تلقيح ربع المغاربة.. بشائر عودة للحياة الطبيعية وتخوفات من انتكاسة
في الوقت الذي يحتفي المغاربة بتخفيف العديد من القيود الاحترازية ضد كورونا، تُنبه الحكومة إلى خطورة التراخي وما قد ينتج عنه من انتكاسة وبائية.
تحت السيطرة، ولكن..
الطيب حمضي، وهو طبيب باحث في السياسات والنظم الصحية، قال لـ"العين الإخبارية" إن المملكة تمضي بشكل جيّد في عملية التلقيح، وذلك بالموازاة مع انحسار ملحوظ لرقعة تفشي الفيروس، لكن ذلك لا يعني الوصول إلى بر الأمان.
وأوضح أن تلقيح ما يُوازي رُبع المغاربة لا يعني أن المملكة قد بلغت مناعة القطيع، لأن ثلاثة أرباع المغاربة لم يحصلوا على مناعة بعد.
في المقابل، شدد على أن الانحسار الأخير في رقعة انتشار فيروس كورونا، لا يعني بأي شكل من الأشكال أن الفيروس قد اختفى.
وأكد الطبيب المغربي أن التراخي تُجاه الإجراءات الاحترازية من شأنه أن يُعيد توسيع دائرة كورونا أكثر مما كانت عليه من ذي قبل، بل يُمكن أن تصير الأوضاع أكثر سوءاً نظراً للسلالات المُتحورة الجديدة، والتعب الذي أصاب الأطر الطبية بعد أكثر من عام من المرابطة بين أسرّة المرضى.
وشدد على أن اتساع رقعة الإصابة بالفيروس من جديد يعني بشكل مُباشر ارتفاع عدد الوفيات وإنهاك الأطقم الطبيّة ورفع الضغط على المستشفيات، وبعبارة أخرى "العودة إلى نقطة الصفر"، يقول المتحدث.
ضرورة اقتصادية
أما الدكتور عبدالمجيد بن عصمان، الأخصائي في الأمراض التنفسية والرئوية، فقد أكد أن الوضع المثالي كان هو الإبقاء على الحجر الصحي وما يرافقه من إجراءات احترازية، إلى غاية بلوغ المناعة الجماعية.
وعلل المُتحدث ذلك، بتفادي الانتكاسات التي قد تحدث خلال عمليات التلقيح، خاصة وأن المواطنين بعد التخفيف من الإجراءات الصحية أبدوا تراخياً ملحوظاً في الالتزام بالتباعد وارتداء الكمامات.
وأضاف أن تنقلات المواطنين واحتكاكهم ببعضهم البعض في غياب تلقيح كامل، يزيد من سرعة انتشار الفيروس.
إلا أن الضرورة الاقتصادية، تمنع سلوك هذا النهج الصارم، يقول الدكتور بن عصمان، مُعلقاً: "هناك الكثير من المُعطيات التي تتحكم في هذا النوع من القرارات، بما فيها الاقتصادي والصحي، مع العلم أن المملكة جعلت من صحة المواطن وسلامته، رأس الأولويات منذ بداية الجائحة".
وفي هذا الصدد، أوضح المُتحدث، أن المُعول عليه هو فطنة المواطنين في الالتزام بالإجراءات الاحترازية، والتحلي بمزيد من الصبر إلى أن تبلغ عملية التلقيح أهدافها.
استقرار
الأرقام الرسمية الصادرة عن وزارة الصحية، تعكس استقراراً وثباتاً في منحنى الإصابات، ومُعدل الوفيات، منذ فبراير/شباط المنصرم، يوازيه تسارع ملحوظ في عملية التلقيح ضد فيروس كورونا.
إلا أن هذا الاستقرار قد يكسره ارتفاع مُباغت في حالة الاستمرار في التهاون، يقول بن عصمان، مُلفتاً إلى أن الخطر يزداد بحُلول العطلة الصيفية، واقتراب عيد الأضحى الذي يحرص فيه المغاربة على صلة الأرحام والتزاور، ناهيك عن وصول المغاربة القاطنين بالخارج.
وفي وقت سابق، نبهت وزارة الصحة إلى خطورة عدم التقيد بالتدابير الوقائية، مُسجلة تراخياً ملحوظاً من طرف المواطنين في هذا الأمر.
ولفتت إلى أنه من شأن التمادي في التراخي أن يؤدي إلى حدوث انتكاسة وبائية خصوصاً مع العطلة الصيفية واستئناف الرحلات الدولية من وإلى المغرب، وكذا الرفع التدريجي لتدابير الحذر الليلي إلى جانب اقتراب عيد الأضحى.
وفي هذا السياق، تدعو الحكومة إلى ضرورة الالتزام الصارم بالإجراءات الاحترازية واحترام التدابير الوقائية ضد كوفيد-19 الموصى بها من طرف اللجنة العلمية الوطنية ذات الصلة.
aXA6IDEzLjU5LjEyOS4xNDEg جزيرة ام اند امز