جدري القرود.. 5 تحذيرات حاسمة لم ينتبه لها العالم
دق العلماء ناقوس الخطر بشأن احتمال تسرب جدري القرود من أفريقيا وسد الفجوة التي خلفها الجدري منذ 2018، بـ5 تحذيرات لم يستجب لها أحد.
وفي الوقت الذي وصل فيه عدد الإصابات في المملكة المتحدة بجدري القرود إلى 106 حالات، بالإضافة إلى رصد الفيروس في 20 دولة حتى الآن، مما يجعله أوسع انتشارا على الإطلاق، كشفت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية عن 5 تحذيرات حاسمة من المرض الأفريقي المصدر فوّتها العالم ولم ينتبه إليها.
التحذير الأول.. سبتمبر 2018
حذر عالم في مختبر بورتون داون العسكري البريطاني من "العواقب المدمرة" المحتملة لجدري القرود.
وأثار ألين روبرتس ناقوس الخطر لأول مرة بشأن جدري القرود في سبتمبر/أيلول 2018.
وكان العالم يعمل مع "مسببات الأمراض عالية العواقب" في مختبر الأمن الحيوي من المستوى الرابع بورتون داون في مدينة سالزبوري في ذاك الوقت، وقال إن ظهور جدري القرود سيكون له "عواقب وخيمة".
وبعنوان: "مناهج التعامل مع مسببات الأمراض ذات النتائج العالية"، كتب روبرتس أن انخفاض معدلات التطعيم ضد الجدري ترك الغالبية العظمى من سكان العالم عرضة للخطر.
وقال: "جزء ضئيل فقط من سكان العالم هم من يحتفظ الآن بالحصانة من التطعيمات السابقة، مما يترك بقية السكان عرضة للإصابة بهذا المرض".
ونتيجة لذلك، فإن خطر إعادة الإدخال المتعمد للجدري في حدث إرهاب بيولوجي، وكذلك ظهور جدري القردة، قد يكون له عواقب وخيمة.
التحذير الثاني.. يونيو 2019
حذر ائتلاف خبراء صحة من دول مختلفة في مؤتمر خاص بلندن من أن 70% من سكان العالم معرضون للإصابة بجدري القرود.
التقى العشرات من الخبراء البريطانيين والدوليين في معهد تشاتام هاوس بلندن لمناقشة كيف يمكن لجدري القرود أن "يملأ المكانة الوبائية التي أخلاها الجدري".
وضم أعضاء الاجتماع علماء فيروسات بريطانيين ونيجيريين وخبراء في طب المناطق الحارة، بالإضافة إلى الصحة العامة في إنجلترا، وعلماء من مختبر بورتون داون، والمركز الأمريكي لمكافحة الأمراض، وشركة بافاريا نورديك المصنعة للقاح الجدري.
وجاء اجتماعهم بعد سلسلة من حالات جدري القرود في المملكة المتحدة وإسرائيل وسنغافورة في 2018 و2019، والتي انتشرت من مسافرين مصابين في نيجيريا.
وتوفر لقاحات الجدري حماية بنسبة 85% ضد جدري القرود، لأن الأمراض تأتي من العائلة نفسها للفيروسات التي تسمى orthopoxvirus الأورثوبوكس.
ولكن مع القضاء على الجدري منذ ما يزيد قليلاً على 40 عاماً، انتهى التطعيم الروتيني ضده بعد فترة وجيزة من ذلك.
وبعد نشر نتائج المناقشة في مجلة اللقاح the journal Vaccine في عام 2020، قال الخبراء إن هذا يعني أن 70% من سكان العالم لم يعودوا محميين ضد الجدري، وبالتالي جدري القرود.
وفي ختام بحثهم، دعوا إلى مزيد من البحث حول كيفية انتشار جدري القرود وكيفية الوقاية منه، بما في ذلك تطوير لقاحات وعلاجات مضادة للفيروسات، محذرين من إمكانية انتشاره خارج وسط أفريقيا.
ولذلك، قالوا إنه مع توقف التطعيم الواسع النطاق ضد الجدري، فإن الدراسة المتزايدة لفيروس جدري القرود، والمرض البشري الذي يسببه، ووبائياته تعد مهمة.
