المغرب ينفض غبار الزلزال.. مساعدات للمتضررين وخطة لإعادة البناء
تكثف المملكة المغربية جهودها لتحويل فاجعة الزلزال إلى ملحمة وطنية، تتكاثف فيها الجهود وتتوحد نحو غد أفضل.
ومع دخول زلزال الحوز أسبوعه الثالث، تجاوزت المملكة المغربية، بتوجيهات العاهل المغربي، وتكاثف الجهود الحكومية ومعها المؤسسات المدنية التطوعية، صدمة الزلزال الأولى، ومضت نحو مرحلة البناء والتطوير.
طريق نحو البناء
وفي هذا الصدد، وبعد إيصال المساعدات الأساسية، من خيام ومواد غذائية وألبسة، إلى جميع المتضررين، بمن فيهم المتواجدون في أعالي الجبال. تنكب المصالح الحكومية الآن على عملية إعادة البناء.
ولأجل ذلك، منحت الحكومة، بتعليمات ملكية، مساعدات مالية مباشرة للأسر المتضررة لدعمها في عمليات إعادة بناء المساكن المُدمرة، أو ترميم تلك المتضررة جزئيا.
وأقرت الحكومة دعماً مالياً يناهز 14 ألف دولار أمريكي، لكل أسرة تضرر منزلها بالكامل ولم يعد صالحاً للسكن، بالإضافة إلى 8 آلاف دولار للأسر التي تضرر منزلها بشكل جزئي.
بالإضافة إلى صرف راتب شهري لمُدة عام كامل، قيمته 2500 درهم مغربي، أي ما يناهز 250 دولارا أمريكيا، لكل أسرة متضررة، فضلا عن التكفل باليتامى، ومنحهم صفة مكفولي الأمة.
وأعلنت وزارة التجهيز والماء، عن فتح جميع الطرقات المؤدية إلى الدواوير والقرى المتضررة من الزلزال، بعد توقف الحركة بها لأيام بسبب تضررها سواء بالزلزال، أو بالصخور المنهارة عليها.
ولهذا الغرض، استخدمت الوزارة آليات ثقيلة ومتخصصة، كالجرافات، وآليات الحفر، فيما استخدمت الديناميت لتفجير عدد من الصخور الضخمة.
وبعد إعادة فتحها، يُنتظر أن يتم بناء هذه الطرق والمسالك الجبلية بتقنيات ووسائل أكثر تطوراً، ما سيجعلها مقاومة أكثر للزلازل والكوارث الطبيعية.
نزار بركة، وزير التجهيز والماء، أكد خلال زيارة ميدانية للأقاليم المتضررة، أن المغرب اليوم أمام مرحلة إعداد البنيات لعمليات إعادة البناء.
ولفت المسؤول الحكومي في هذا الصدد، إلى أن عمليات إعادة البناء ستتم في القريب العاجل. وذلك بعد الانتهاء من عمليات إزالة التضاريس التي من شأنها تسهيل أشغال البناء.
وقال الوزير، إن التحدي في الوقت السابق كان هو إيصال المساعدات في وقتها إلى المتضررين، لكن اليوم التحدي هو إعادة الإعمار والبناء من جديد.
وكشف نزار بركة أن الحكومة، عبر لجنة مشتركة بين وزارتي الداخلية والإسكان، تعمل على جرد كل المباني المناهرة أو الآيلة للسقوط، في أفق ترميمها أو إعادة بنائها.
برنامج طموح
من جهة أخرى، قررت الحكومة إنشاء وكالة متخصصة، تعمل على ضمان التنزيل السليم والفعال لبرنامج إعادة البناء والتأهيل العام للمناطق المتضررة من زلزال الحوز الذي تبلغ ميزانيته 120 مليار درهم.
ويُنتظر أن تشتغل لمدة زمنية محددة مرتبطة بمدة البرنامج، ومدى تحقق أهدافه. إذ ستعمل بالأساس على تتبع صرف المساعدات المالية، وتنفيذ مشاريع إعادة البناء والتأهيل.
بالإضافة إلى تنفيذ مشاريع التنمية السوسيو-اقتصادية، والتنسيق بين مختلف القطاعات والفاعلين المعنيين.
وتبعاً للمعطيات الرسمية، فالوكالة ستبدأ عملها مطلع العام المقبل، ويُنتظر استمرارها في أداء مهامها حتى 2028.
وستجري عمليات إعادة البناء، وفق أربعة مراحل أساسية، تهم إعادة إيواء السكان المتضررين وبناء المساكن وإعادة تأهيل البنيات التحتية، وفك العزلة وتأهيل المجالات الترابية، وتسريع امتصاص العجز الاجتماعي، خاصة في المناطق الجبلية المتضررة من الزلزال، وتشجيع الأنشطة الاقتصادية والشغل وتثمين المبادرات المحلية.
ولن تكتفي الحكومة بـ"إعادة بناء وتأهيل البنيات التحتية المتضررة من الزلزال"، إذ ستعمل بالإضافة إلى ذلك على "وضع مخطط طموح ومندمج لتنمية أقاليم الأطلس الكبير من خلال مشاريع مهيكلة"
غلاف مالي ضخم
ولإعادة بناء وتأهيل المنازل والبنيات التحتية، سيتم تخصيص غلاف مالي قدره 22 مليار درهم، منها 8 مليارات درهم ستخصص لتقديم المساعدات الاستعجالية للأسر والمساعدات المالية لإعادة بناء وتأهيل المساكن التي انهارت كليا أو جزئيا.
بالإضافة إلى 14 مليار درهم لفك العزلة وضمان الولوجية للمناطق المتضررة، وإعادة تأهيل السدود ومحطات المياه المتضررة من الزلزال، والمراكز الصحية والمؤسسات التعليمية، وإنعاش النسيج الاقتصادي المحلي والحفاظ على الموروث الثقافي والمرافق الدينية.
ولتطوير المناطق المتضررة وتأهيلها اقتصادياً، رصدت الحكومة 98 مليار درهم. من خلالها سيتم تطوير البنيات التحتية وتعزيز الأنشطة الفلاحية والسياحية بهذه الأقاليم.
بالإضافة إلى دعم بروز مراكز قروية مندمجة وإعادة التأهيل الحضري، وإعادة تأهيل وتثمين المدن العتيقة، وتعزيز جودة الخدمات العمومية، لا سيما الأسواق والمحطات الطرقية والمجازر.
ويهم برنامج الإعمار نحو 50 ألف مسكن، من حيث إعادة البناء أو التأهيل. إلى جانب مساعدات مالية عاجلة للأسر التي فقدت منازلها.
هذا البرنامج، سيستهدف نحو 4.2 ملايين نسمة في 6 أقاليم تضررت من الزلزال، وهي: الحوز ومراكش وتارودانت وشيشاوة وأزيلال وورزازات.
aXA6IDMuMTQ3LjI3LjEyOSA= جزيرة ام اند امز