إسرائيل والمغرب وزيارة "جانتس".. محطة تعزز التعاون الأمني
نحو مزيد من التعاون والتقارب تمضي العلاقات المغربية الإسرائيلية عبر شراكات متعددة تعززها زيارات رفيعة ومسارات واعدة.
ويُرتقب أن يزور وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني جانتس، المغرب خلال هذا الأسبوع، حيث يلتقي الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المغربية المكلف بالدفاع الوطني، عبد اللطيف لوديي.
كما سيلتقي غانتس وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، حسب صحيفة "وازكام" العبرية.
محطة مهمة
تعليقا على الموضوع، قال محمد الطيار، الخبير المغربي الأمني والاستراتيجي، إن الزيارة الثانية المرتقبة لوزير الدفاع الإسرائيلي تعد "محطة مهمة لتعزيز التعاون الأمني بين البلدين من أجل مواجهة مختلف المخاطر والتهديدات التي تعرفها المنطقة".
وأضاف الطيار، في حديث مع "العين الإخبارية"، أن هذه الزيارة تأتي كذلك في ظل المعضلة الأمنية القائمة بمنطقة الساحل الأفريقي والنزاع الإقليمي المفتعل بالأقاليم الجنوبية المغربية.
ولفت الخبير إلى أن زيارة الوزير الإسرائيلي الثانية للمغرب والتي لا تفصلها عن زيارته الأولى سوى مدة وجيزة، تعد أمرا في غاية الأهمية.
وأوضح الطيار أن الزيارة ستمكن من الوقوف على مسار المشاريع المشتركة التي تم الاتفاق على إطلاقها وإتمام إبرام عدة صفقات، والتي من شأنها تمكين المغرب من اقتناء معدات أمنية إسرائيلية عالية التكنولوجيا، سواء العسكرية أو المتعلقة بالأمن السيبراني.
وبحسب الخبير، فإن الزيارة "ستزيد من ترسيخ أوجه التعاون في التخطيط العملياتي والبحث والتطوير، فضلا عن مجال التصنيع العسكري"، لافتا إلى أن "المغرب قام في السنوات الأخيرة بملاءمة قوانينه الوطنية، وأبرم عدة اتفاقيات مع إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، لدخول ميدان الصناعات العسكرية المختلفة".
وأشار الطيار إلى أن وسائل الإعلام الإسرائيلية وصفت الزيارة الأولى لوزير الدفاع بالتاريخية، باعتبا الروابط الاجتماعية التي تربط الدولتين.
وبالنسبة له، فإن هناك حوالي مليون مواطن إسرائيلي تعود أصولهم للمغرب، ولازال أغلبهم يحتفظ بالجنسية المغربية، ولهم روابط قوية بوطنهم الأم.
وأبرز الخبير الأمني والإستراتيجي أن زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي الثانية ستحظى بنفس الأهمية والتجاوب في كلا البلدين.
تعزيز التعاون العسكري
وتأتي هذه الزيارة في وقت كشفت فيه صحيفة "ديفينسيا" المختصة في الشؤون العسكرية، أن المغرب باشر مفاوضاته المتعلقة باقتناء صاروخ كروز الإسرائيلية، من أجل تعزيز ترسانته الحربية لسلاح الجو الملكي وتحديث مقاتلاته بأحدث الكترونيات الطيران والرادارات وأنظمة الاستشعار.
وأبرز المصدر ذاته أن المغرب مهتم بشراء نظام الدفاع الصاروخي المخصص لاعتراض وتدمير الصواريخ قصيرة المدى والطائرات المسيرة والقذائف، لتعزيز قدراتها الدفاعية وحماية الجدار الرملي في الصحراء المغربية، لمنع هجمات من جانب "جبهة البوليساريو"، وأيضا لحماية المناطق المدنية والعسكرية ذات الطبيعة الحساسة.
وتعمل القوات المسلحة المغربية على تطوير قدراتها الدفاعية بأحدث التقنيات، خاصة على مستوى الجدار الدفاعي "الذي يعد بمثابة الحصن الذي يحمي تراب المملكة من محاولات الاختراق والاستهداف من الحدود الشرقية" للمغرب.
كما يعمل المغرب على إتمام الصفقة العسكرية بين شركة "إلبيت سيستمز"والقوات المسلحة الملكية يرتهن بموافقة المؤسسات الأمنية الإسرائيلية.
وقد دخل المغرب واسرائيل في مجموعة من الصفقات لصناعة الأسلحة واقتنائها، وتظل أهمها تطوير طائرات بدون طيار المعروفة باسم "كاميكاز".
صواريخ "كروز"
من مميزات صواريخ "كروز" أنها تستطيع إصابة كل الأهداف البرية والبحرية على بعد أكثر من 250 كيلومترا، وبالإمكان تشغيلها بالعديد من الطائرات والمروحيات المقاتلة.
ويمكن كذلك برمجة تلك الصواريخ على الأهداف وتحديدها بدقة متناهية، وكذلك تحديد وقت الهجوم، وتقييم الأضرار فيما بعد.
وكان المغرب قد حصل على مجموعة من الأنظمة الدفاعية من إسرائيل بعد استئناف العلاقات بينهما، والذي جسدته الزيارة التي قام بها جانتس للرباط لدارست الملفات الأمنية المشتركة.
وسبق أن حصلت القوات المسلحة الملكية على أنظمة أمنية دفاعية عصرية طورتها مجموعة من الشركات العسكرية الإسرائيلية.
aXA6IDMuMTQ0LjQyLjE3NCA= جزيرة ام اند امز