقال محللون إن العنف يستهدف إضعاف الجماعات المناهضة للنظام السوري في معقلهم الأخير قرب دمشق، في وقت تحاول فيه عدة دول حل الأزمة السورية التي طالت 6 أعوام.
وتحدث السكان هناك حول الرعب التام الذين يعيشون فيه، ويقول ماجد (28 عامًا): "اضطررنا للاختباء في أجزاء من منازلنا غير معدة للعيش فيها، مثل: الحمام، والمطبخ، حتى أننا ننام هناك في بعض الأحيان".
ماجد، والد لطفلين ويعيش في دوما، أحد أكبر المدن في الغوطة الشرقية، وهي هدف دائم لغارات النظام.
رغم محاولات زوجته تهيئة حياة طبيعية لأطفالهم، إلا أن ابنهم ذا الأربعة أعوام أصيب بندوب عميقة، ويقول ماجد لوكالة فرانس برس: "عندما يسمع التفجيرات، يركض ويختبئ في الخزانة أو خلف الباب، ويصرخ: الطائرة، الطائرة تهاجم".
وفي دوما، شاهد صحفي بوكالة فرانس برس الأطباء وهم يركضون لعلاج أطفال ينحبون ويرقدون على أسرة ملطخة بالدماء في المستشفيات.
وانتظر الأطفال، الذين اتسعت عيونهم خوفًا، الحصول على رعاية طبية تساعد في إنقاذ حياتهم، فالكثير منهم كانت أطرافهم مصابة بثقوب ناتجة عن شظايا.
وفي الجوار، كان هناك رجلان يبدو على وجههما الحزن على جثة هامدة لأحد الأطفال، ملفوفة بغطاء أبيض دامٍ وموضوعة على الأرض.
ويقول محللون إن الأعمال العدوانية في الغوطة الشرقية أفسدت اتفاق التهدئة.
ويضيف آرون لوند، زميل بمؤسسة القرن: "من الواضح أن اتفاق التهدئة في الغوطة لا يسير بشكل جيد"، مشيرًا إلى أن المتمردين لديهم "فرص ضئيلة" للنجاة من الهجمات.
وفي مدينة مديرا، تسلق متطوعون من قوات إنقاذ الخوذ البيضاء أنقاض أحد المباني بعد غارة جوية جديدة.
المتطوعون أمسكوا بكشافاتهم في أيديهم لينطلقوا عبر الكتل الخرسانية والقضبان المعدنية في محاولة لإيجاد جثث العائلة التي كانت تعيش هناك، ويقول أحد المتطوعين: "إنها عائلة من 6 أشخاص، وجدنا ثلاثة، ويتبقى ثلاثة".
وقام أحد المتطوعين بالحفر بين الأنقاض بعصا خشبية ليتكشف طرف أحد الأشخاص، ثم يقوم بنقله بعناية ووضعه في حقيبة بيضاء، ويقول زميله: "إنها ساق طفل".
ويقول متطوع آخر إن الغارة الجوية قصفت "ملجأ قنابل كان السكان يختبئون فيه منذ صلاة العشاء، كان هناك الكثير من أجزاء لأجساد".
ويشير المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن عائلة مكونة من 6 أفراد، الأب والزوجة و4 أطفال، جميعهم لقوا مصرعهم خلال القصف.
يعيش حوالي 400 ألف شخص في الغوطة الشرقية، وقد جعل الحصار الحكومي الذي استمر أربعة أعوام الطعام، والدواء، وغيرهما من الاحتياجات الأساسية غير متوفرة أو باهظة الثمن.
وقد بدأت قوات النظام هجمات المتفجرات الأسبوع الماضي، بعد مهاجمة حركة أحرار الشام على قاعدة عسكرية قرب مدينة حرستا.
وطبقًا للمرصد، أسفر القصف الحكومي على الغوطة الشرقية منذ الثلاثاء، عن مقتل 80 مدنيًا على الأقل بينهم 14 طفلًا، وأصيب المئات بجروح.
كما يوضح أن 16 شخصًا قتلوا منذ الخميس، إثر هجوم صاروخي للمتردين في دمشق، ويقول رامي عبدالرحمن، مدير المرصد، إن "قوات النظام تستخدم هجوم المتمردين على حرستا كحجة لاستهداف الغوطة الشرقية بأكملها".