جدري القرود.. 6 رسائل مطمئنة رغم تزايد الإصابات
بدأ التفشي الحالي لجدري القرود بعدد متفرق من الحالات في دول مختلفة، لكن على ما يبدو فإن المرض آخذ في التفشي والانتشار.
وتتوقع منظمة الصحة العالمية أنه سيكون هناك المزيد من الحالات التي سيتم تشخيصها مع توسع المراقبة في البلدان غير الموبوءة.
ومع ذلك، فإن هناك 5 رسائل مطمئنة تشير إلى أن الحال سيكون أفضل مما هو عليه بالنسبة لجائحة "كوفيد-19" التي خلفت ملايين الوفيات والإصابات وأثارت ذعرا عالميا واسعا.
الرسالة الأولى: وجود لقاح وعلاج جديدين
تمت الموافقة في عام 2019 على لقاح "جينوس" المخصص لجدري القرود، والمصنوع من فيروس يسمى "الوقس"، وهو فيروس وثيق الصلة بفيروس الجدري أو جدري القرود، ولكنه أقل ضررا، ويمكن باستخدامه إثارة استجابة مناعية تحمي من جدري القرود والجدري التقليدي.
كما تم ترخيص الدواء المضاد للفيروسات المعروف باسم "تيكوفورمات"، الذي تم تطويره لمرض الجدري القرود من قبل الجمعية الطبية الأوروبية.
الرسالة الثانية: فاعلية اللقاح القديم للجدري
تؤكد الدراسات التي أجريت قبل سنوات أن التطعيم ضد الجدري ناجع بنسبة 85% في الوقاية من جدري القرود، غير أن كثيرا من الدول لا تملك مخزونا كافيا منه ضمن المخزون الاستراتيجي الوطني بعد أن تم استئصال المرض، بينما تملك بعض البلدان لقاح الجدري كجزء من المخزونات الوطنية. ومن المرجح أن يفضي التطعيم المسبق ضد الجدري إلى أن يتخذ مرض جدري القرود مساراً أخف وطأة.
الرسالة الثالثة: لسنا أمام متحور جديد
كانت هناك تخوفات من أن التفشي الحالي قد يكون مصدره متحور جديد من الفيروس، ولكن التحليل الجيني المبكر جدا، يشير إلى أن الحالات الحالية مرتبطة ارتباطا وثيقا بأشكال الفيروس التي شوهدت في 2018 و2019، وبالتالي لا يوجد في الوقت الحالي دليل على أننا أمام متحور جديد.
هذا فضلا عن أن جدري القرود لا يتحور بنفس سرعة "كوفيد 19"، ويرجع ذلك لأن مادته الجينية هي الحمض النووي (الدي ان إيه ، وليس حمض نووي ريبوزي (آر إن إيه) مثل كوفيد أو الأنفلونزا.
الرسالة الرابعة: آلية انتشاره مختلفة عن كوفيد-19
ينتشر جدري القرود عن طريق الاتصال الوثيق، لذلك فإنه يسهل محاصرته عن طريق رصد الأشخاص الذين كانوا على اتصال وثيق بالمرضى، ويشمل ذلك العاملين الصحيين وأفراد الأسرة والشركاء الجنسيين.
الرسالة الخامسة: أعراضه لا تقبل التأويل
بينما يمكن أن يرجع المريض السعال الذي يسببه كوفيد –19 لأسباب أخرى، مما يؤخر تشخيص المرض ومن ثم علاجه، فإن الطفح الجلدي المميز والمؤلم الذي يسببه جدري القرود، يجعل من الصعب تجاهله، وهذا يجعل مهمة العثور على الأشخاص المصابين سهلا، إضافة إلى سهولة تطعيم أولئك المعرضين لخطر الإصابة.
الرسالة السادسة: أعراض خفيفة
غالبا ما تكون الإصابات بالمرض خفيفة، وتكون الخطورة عند الفئات الضعيفة مناعيا، ويشمل ذلك، الأطفال الصغار والنساء الحوامل والمرضى.
وتشمل عوارض جدري القردة الحمى وآلام العضلات وانتفاخ الغدد اللمفاوية والقشعريرة والإرهاق والطفح الجلدي على اليدين والوجه. وتنتهي الأعراض عادة بعد أسبوعين إلى أربعة أسابيع. ويعد المرض منتشرا في 11 دولة أفريقية.
ويرتبط هذا المرض بالجدري ولكنه عادة ما يكون أخف لاسيما سلالة غرب أفريقيا من الفيروس التي تم رصدها في إصابة بالولايات المتحدة، والتي يبلغ معدل الوفيات الناجمة عنها نحو واحد في المائة.
ولا ينتقل الفيروس بسهولة مثل فيروس سارس-كوف-2 الذي حفز جائحة كوفيد-19 على مستوى العالم. ويعتقد الخبراء أن التفشي الحالي لمرض جدري القرود ينتشر من خلال الاحتكاك المباشر بجلد شخص مصاب بطفح جلدي نشط. وقال الخبراء إن ذلك من شأنه أن يسهل احتواء انتشاره بمجرد تحديد الإصابة.
بدوره قال المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها (وكالة الصحة الأوروبية) إن خطر انتشار مرض جدري القرود على نطاق واسع "منخفض للغاية". لكن المركز حذر من أن فئة معينة لديها احتمالات مرتفعة بالعدوى، موضحا أن احتمال انتشار الفيروس عبر الاتصال الوثيق بين أشخاص ذوي شركاء جنسيين متعددين يعد "مرتفعا".
وأوضحت مديرة وكالة الصحة الأوروبية أندريا أمون أن "معظم الحالات الراهنة ترافقت مع أعراض مرض خفيفة، وبالنسبة إلى العامة، فإن احتمال الانتشار منخفضة للغاية".
aXA6IDE4LjIyMS4xMDIuMCA= جزيرة ام اند امز