فسيفساء الجامع الأموي بدمشق تبوح بأسرارها بعد قرون
على الرغم من أنها زينت الجامع الأموي في قلب العاصمة السورية دمشق منذ أكثر من ألف عام، ظلت فسيفساء الجامع واحدة من أعظم الألغاز التي حيرت المؤرخين والباحثين على مر العصور.
وأنتجت تلك اللوحات الفنية المدهشة التي تزين جدران المسجد في فترة الخلافة الأموية، وتعتبر من أبرز معالم الفن الإسلامي المبكر.
ولكن الآن، وبعد قرون من الغموض، بدأت الفسيفساء تبوح بأسرارها من خلال دراسة علمية حديثة تكشف النقاب عن تفاصيل غير مسبوقة تتعلق بمصادر المواد الخام التي استخدمت في صنعها.
وبينما كان يُعتقد منذ فترة طويلة أن فسيفساء الجامع الأموي قد صُنعت من مواد زجاجية بيزنطية، رجحت الدراسة المنشورة في دورية " جورنال أوف أركيلوجيكال ساينس، أن المواد الأساسية لهذه الفسيفساء كانت من مصر، إذ أظهرت تحليلات كيميائية دقيقة أن الزجاج المستخدم في هذه الفسيفساء، بما في ذلك قطع الزجاج ذات الألوان الزاهية مثل الأزرق الكوبالت، والذهب، والأحمر، كان في الغالب من النوع المصري، ما يعكس ازدهار صناعة الزجاج في مصر في تلك الفترة.
وتكشف الأبحاث الجديدة التي قادها فريق من العلماء المتخصصين في تحليل المواد الزجاجية من جامعة أورليان بفرنسا، عن أن الزجاج المستخدم في هذه الفسيفساء يحتوي على تركيزات صودا أعلى من الزجاج البيزنطي المعاصر.
وتشير الدراسة إلى أن عملية إنتاج الفسيفساء في جامع دمشق لم تقتصر على المواد الخام فحسب، بل تضمنت أيضا عمالا مهرة جُلبوا لتنفيذ الأعمال الفنية.
وقدمت الدراسة أيضا تفسيراجديدا حول اختيارات الألوان المستخدمة في فسيفساء جامع دمشق، حيث يتبين أن الألوان الزرقاء الحية مثل الأزرق الكوبالت، بالإضافة إلى الذهب والأحمر، لم تكن مجرد اختيارات جمالية، بل كانت ذات دلالة سياسية وثقافية، فمن خلال بناء هذه المعالم الكبرى وتزيينها بقطع فنية مذهلة، سعت الخلافة الأموية إلى إبراز قوتها في فترة شهدت تحولات كبيرة في العالم الإسلامي.
aXA6IDE4LjE5MS4yMzMuMTk4IA==
جزيرة ام اند امز