ابنة "الملعون" تكشف خفايا قتل مغربي على يد المافيا الإيطالية
شاب مغربي يفقد حياته في إيطاليا بجريمة قتل بشعة، وابنة "الملعون" تكشف القاتل.. ما التفاصيل؟
يعكف المغاربة على متابعة قضية مقتل مهاجر مغربي في إيطاليا على يد عصابة مافيا إيطالية في ظروف غامضة ما زالت التحقيقات جارية لحل ألغازها.
وكانت المفاجأة أن ابنة القاتل هي التي أبلغت الشرطة ببعض كواليس الجريمة عبر اتصال هاتفي، أخفت خلالها هويتها، وقالت إنها "فاعلة خير".
ويحاول الطبيب الشرعي بمدينة "ليتشي" الإيطالية، من خلال بقايا جثة مهاجر مغربي عثر عليها مؤخراً، فك تفاصيل الجريمة البشعة التي أودت بحياته على يد أحد أفراد المافيا المحلية، وفق ما أفادت به ابنة هذا الأخير في بلاغ وصف بـ"صحوة ضمير"، بعد مضي 7 أشهر عن الجريمة.
بحسب صحيفة "هسبريس" المغربية، كشفت أول التحاليل الطبية أن الضحية تلقى ضربة قوية بآلة حادة على رأسه، قبل أن يرمى به داخل برميل ويتم صب مادة حارقة عليه تسببت في إتلاف أجزاء كبيرة من جثته، ثم بعد ذلك دفنه القاتل داخل البرميل نفسه بعدما ألقى فوقه ببعض مواد البناء، كالجير والإسمنت المسلح والأحجار، وعمل على تغطيته ببعض أغصان الأشجار. وظل الوضع على هذه الحال حتى ليلة 31 يناير الأخير، إذ تم العثور على بقايا الجثة بنواحي بلدة "جاليبولي"، بناء على مكالمة هاتفية من سيدة مجهولة.
دقة المعلومات التي أدلت بها صاحبة المكالمة الهاتفية التي حاولت في البداية أن تبقى مجهولة جعلت المحققين يسارعون في البحث عنها والعمل على استجوابها، وسرعان ما اعترفت "روز ألبا باربا"، البالغة 21 عاماً، بعلاقتها بالجريمة البشعة التي تعرض لها "جانّي ماروكينو"، وهو اللقب الذي كان يطلق على المهاجر المغربي خالد لغريدي (43 عاماً)، الوجه المعروف لدى العديد من سكان المنطقة لعمله بائعاً متجولاً بالمنطقة منذ سنوات، متهمة والدها "ماركو باربا" بقتله وإرغامها على مساعدته في إتلاف الجثة.
ماركو باربا أو "تانّاتو" كما يلقب لدى السكان المحليين (ويعني "الملعون" حسب اللهجة المحلية) ما هو إلا أحد أعضاء مافيا "ساكرا كورونا أونيتا" (التاج المقدس المتحد) التي تنشط بجهة بوليا (أقصى الجنوب الشرقي) حيث تقع بلدة "جاليبولي"، قضى نصف عمره في السجن (حوالي 23 عاما) لتورطه في 3 جرائم قتل على الأقل والعديد من قضايا السرقة والعنف.
وكان قد غادر السجن منذ حوالي 5 سنوات بعدما أوهم المحققين بأنه مستعد للتعاون معهم في كشف بعض أسرار "ساكرا كورزنا أونيتا"، حتى يستفيد من العفو الذي يمنحه القانون لكل عناصر المافيا التي تتعاون مع المصالح الأمنية، لكن تم اعتقاله في شهر أكتوبر الماضي من جديد بعدما هدد أحد السياسيين المحليين بمدينته، وفي عملية تفتيش لمنزله تم العثور على أنواع عديدة من الأسلحة وكميات كبيرة من المخدرات.
وينفي أقارب الضحية المغربي خالد لغريدي ما تردد بعض وسائل الإعلام الإيطالية، حول كون الحادث تصفية حسابات بين عضوين في مافيا واحدة، خصوصاً أن الضحية كان قد وصل لتوه من المغرب وكان لا يأتي إلى إيطاليا إلا في فترة الصيف، إذ يعمل كبائع متجول بالشواطئ المحلية، ثم يعود بعد ذلك إلى المغرب، حيث يعيش مع زوجته وابنهما الذي لم يتجاوز ربيعه الأول.
ويرجح البعض أن يكون الاحتمال الأكبر الذي دفع عضو المافيا إلى تصفية المهاجر المغربي بعد استبعاد فرضية تورط "لغريدي" في ترويج المخدرات أن "تانّاتو"، الذي يحاول حالياً نفي التهمة ويدعو إلى السماح له بمواجهة ابنته، قد يكون ضبط ابنته برفقة المهاجر المغربي ليقضي عليه في جريمة بشعة.
الغريب أن ابنته نفسها التي أبلغت عن الجريمة، بدت مرتبكة في ذكر الأسباب التي قد تكون جعلت والدها يقدم على جريمته، فتارة تقول إنه كان "يغار عليها"، وتارة أخرى تقول إنه اتهم خالد بسرقة كمية من المخدرات.
aXA6IDMuMTQ0LjkyLjE2NSA= جزيرة ام اند امز