أفغان يسددون ديونهم بـ"الزواج القسري".. تدهور إنساني
تحدثت صحيفة أمريكية عن استغلال الرجال الأفغان مع تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية إلى تسوية الديون، وذلك من خلال الزواج القسري.
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إنه بعد أسبوع من سيطرة طالبان على السلطة في أغسطس/آب، جاء رجل أعمال - الذي أصبح مسؤولًا في الحكومة الأفغانية الجديدة - إلى منزل عايشة، وطالب عائلتها بتسليهما هي وشقيقاتها الأربعة مقابل ما يقول إنه دين بقيمة 250 ألف دولار لم يسدده شقيقها.
وقال إنه سيتم تزويج النساء له ولأبنائه، مضيفا: "إن لم يكن لديك المال، فلديك شقيقات"، بحسب ما قالته عايشة، التي طلبت ذكر اسمها الأول فقط، لصحيفة "وول ستريت جورنال".
والآن، تختبئ عايشة، التي درست الصحافة بالجامعة، هي وعائلتها في منزل آمن وفره أحد موظفي الإغاثة. وقالت: "لن أقبل التزوج من طالب"، بمعنى شخص يطلبها للزواج، مضيفة: "إذا أمسك بنا، سنخسر مستقبلنا."
وقالت قيادة طالبان إنها تحترم حقوق النساء، في إطار ما تعتبره "الإطار الصحيح للإسلام". ولم تغير الحكومة، التي تريد استمالة المجتمع الدولي والحصول على اعتراف العواصم الأجنبية، رسميا القوانين للحد من حريات المرأة بشكل كبير.
لكن عمليا، شهدت حقوق المرأة تدهورًا كبيرًا، بحسب مجموعات حقوق الإنسان والمرأة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى السلطة المحدودة التي تمارسها قيادة طالبان المركزية على الأعضاء الذين يفرضون وجهات نظرهم الخاصة لما يعتبرونه "السلوك الإسلامي الصحيح والأعراف التقليدية".
وقالت الصحيفة الأمريكية إن "الزيجات" القسرية من أعضاء طالبان – التي كثيرا ما ترقى إلى عمليات اختطاف واغتصاب، كما تقول النساء – وقعت بشكل متكرر خلال الشهور الأخيرة. وقالت والدة عايشة إن تسليم بناتها للزواج من رجل الأعمال ستكون أقرب للتخلي عنهن كـ"عبيد".
وقال قاري سعيد خوستي، المتحدث باسم وزارة الداخلية، إن تزويج النساء ضد رغبتهن ممنوع، وأن أي زواج بالإكراه سيعتبر باطلًا وفقا للشريعة الإسلامية، مضيفًا: "إنه ليس مسموحا في الإسلام."
وعندما كانت عايشة طفلة كانت ترتدي ملابس الأولاد للتحايل على الأعراف الاجتماعية التي من شأنها أن تبقيها في المنزل. كما قصت شعرها، وأسمت نفسها "خالد"، ولعبت كرة القدم مع الأولاد. وركبت الدراجات وتسلقت الشجر "مثل القرد"، بحسب ما قالته.
الآن مع اختبائها، تضاءل حجم عالمها ليصبح المنزل الآمن الذي تتواجد به. وقالت: "في كل مرة يمر فيها شخص في الشارع أو يطرق على البوابة، نعتقد أنهم وجدونا."
وقالت الأم إن شقيق عايشة غادر من أجل حل مسألة الدين، مضيفة: "نفذت أمامنا الخيارات. كيف يمكننا سداد 250 ألف دولار؟ إنه مبلغ كبير."
وأشارت إلى أنها رفضت تسليم بناتها، قائلة: "طوال حياتي عملت بكد لأربيهن ليكن مستقلات."
وذكرت "وول ستريت جورنال" أن بعض النساء تزوجن على عجالة من أقارب أو أصدقاء للعائلة باعتبار ذلك أهون الشرين.