المغرب يحتضن سلسلة دورات في مكافحة الإرهاب
تحتضن المملكة المغربية، سلسلة من الدورات التكوينية المتخصصة في مكافحة الإرهاب، تستفيد منها عدد من الدول الأفريقية.
وانطلقت، اليوم الإثنين، بالرباط، سلسلة الدورات التكوينية المتخصصة في مجال مكافحة الإرهاب، المنظمة من طرف مكتب برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب والتدريب في أفريقيا، بتعاون مع الحكومة الأسترالية.
وتسعى هذه الدورات التكوينية التي يؤطرها خبراء دوليون، على مدى 10 أسابيع، تطوير وتعزيز القدرات والمهارات في مجال مكافحة الإرهاب.
ويشارك في السلسلة الأولى التي تستمر 3 أسابيع (23 مايو/أيار- 10 يونيو/ حزيران 2022) في موضوع الوحدات الأساسية، 24 مشاركا يمثلون 6 دول أفريقية وهي البنين، وبوركينافاسو، وتشاد، ومالي، ونيجيريا، والسنغال.
وستتواصل سلاسل هذه الدورات التكوينية بوحدة التكوين في المستوى المتوسط (من 5 إلى 23 سبتمبر/ أيلول 2022)، ثم المستوى المتقدم (من 21 نوفمبر/ تشرين الثاني إلى 9 ديسمبر/ كانون الأول 2022)، ثم مستوى متقدم جدا (فبراير/ شباط 2023).
وقال نائب مدير مكتب برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب والتدريب في إفريقيا، ماورو ميديكو في تصريحات صحفية، إن هذا المكتب الأول من نوعه في أفريقيا، يطمح لأن يكون قطبا للتكوين والتدبير وإعادة التأهيل، وبناء القدرات وذلك عبر دورات تكوينية يشرف عليها خبراء دوليون.
وأوضح أنه بعد افتتاح المكتب بالرباط تم الحرص على العمل وفق نهج يستجيب لاحتياجات بناء القدرات ابتداء من المستوى الأساسي، ثم المتوسط، فالمتقدم، والمتقدم جدا، مشيرا إلى أن ما يجعل هذا التدريب نوعيا هو اعتماده على مقاربة مبتكرة.
وأضاف أن هذا التكوين يعتمد اساسا على الممارسة بهدف تقديم تدريب على المستوى البعيد، مشددا على ضرورة ادماج هذا النوع من التدريبات في معاهد إنفاذ القانون.
التزام مغربي
وخلص ماورو ميديكو إلى أن تنظيم هذا النوع من التدريبات دليل على التزام المملكة المغربية الراسخ، وجميع الشركاء، بمكافحة الإرهاب، والمساهمة في حفظ السلم والأمن العالميين.
من جهته، أعرب رئيس مكتب برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب والتدريب في أفريقيا، كارلوس مونتيرو ريس عن فخره بتطوير هذا المنتوج المبتكر، مشيرا إلى أن مجموعة من الدول ستستفيد من هذا التكوين في اطار بناء قدراتها لمكافحة الإرهاب.
وسجل أن هذا العمل الذي سينطلق من المغرب سيستمر بطريقة مستدامة، وذلك عبر مواكبة المشاركين في هذا التدريب من خلال الحرص على تسخير الخبرة التي سيكتسبونها في خدمة صناع القرار ببلدانهم والبقاء على تواصل مستمر معهم.
من جانبه، أكد مدير القضايا الشاملة بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، إسماعيل شكوري أن هذا التدريب يمثل خطوة جديدة في مكافحة الإرهاب وإرساء السلام بالقارة الإفريقية، مبرزا أن أفريقيا أصبحت تعيش على وقع العديد من التهديدات الإرهابية.
وأشار إلى أن مواجهة هذه التهديدات الإرهابية تقتضي بذل مجهود جماعي، مسجلا أن بناء القدرات في هذا المجال يعد من بين السبل الناجعة، وهو ما يتم الحرص عليه من خلال الاعتماد على أساس متين لنقل المعارف والخبرات لدول افريقيا.
دعم دولي
وفي كلمته، أشاد السفير الأسترالي بالمغرب، مايكل كاتس، بالعمل الذي يقوم به مكتب برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب والتدريب في أفريقيا، وكل الشركاء الذين يدعمونه، مشددا على أن محاربة الإرهاب تقتضي بتكاثف الجهود، وبلورة مقاربة شمولية.
واعتبر أن العمل الجماعي والتعاون الدولي، وتقاسم المعلومات والتجارب وفق مقاربة قائمة على نهج مستقبلي سيساهم لا محال في التخفيف من التطرف العنيف واجتثاث الإرهاب من جذوره.
ويتعين على المشاركين في هذه الدورات التكوينية، استيفاء وحدات التكوين البالغة فترتها الزمنية حوالي 400 ساعة، ابتداء من المستوى الأساسي، إلى المتقدم جدا، وهو ما سيمكنهم في نهاية التكوين من الحصول على شهادة معتمدة.
ويعمل مكتب برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب والتدريب في أفريقيا ،الذي يوجد مقره بالرباط، على تطوير وتنفيذ البرامج المعتمدة، التي تهدف بالدرجة الأولى إلى تطوير وتعزيز القدرات والمهارات في مجال مكافحة الإرهاب، لاسيما في ما يتعلق بأمن الحدود وإدارتها والتحقيقات والمتابعات وإدارة السجون وفك الارتباط وإعادة التأهيل والإدماج.
ويعتمد هذا المكتب الإقليمي الجديد، على تجميع خبرات المغرب ومكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب من أجل توفير تدريب جيد لفائدة الدول الإفريقية، وفق مقاربة تضامنية وتشاركية تعكس روح المسؤولية الجماعية.
aXA6IDE4LjIyNy4yMDkuMjE0IA== جزيرة ام اند امز