مفاوضات الحكومة المغربية.. تحالفات وانقسامات بين الأحزاب
بالرغم من ظهور بوادر جديدة تشير إلى انفراج الأزمة بشأن المفاوضات لتشكيل الحكومة المغربية الجديدة، لكن من الواضح أن الأزمة لم تحل
بالرغم من ظهور بوادر جديدة تشير إلى انفراج الأزمة بشأن المفاوضات لتشكيل الحكومة المغربية الجديدة، لكن من الواضح أن الأزمة لم تحل وتفاقمت من جديد، خاصة وأن جولة المفاوضات الثانية بين عبد الإله بن كيران رئيس الوزراء المكلف ، وغزيز أخنوش رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار لم تؤت ثمارها.
كما أبدي عبد الإله بن كيران اعتراضه على ترشيح حزب الاتحاد الاشتراكي للقيادي بالحزب الحبيب المالكي لرئاسة مجلس النواب، قائلًا " ترشيح القيادي بالاتحاد الحبيب المالكي أمر غير مقبول".
وخلال كلمته أمام أعضاء اللجنة الوطنية لحزب العدالة والتنمية، أوضح بن كيران أن رئيس حزب الاتحاد الاشتراكي إدريس لشكر، اشترط ترشيح الحبيب المالكي لرئاسة مجلس النواب، وذلك خلال جلسة المشاورات لتشكيل الحكومة، مضيفًا " أن الشرط غير مقبول، خاصة في حالة عدم حضور الأغلبية لتدبير الأمر معًا بين الأحزاب، وأن الانتخابات أعطت للجميع درسًا في احترام إرادة المواطنين المغاربة والمبادئ والقيم العامة".
وأشار موقع "اليوم 24" المغربي إلى أن التحالف القائم بين الأحزاب الأربعة " التجمع الوطني، والاتحاد الاشتراكي، والاتحاد الدستوري، وحزب الحمامة" بقيادة عزيز أخنوش، تضغط على بن كيران بهدف إبرام المفاوضات وتشكيل الحكومة لتقديم حزب العدالة والتنمية تنازلات أثناء توزيع الوزارات والقرارات الاقتصادية والاجتماعية المتعلقة بأمر رفع الدعم عن الطبقات الفقيرة، وهي تعد نقاط خلافية كبري بين أحزاب المعارضة وحزب العدالة والتنمية.
وعلى الجانب الآخر، يعمل بن كيران مع قادة أحزاب الاستقلال، والتقدم الاشتراكي، للضغط على المعارضة وباقي الأحزاب الرافضة عملية المفاوضات بالشكل الحالي، وتعهد هذا التحالف بالاستمرار في تشكيل الحكومة معًا أو الانسحاب جمعيًا، أو اللجوء للملك محمد السادس ملك المغرب.
ووفقًا لمصادر مقربة من حزب العدالة والتنمية، فإن التحالف الذي يقوده بن كيران يرفض منطق الأحزاب المعارضة التي رفضت الدخول في مشاورات بشأن تشكيل الحكومة، مؤكدًا أن بن كيران متمسك بشكل شخصي بقادة حزب الاستقلال في تشكيل الائتلاف الحكومي المقبل، مشيرًا إلى أن موقف التحالف المنافس يهدف لعملية ابتزاز العدالة والتنمية لتقديم تنازلات لصالحهم بشأن الحكومة، حسب تعبيره.
كما أكد موقع "هسبريس" المغربي أن وجود حزب الاستقلال في الحكومة أصبح غير مرغوب فيه من عدة أطراف، نظرًا لمواقفه الأخيرة من المفاوضات مع العدالة والتنمية، فضلًا عن إصرار بنكيران على وجود حزب الأحرار بالحكومة المقبلة، باحثًا عن حل توافقي بين الحزبين لضرورة مشاركتهما في تشكيل الحكومة المقبلة.
ويحتاج العدالة والتنمية ضمان أغلبية 203 نواب بمجلس النواب، ما يعني أن مشاركة حزبي الاستقلال والتقدم الاشتراكي لحكومة بن كيران غير مؤثرة لاستكمال الأغلبية البرلمانية من أجل تشكيل الحكومة، وأعلن رئيس الحكومة المكلف ما ينقصه 30 مقعدًا، حتى يتمكن من تكوين الحكومة واختيارات الوزارات.
وانتهت مفاوضات بن كيران رئيس الحكومة المكلف في جولته الأولى السابقة مع الأحزاب المعارضة، باستثناء حزب الأصالة والمعاصرة منذ أكثر من أسبوع، لتعد أزمة تشكيل الحكومة الثانية التي يرأسها بن كيران هي الأزمة الثانية التي تعاني منها المغرب تحت مظلة دستور 2011.
وتصدر حزب العدالة والتنمية نتيجة الانتخابات التشريعية المغربية في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بالحصول على 125 مقعدًا بالبرلمان من إجمالي 395 مقعدًا.
aXA6IDEzLjU5LjEzNC42NSA=
جزيرة ام اند امز