أنشيلوتي من خلال تصريحاته تخلف كثيراً في تعامله مع الأزمات التي ظهرت في الفريق كأنها غير موجودة حتى تفاقمت
الشخص المتخلف عن الزمن أو عن التقدم يعمل دائماً على التقليل من حجم وأهمية كل جديد في مجاله أو أي أزمة تقابله ولا يهتم بإجراء تحليل لأي ظاهرة جديدة، وهذا ببساطة ما قام به الإيطالي كارلو أنشيلوتي مدرب بايرن ميونيخ السابق في تعامله مع أزمات الفريق.
أنشيلوتي جاهر برضاه عن ميركاتو بايرن وظل يبسط أي أزمة، وتعامل مع فكرة المداورة بشكل خاطىء
ومن خلال مجموعة تصريحات سنرى أن أنشيلوتي تخلف كثيراً في تعامله مع الأزمات التي ظهرت في الفريق كأنها غير موجودة من الأساس حتى تفاقمت بشكل كبير وغير معتاد في النادي البافاري، وبالتالي تراجع الفريق لأن المشاهد العابرة في رأي أنشيلوتي لم تعالج فتحولت إلى أزمات.
عند حديثه عن روبيرت ليفاندوفسكي، أكد أنشيلوتي أن المهاجم البولندي سيستمر في بايرن حتى الاعتزال، معللاً ذلك بأن عقد اللاعب مستمر حتى يصل إلى 32 عاماً وبالتالي لن يكون أمامه الكثير في الملاعب، على الجانب الآخر كان ليفا يصرح بأن الأموال والطموح الكروي المتغير تجعلان اللاعب يغير رأيه في البقاء مع ناديه، وسط تقارير صحفية متعددة عن حصوله على دروس في اللغة الأسبانية من أجل الانتقال لريال مدريد.
كما أثار أنشيلوتي غضب أريين روبين عند خروجه بديلاً في لقاء بروسيا مونشنجلادباخ في البوندسليجا الموسم الماضي، وتكرر الأمر مع فرانك ريبيري في لقاء أندرلخت بدوري أبطال أوروبا هذا الموسم، كذلك خرج خافي مارتينيز بسبب الرعونة مطروداً في لقاء ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي أمام ريال مدريد وكرر الأمر نفسه أرتورو فيدال في لقاء الإياب.
كل الشواهد السابقة تؤكد حقيقتين أن أنشيلوتي لا يضع منظومة انضباطية في النادي، وأن هناك عدم اقتناع من قبل اللاعبين بإمكانياته.
أما الأمر الأهم فإن كل مشكلة في نظر أتشيلوتي هي غير موجودة من الأساس وكل مشكلة يتم التقليل منها بحديث بين المدرب ولاعبيه، ولكن الأمر مختلف بالنسبة للاعبين وهذا ما اتضح في تكرار ردة الفعل.
عند سؤال أريين روبين عن رأيه في تشكيل بايرن أمام باريس سان جيرمان وجلوسه بديلاً هو وماتس هوملز وفرانك ريبيري، أكد أن أي تصريح عن رأيه في التشكيل لن يكون في صالح الفريق، وهو ما يعني انتقاد مبطن للمدرب، فلو كان رأيه إيجابياً لكان صرح به خاصة أن ملامح وجهه وكذلك ملامح وجه ريبيري عبرت عن رأيهما في التشكيل من على مقاعد البدلاء.
أما مانويل نوير الحارس المصاب لبايرن فلم يكن بمقدوره إلا مشاركة صورة دكة البدلاء عبر صفحته بموقع "تويتر" في دليل على عدم اقتناع قائد بايرن بمدربه، ناهيك عن توماس مولر الذي تحول تحت إمرته من ماكينة أهداف ثانية خلف روبيرت ليفاندوفسكي إلى لاعب معدوم الثقة لم يصيع فرصة التشكيك في إمكانيات المدرب بالتصريح أنه لا يدري ما الذي يفعله كي يقنعه.
إن تراكم المشاكل في بايرن ينتج عن نتائج سلبية تتناسب مع طبيعة سوق الانتقالات التي لم ينجح خلاله النادي في تقديم ما يدعوه لمقارعة الكبار قارياً، وتعاقد مع لاعبين في نفس المركز مثل مركز الوسط الدفاعي بينما تجاهل مركزي حراسة المرمى وقلب الهجوم اللذين يعاني فيهما الفريق من مشاكل واضحة.
لقد صرح أنشيلوتي برضاه عن ميركاتو بايرن ولم يأبه لخسائر فترة الإعداد وظل يبسط أي أزمة، وتعامل مع فكرة المداورة بشكل ساذج فلم يكن منطقياً أن يمنح الظهور الأوروبي الأول لسولي في حديقة الأمراء أمام باريس سان جيرمان ويستبعد جيروم بواتينج من القائمة مع إبقاء هوملز بديلاً.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة