جدري القرود.. ماذا حدث في آخر تفش للمرض قبل 19 عاما؟
ضرب جدري القرود أكثر من 20 دولة، جميعها خارج أفريقيا موطن اكتشاف الفيروس قبل عقود، فماذا حدث في آخر تفش للمرض خارج القارة السمراء؟.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية، أنها تواصل التحقيق في تفشي مرض جدري القردة مؤخرًا، لكنها تعتقد أنه "قابل للاحتواء".
وجدري القرود هو فيروس مرتبط بالجدري، الذي يسبب أعراضًا تشبه أعراض الإنفلونزا وآفات جلدية.
ورغم أنه نادرًا ما يتم العثور عليه خارج أفريقيا، فقد احتل جدري القرود العناوين الرئيسية لصحف العالم بعد تسجيل أكثر من 300 حالة مؤكدة ومشتبه بها في الأماكن التي لا يتوطن فيها المرض، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا والعديد من الدول الأوروبية.
تاريخيا، تفشي فيروس جدري القرود من قبل في الولايات المتحدة عام 2003، وكانت تلك آخر مرة لتفشي هذا المرض خارج القارة السمراء.
آنذاك، واجهت الولايات المتحدة جدري القرود عندما تأكد إصابة 47 فردًا من 6 ولايات في الغرب الأوسط، هي: إلينوي وإنديانا وكانساس وميسوري وأوهايو وويسكونسن.
تفشي جدري القرود في الولايات المتحدة
أعلنت السلطات الصحية في الولايات المتحدة يوليو 2003 الاشتباه في إصابة 47 شخصا بسلالة غرب أفريقيا من جدري القردة، وهي نفس السلالة التي ظهرت في الولايات المتحدة وأوروبا هذا العام.
بدأ تفشي المرض في ولاية إلينوي، حيث تلقى بائع حيوانات غريب شحنة من الجرذان المغمورة في كيس من جامبيا، وقام بإيوائها لفترة وجيزة بجوار حظيرة كلاب البراري.
وقتها أصيبت الجرذان الجامبية بجدري القرود، الفيروس الأكثر شيوعًا في القوارض، ونقلتها إلى جيرانها الكلاب، التي بيعت لأفراد ومتاجر الحيوانات الأليفة قبل ظهور أي علامات للعدوى عليها، ما أدى إلى انتشار المرض السريع والواسع لتصبح هناك 71 حالة مؤكدة بين أفراد وحيوانات.
وأثناء تفشي المرض تم استخدام لقاح الجدري لمنع المزيد من الانتقال ولمساعدة الأفراد المصابين على محاربة جدري القرود.
وتلقى ما لا يقل عن 30 شخصًا اللقاح، إما قبل التعرض أو بعده، لأن لقاح الجدري يمكن أن "يجعل المرض أقل حدة" إذا تم إعطاؤه في غضون أسبوع من التعرض، وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
ونقل موقع Insider عن كورت زيسكي، الطبيب البيطري الذي أصيب بإحدى الحالات الأولى خلال تفشي المرض عام 2003، أنه لاحظ إصابة الأشخاص الأصغر سنًا بأعراض أسوأ وآفات أكثر من كبار السن.
وافترض زيسكي أن هذا كان بسبب التوقف عن التطعيمات العادية ضد الجدري في عام 1972، كنتيجة لاستئصال الفيروس داخل الولايات المتحدة.
الفرق بين تفشي عام 2003 والآن هو الطرق التي يمكن أن ينتقل بها الفيروس، ووفقًا لمركز السيطرة على الأمراض يمكن أن ينتقل الفيروس من شخص لآخر، ويبدو أنه ينتشر عن طريق التنفس أو لمس الآفات الجلدية لشخص مصاب، كما ينتقل من الأسطح الملوثة مثل بياضات الأسرّة.
لكن خلال تفشي المرض عام 2003، كانت جميع الحالات المؤكدة في البشر ناجمة عن الاتصال المباشر بكلاب البراري المصابة.