بالصور.. زيارة البابا فرنسيس للمغرب تعزز الحوار بين الأديان
تحت شعار "خادم الأمل"، يزور بابا الكنيسة الكاثوليكية البابا فرنسيس من أجل "تطوير الحوار بين الأديان" وبحث قضايا المهاجرين.
حل البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، السبت، ضيفا على العاصمة المغربية الرباط بدعوة من الملك محمد السادس، في زيارة تأتي تحت شعار "خادم الأمل"، تستهدف "تطوير الحوار بين الأديان" وبحث قضايا المهاجرين.
وتزينت شوارع الرباط لدى وصول البابا، حيث وجه كل من العاهل المغربي وبابا الكنيسة الكاثوليكية خطابا لنحو 25 ألف شخص في ساحة مسجد حسان.
- زيارة البابا فرنسيس للمغرب.. حوار الأديان والهجرة أبرز الملفات
- قبل ساعات من وصوله الرباط.. البابا فرنسيس يوجه رسالة للشعب المغربي
وتوجه البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية والملك محمد السادس بعد ذلك إلى القصر الملكي بالرباط، حيث يجريان مباحثات ثنائية، قبل أن ينتقلا إلى معهد محمد السادس لتكوين الأئمة في المدينة الجامعية بالعاصمة المغربية.
ويحتضن هذا المعهد أئمة ومرشدات دينيات مغاربة وأجانب من أفريقيا وجنوب الصحراء وأوروبا، ويعمل على محاربة خطابات التطرف الديني، ويتلقى 1300 طالب وطالبة تكوينا متمحورا حول "قيم الإسلام الوسطية والاعتدال" التي يتبناها الخطاب الديني الرسمي في المغرب.
وعلى غرار رحلته إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في يناير/كانون الثاني الماضي ستقدم صورة البابا محتفلا بالقداس، غداة لقاء مع الملك محمد السادس وكبار المسؤولين الدينيين، وجها حقيقيا لدعواته المتكررة إلى التسامح الديني.
وشهد البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية والعاهل المغربي الملك محمد السادس مراسم توقيع نداء القدس، حيث أقرا بوحدة القدس الشريف وحرمتها والحفاظ على بعدها الروحي كمدينة للسلام.
وقال البابا فرنسيس إنه كان يرغب في زيارة المغرب في ديسمبر/كانون الأول بمناسبة تبني أكثر من 150 بلدا ميثاق الأمم المتحدة العالمي حول الهجرة، حين أرسل مندوبا عنه.
وكان النص غير الملزم الذي يهدف إلى تعزيز التعاون الدولي من أجل "هجرة آمنة" حظي باهتمام واسع، قبل التصديق النهائي عليه في نيويورك.
وأكد البابا فرنسيس أن أزمة الهجرة التي نواجهها تشكل دعوة ملحة من أجل البحث عن الوسائل الملموسة من أجل استئصال أسبابها.
يشار إلى أنه من بين ما يقرب من 40 ألف كاثوليكي في المغرب -جميعهم تقريبًا مهاجرون أو أبناء مهاجرين، بحسب موقع "كروكس ناو"، ينحدر معظمهم من إسبانيا، وهو ليس أمرًا مستغربًا، بالنظر إلى مدى قرب البلدين؛ حيث تفصلهما بضعة أميال فقط.
ومن المنتظر أن يشارك الثلث منهم في قداس يقام الأحد في مجمع رياضي، لم يسبق له مثيل منذ زيارة البابا يوحنا بولس الثاني في 1985 للمغرب.
وأنشأت الكنيسة الكاثوليكية المحلية مراكز استقبال للمهاجرين في عدد كبير من المدن المغربية، بسبب عدم وجود مراكز أخرى.
ومسألة المهاجرين موضوع دقيق آخر في المغرب، الذي يؤكد تبني سياسة استقبال "إنسانية"، وقال رئيس أساقفة طنجة المونسنيور سانتياجو أنجيلو مارتينيز "آمل في أن تحقق زيارة البابا تقدما في هذه القضية".
وتأتي زيارة البابا فرنسيس إلى المغرب بعد 34 عاما تقريبا على زيارة البابا يوحنا بولس الثاني، صيف 1985، التي تميزت بلقاء ديني مع نحو 80 ألف شاب في استاد رياضي، واستقبل الفاتيكان في نوفمبر/تشرين الثاني 1991 الملك الحسن الثاني (والد الملك الحالي) الذي كان أول رئيس دولة عربية يوجه دعوة إلى بابا.
وشهد قداسة البابا والعاهل المغربي مراسم توقيع وثيقة "نداء القدس" باعتباره مدينة مقدسة وأرضا للقاء.
وأكدت وثيقة "نداء القدس" أهمية الحفاظ على مدينة القدس الشريف باعتبارها "تراثا مشتركا" للإنسانية ورمزا للتعايش السلمي للديانات التوحيدية الثلاث، مشددا على ضرورة "صيانة وتجهيز الطابع الخاص للقدس الشريف كمدينة متعددة الأديان".