كما سلط الخبراء الضوء على أن الجنس هو وسيلة محتملة لانتقال جدري القرود، وقالوا: "تم افتراض انتقال العدوى عن طريق الاتصال الجنسي في بعض الحالات المصابة بآفات في الأعضاء التناسلية والفخذ".
التحذير الثالث.. سبتمبر 2020
قبل عامين، حذرت ورقة نشرتها منظمة الصحة العالمية من أن "احتمال انتشار وباء" جدرى القرود آخذ في الازدياد.
كما حذر المقال من أن نهاية التطعيم الروتيني ضد الجدري يمكن أن تؤدي إلى ظهور جدري القرود في البشر.
وقالوا: "في مجتمع يعاني من تناقص مناعة القطيع ضد أنواع فيروس الأورثوبوكس، ستستمر احتمالية انتشار فيروس جدري القرود الوبائي في الازدياد".
ووجدت النمذجة الرياضية التي أجراها المؤلفون أن مناعة جدري القرود في جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث يتوطن المرض، انخفضت من 85% في أوائل الثمانينيات إلى 60% في عام 2012.
وعلى الرغم من انتهاء التطعيم ضد الجدري في جمهورية الكونغو الديمقراطية في عام 1980، فإن حالات الإصابة بمرض جدري القرود آخذة في الارتفاع منذ ذلك الحين مع اعتبار أجزاء كاملة من البلاد الآن مستوطنة لهذا المرض.
التحذير الرابع.. نوفمبر 2021
نفذت عملية التحضير للوباء سيناريو افتراضياً مفادها أن فيروس جدري القرود يقتل 300 مليون في حوالي 18 شهراً.
وتم إجراء التمرين من قبل مبادرة التهديد النووي (NTI)، وهي منظمة غير ربحية أمريكية تقوم بحملات من أجل مزيد من الضوابط على التهديدات النووية والبيولوجية، واختارت بالصدفة 15 مايو/أيار من هذا العام موعداً لبدء الوباء.
ومن هذا التاريخ، ومع انتشار جدري القرود أثيرت الشكوك، خاصة بعد استعادة رواد مواقع التواصل الاجتماعي تصريحات سابقة لمؤسس شركة مايكروسوفت، بيل جيتس، حذر فيها من تفشي الجدري، اعتبرها الكثيرون أنها دليل على وجود نظرية مؤامرة خلف ظهور الأوبئة.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي قال "جيتس" في لقاء مع وزير الدولة للصحة في بريطانيا جيريمي هانت إن العالم "سيكون على موعد مع أوبئة أخرى"، محذراً من هجمات إرهابية يستخدم فيها فيروس الجدري (smallpox) أو أوبئة أخرى قد تظهر في المستقبل".
التحذير الخامس.. فبراير 2022
حذرت مراجعة بحثية لجدري القرود في مجلة أمراض المناطق المدارية المهملة Neglected Tropical Diseases، والتي نُشرت قبل أشهر قليلة من التفشي الحالي، من "تزايد" في الحالات، ومن "عودة ظهور" المرض.
وحلل فريق الخبراء الأوروبيين والأمريكيين 66 دراسة غطت كلاً من فصيلة جدري القرود في غرب أفريقيا -المسؤولة عن التفشي الحالي- وسلالة أفريقيا الوسطى الأكثر فتكاً، ووجدوا أن الحالات زادت عشرة أضعاف منذ السبعينيات.
وقالوا: "هناك مخاوف متزايدة بشأن الانتشار الجغرافي ومزيد من عودة ظهور جدري القرود".
وافترضوا أن نهاية التطعيم المنتظم ضد الجدري وإزالة الغابات التي تؤدي إلى اتصال وثيق بين البشر والحيوانات المصابة يمكن أن يكونا عاملين وراء هذا الارتفاع.
وخلصوا إلى أن "ضعف مناعة السكان المرتبط بوقف التطعيم ضد الجدري، أسس المشهد لعودة ظهور جدري القرود".
ويتضح هذا من خلال الزيادات في عدد الحالات ومتوسط العمر للأفراد المصابين بجدري القرود، وكذلك عودة ظهور الفاشيات في بعض البلدان بعد غياب 30-40 عاما.
ولذلك دعا المؤلفون إلى زيادة الدعم الدولي لمراقبة واكتشاف حالات جدري القرود.