روسيا تستبق عقوبات أمريكية بتكثيف العمل في "نورد ستريم-2"
كشفت الشركة المشغلة لمشروع خط أنابيب الغاز الطبيعي الجديد نورد ستريم2 الذي سينقل الغاز الروسي لألمانيا، عن تسريع وتيرة العمل في المشروع قبل تشديد العقوبات الأمريكية عليه.
وأفادت وكالة "رويترز" قبل أيام نقلا عن مسؤولين رفيعي المستوى في الإدارة الأمريكية، بأن واشنطن تخطط لفرض عقوبات جديدة على مشروع "نورد ستريم-2" لضخ الغاز الروسي إلى أوروبا "قريبا جدا".
وأشار المسؤولون الذين طلبوا عدم ذكر أسمائهم، إلى أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تعتقد أن العقوبات الجديدة ستوجه "ضربة قاضية" للمشروع.
وخط أنابيب "نورد ستريم 2" هو مشروع عملاق سيورد الغاز الروسي إلى ألمانيا وبعض الدول الأوروبية الأخرى، وسيبلغ طوله حوالي 2460 كيلومترا عند اكتماله.
وأشارت الشركة إلى أن الخط وصل يوم الإثنين الماضي إلى مرحلة أساسية باكتمال مده في المنطقة الاقتصادية الخالصة لألمانيا ببحر البلطيق.
وستكون المرحلة التالية من المشروع مد الأنابيب في الجزء الدنماركي من بحر البلطيق حيث يبلغ طول هذا الجزء 157 كيلومترا.
وصرحت شركة نورد ستريم2 في بيان لها بأنه "سيتم مد نحو 120 كيلومترا في المياه الدنماركية و30 كيلومترا في مياه المنطقة الاقتصادية الخالصة الألمانية، لسنا في وضع يسمح لنا بتقديم المزيد من التفاصيل بشان إقامة المشروع، وسنعلن المزيد من تفاصيل أعمال البناء البحرية للمشروع في الوقت المناسب".
واستؤنفت أعمال البناء في مشروع الطاقة المشترك المثير للجدل في أوائل ديسمبر/كانون الأول الجاري، بعد توقف دام عاما واحدا.
وقال أليكسي ميلر رئيس شركة الطاقة الروسية "جازبروم" الأسبوع الماضي إن 94% من خط الأنابيب قد اكتمل الآن ويغطي مسافة تزيد على 2300 كلم.
ومن المقرر أن ينقل نورد ستريم 2 الغاز الروسي المصدر مباشرة إلى ألمانيا، صاحبة أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي، عبر طريق تحت بحر البلطيق مماثل لخط نورد ستريم العامل حالياً.
وتقول الولايات المتحدة إن خط الأنابيب يهدد أمن أعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) في الاتحاد الأوروبي من خلال زيادة الاعتماد على روسيا وفرضت عقوبات على المشروع .
يذكر أن الولايات المتحدة كانت قد فرضت عقوبات سابقة على المشروع، معتبرة أنه يشكل خطرا على أمن الطاقة في أوروبا ويزيد من اعتمادها على الغاز الروسي.
ويتهم مؤيدو نورد ستريم 2 الولايات المتحدة بأنها تريد فقط أن تكون قادرة على بيع غازها الطبيعي المسال إلى أوروبا بشكل أفضل.
رد بوتين
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في تصريحات سابقة منتصف ديسمبر/كانون الأول الجاري، إن "المشروع في حكم المكتمل" وما تبقى لإتمامه هو مد 160 كيلومترا من الأنابيب، وقال إن المشروع سينتهي قريبا.
وأضاف أن مشروع نورد ستريم 2 هو "مشروع اقتصادي بحت"، وأنه يأمل في أن "تحترم الحكومة الأمريكية الجديدة مصالح الحلفاء وأن تعود مرة أخرى إلى تنافس عادل في العالم".