بالصور .. الجامع الأموي تاريخ سحقته الحرب
الجامع الأموي رابع أشهر المساجد الإسلامية، وأحد ابرز عجائب الفن الاسلامي والمعماري في العالم.
يعد الجامع الأموي رابع أشهر المساجد الإسلامية بعد الحرم المكي والمسجد النبوي والمسجد الأقصى، وأحد أفخم المساجد الإسلامية من حيث الطراز المعماري، وأحد ابرز عجائب الفن الاسلامي والمعماري في العالم، وأهم الشواهد التاريخية على العصور الإسلامية المتعاقبة طوال 1300 عاما مضت، وجزءا من مواقع التراث العالمي منذ 30 عاما .
فى تصريح خاص لبوابة العين الإخبارية يقول الدكتور منصور عبد الرازق "أستاذ العمارة الإسلامية جامعة القاهرة"، يعد الجامع الأموي بحلب أعظم وأكبر المساجد الباقية بالمدينة، نسبة إلى بنائه في العصر الأموي في عهد الوليد بن عبد الملك عام 715- 717 م، الذي عرف عنه حبه للعمارة وشغفه بها، وقد تم بناء الجامع الأموي بحلب على غرار الطرز المعمارية التي انتشرت في العصور الإسلامية في تلك الفترة والتي عكست سمات العمارة الأموية من حيث العظمة وكثرة الزخارف وغيرها.
وفي الأصل يرجع الجامع إلى العصر الهلنستي حيث كان يعتبر مسرحا ومركزا يونانية تقام فيه الألعاب الرياضية، ثم أصبح حديقة لكاتدرائية " سانت هيلينا" خلال الحكم الروماني لسوريا، يضيف عبد الرازق " على الرغم من إنشاؤه في الفترة الأموية، إلا أنه شهد الكثير من أعمال التجديد في الفترات اللاحقة على عصر الإنشاء، حيث يعد الجامع مسرحا توالت عليه العصور التاريخية التي مرت بها مدينة حلب بداية من العصر الأموي وحتى العصر الحديث".
تبلغ مساحة الجامع حاليا 105 متر طولا،77 متر عرضا، أرضية المسجد مستطيلة الشكل عرضها 97 متر ، وطولها 156 متر، ويحتوي الجامع فناء كبير محاط بأروقة، بالإضافة إلى 3 قاعات متاخمة للأروقة، ويحيط به 4 أبواب رئيسية، ومصلي بثلاث صحون، و 4 محاريب، ويحتوي الجامع على 4 مشاهد، وثلاث مآذن .
الفناء محاط بثلاثة أروقة إلى جميع الجهات بإستثناء الجهة الجنوبية حيث ان الحرم ملاصقاً لفناء المسجد، أرضية الفناء مكونة من اللونين الأبيض والأسود ومزينة بتشكيلات هندسية، ويحيط فناء المسجد أربعة جدران خارجية، يشتهر الفناء بوجود نافورتي وضوء مسقوفتان، كما يوجد مزولة في فناء المسجد، وللفناء أرصفة حجرية متفاوتة بفعل الإصلاحات العديدة التى تمت بمرور الزمن .
يحتوي المسجد الأموي على أربعة أبواب رئيسية وهي: باب "الزيادة" او "باب الساعات" ويقع في الجهة الغربية من الحائط الجنوبي أمام سوق الصاغة، وسمي بالزيادة لأنه زيادة في سور المعبد عند بناء الجامع، واطلق علية الساعات لأنه كان يحتوى على ساعات يعلم بها كل ساعة تمضي من النهار، و باب " بريد"، ويقع على الحائط الغربي للجامع مقابل ساحة المسكية، وهو مؤلف من ثلاث فتحات، وباب " العمارة" أو باب "الكلاسة"، ويقع على الحائط الشمالي للجامع، وهو مؤلف من بوابة واحدة تطل على صحن فناء الجامع الأموي، باب " جيرون"، ويقع على الحائط الشرقي للجامع ويقابل حي النوفرة، وهو مؤلف من ثلاث فتحات.
يحتوي المسجد الأموي على 3 مآذن هما:" مئذنة العروس"هي أقدم مئذنة شيدت في المسجد، وتحتوي على درج لولبي يتكون من 160 درجة تؤدي إلى غرفة المؤذن، و"مئذنة عيسي"وهى أطول المآذن الثلاث، ويبلغ إرتفاعها حوالي 77 متر، وهناك اعتقاد شعبي سائد لتسمية المئذنة بعيسي علي أسم النبي عيسى الذي سينزل في آخر الزمان في هذا المكان لمحاربة الدجال،"مئذنة قايتباي"بنيت في عهد السلطان المملوكي قايتباي في عام 1488 م، والمئذنة هي مثمنة الشكل، وتعتبر أول مئذنة شيدت في دمشق على هذا الطراز.
هي عبارة عن صالات واسعة ضمن المسجد الأموي، ويوجد 4 مشاهد سميت قديما بأسماء الخلفاء الراشدين هما: مشهد "أبو بكر الصديق "، ويستعمل الآن كمتحف للجامع، و مشهد "عمر بن الخطاب، ويستعمل الآن كمقر لإدارة المسجد، و"مشهد" الخليفة عثمان بن عفان، ويستعمل الآن كقاعة شرف لاستقبال كبار الضيوف، ومشهد " علي بن أبي طالب"، ويحتوي على مزار ومقام رأس الإمام الحسين بن علي, وقد غلبت عليه تسمية مشهد الحسين .
بئر الجامع: يعتبر من أقدم منشآت الجامع ويقع في الحرم الشريف، ويقابل محراب الصحابة، ويقوم البئر بتزويد المصلين بماء الوضوء والشرب.
ترجع شهرة وأهمية الجامع التاريخية والاثرية كونه يمثل العصور الإسلامية التاريخية المختلفة المتعاقبة بما تحملة من طراز عمراني وفني مميز، بالإضافة إلى القيمة الأثرية للتحف الموجودة بالجامع وأهمها المنبر الخشبي الموجودة بالحرم ، والتي ترجع إلى عصر الملك الناصر محمد، ومنقوش عليه بالرقش العربي الهندسي، والمحراب الذي يعود إلى عصر السلطان قلاوون.
وبالجامع ضريح الحضرة النبوية "1500 م "، والذي يحوي قبر النبي زكريا، ويضم مصاحف أثرية وقناديل من الذهب والفضة، بالإضافة إلى المئذنة المربعة النادرة التي انشئت فى عصر الخليفة الوليد بن عبد الملك حيث يقول عنها الدكتور عبدالرازق " أنها من أهم ما يميز الجامع، والتي تعد أكثر مآذن حلب ارتفاعا، كما أنها تعكس الشكل المعماري لمآذن تلك الفترة من حيث اعتمادها على البدن المربع، ومما يميزها أيضا كثرة الزخارف القالبية التي تحيط بكامل البدن، إضافة إلى الكثير من النقوش الكتابية التي تؤرخ لأعمال الإنشاء والتجديد التي حدثت لها" .