الرد الجزائري على دعوة ملك المغرب للحوار بين التريث والتجاهل
الجزائر وحتى العالم يعيش حالة ترقب لرد السلطات على دعوة أطلقها قبل أيام ملك المغرب محمد السادس للحوار مع جارته الشرقية.
تعيش الجزائر، وحتى العالم، حالة ترقب لرد السلطات على دعوة أطلقها قبل أيام ملك المغرب محمد السادس للحوار مع جارته الشرقية التي تعيش العلاقات معها توترا مزمنا منذ عقود بسبب خلافات حول نزاع الصحراء الغربية بالدرجة الأولى.
أعلن العاهل المغربي الملك محمد السادس خلال خطاب ألقاه، الثلاثاء الماضي، بمناسبة الذكرى الثالثة والأربعين للمسيرة الخضراء، استعداد بلاده لـ"تجاوز كل الخلافات" مع الجزائر.
وقال الملك محمد السادس إن "المغرب مستعد لحوار صريح وواضح لتجاوز كل الخلافات مع الجزائر"، موضحا أنه "يجب الاعتراف بأن العلاقات مع الجزائر غير طبيعية وغير معقولة".
صمت لا يعني بالضرورة الرفض
ولم تصدر السلطات الجزائرية أي رد فعل رسمي تجاه هذه التصريحات بعد مرور خمسة أيام عليها، في وقت لاقت الدعوة ترحيبا من عدة دول أغلبها عربية.
وترفض الخارجية الجزائرية التعليق على الملف حتى الآن في وقت قال مصدر من الحزب الحاكم رفض ذكر اسمه لـ"العين الإخبارية" إن "صمت السلطات لا يعني بالضرورة تجاهلا للدعوة فقد يكون الأمر تريثا وتقييما للموقف قبل إصدار رد".
من جهته نشر موقع "ألجيري باتريوتيك" الناطق بالفرنسية والذي يملكه نجل وزير الدفاع الجزائري الأسبق خالد نزار معلومة نقلا عما وصفها مصادر دبلوماسية تؤكد أن "السلطات سترد خلال ساعات أو أيام على تصريحات ملك المغرب".
كما تناولت وسائل الإعلام الجزائرية هذه القضية على نطاق واسع وتركزت تحليلاتها على طرح تساؤلات حول توقيت الدعوة المغربية التي وصفت تارة بأنها "مناورة" وتارة أخرى "يد ممدودة"
وكان مصدر "استغراب" الجانب الجزائري من هذه الخرجة غير المسبوقة للملك محمد السادس هو اختيار مناسبة ما يسمى بـ"المسيرة الخضراء" لإطلاقها علما بأن هذه المحطة التي وقعت عام 1975 تعتبرها الجزائر "عملية اجتياح لأراضي الصحراء الغربية من قبل الرباط بعد رحيل المستعمر الإسباني".
توقيت غير مناسب
ووفق دبلوماسيين جزائريين خاضوا في الملف في تصريحات لوسائل إعلام محلية "لو جاءت هذه التصريحات من الملك المغربي في خطاب العش أو مناسبة الاستقلال لكان لديها صدى إيجابي لدى الجانب الجزائري".
وبحسب الدبلوماسيين الجزائريين فإطلاق الملك هذه الدعوة في مناسبة خلافية بين الجانبين تعكس عدم وجود جدية في تبديد التوتر بين الجانبين، خاصة وأن المغرب يستعد لإجراء مفاوضات مع جبهة البوليساريو، مطلع ديسمبر المقبل بجنيف، برعاية أممية وبحضور الجزائر وموريتانيا كملاحظين.
ويقول وزير الإعلام الجزائري الأسبق عبدالعزيز رحالي في حوار مع صحيفة "الوطن" الناطقة الفرنسية، السبت، إن "إطلاق ملك المغرب للدعوة في هذا التوقيت بالذات يعكس رغبة منه في إظهار الجزائر على أنها السبب في الجمود الحاصل في علاقات البلدين وكذا حل نزاع الصحراء الغربية".
يشار إلى أن المغرب يتهم الجزائر بدعم جبهة البوليساريو في الوقت الذي تؤكد الأخيرة في كل مرة أنها تدعم قرارات الأمم المتحدة الصادرة بشان النزاع والتي هدفها إجراء مفاوضات بين المغرب والمنظمة للتوصل إلى حل يقضي بتقرير مصير سكان الإقليم بشكل يساهم في عودة عشرات الآلاف من اللاجئين الذين تؤويهم الجزائر حاليا.
حادثة 2005
من جهتها نشرت صحيفة "الخبر" تقريرا يلخص ما أسمته نظرة الجزائر الرسمية لدعوة العاهل المغربي محمد السادس ورد فيه "أن الجزائر تجاهلت هذه الدعوة".
وأوضح: "المراقبون لمواقف الجزائر الدبلوماسية يعتبرون مبادرة محمد السادس "لا حدث" وتجاهلا لواقع إقليمي ودولي يؤكد أن القضية الصحراوية قضية ثنائية بين المغرب والصحراء الغربية ولا دخل للجزائر بها".
وحسب الصحيفة فإن المبادرة المغربية "لا تتجاوز حد الكلام وإلا لكانت الرباط بادرت بخطوات عملية عبر القنوات الرسمية، وهو ما يضيف إلى سجل المناورات المغربية محاولة أخرى للضحك على الذقون".
ووفقا للصحيفة "سبق للرباط أن عصفت بمسعى تطبيع حقيقي في العلاقات سنة 2005، بعد لقاء جمع الرئيس بوتفليقة ومحمد السادس لأول مرة بصفة رسمية في الجزائر بمناسبة القمة العربية، إذ عادت الأوضاع إلى الصفر عشية توجه رئيس الحكومة أحمد أويحيى على رأس وفد هام مكون من ستة وزراء إلى الرباط، قبل أن يتم إلغاء الزيارة ببرقية صادرة عن وزارة الخارجية المغربية نشرتها وكالة الأنباء المغربية دون مبرر يذكر إلى غاية اليوم".
aXA6IDEzLjU5LjE5OC4xNTAg جزيرة ام اند امز