سر زيارة "الموساد" لقطر.. شراء حماس لإنقاذ نتنياهو
رئيس الوزراء الإسرائيلي يسعى من خلال هذه الخطوة إلى زيادة الاقتراع في صفوف اليمين الإسرائيلي ليكون بإمكانه تشكيل الحكومة
استثنى الجيش الإسرائيلي حركة حماس من غاراته، أمس الأحد، على قطاع غزة، مستهدفا مواقع لحركة الجهاد الإسلامي بالقطاع والعاصمة السورية دمشق.
وربط محللون بين الاستثناء والزيارة السرية لرئيس المخابرات الإسرائيلية "الموساد" إلى قطر مؤخرا، في محاولة للتنسيق مع الحركة، لتحقيق فترة هدوء تقود بنيامين نتنياهو للفوز بالانتخابات المقبلة.
وشن طيران الاحتلال الاسرائيلي، مساء أمس، عشرات الغارات مستهدفا مواقع لحركة الجهاد الإسلامي، بعدما تبنت رشقات صاروخية على مستوطنات غلاف غزة.
استثناء الجيش الإسرائيلي لحماس من عملياته العسكرية لم يكن الأول؛ ففي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي استهدف الطيران الإسرائيلي مواقع للجهاد فقط، دون حماس التي لطالما حملتها تل أبيب مسؤولية كل الهجمات التي تنطلق ضدها من القطاع.
لكن هذه المرة استثناء حماس جاء عقب زيارة رئيس "الموساد" يوسي كوهين، الذي يوصف بأنه الأقرب إلى قلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وتردد اسمه كخليفة محتمل له، إلى قطر في شهر فبراير/شباط الجاري، بحسب صحيفة "والا" الإسرائيلية.
وعلى مدى سنوات قام كوهين، المولود في عام 1961، بمهام سرية عديدة نيابة عن نتنياهو حول العالم، ما أثار حفيظة وزارة الخارجية الإسرائيلية التي اعتبرت هذا بمثابة تدخل في عملها.
ولذلك، فإن إيفاد نتنياهو لرئيس "الموساد" برفقة قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال الإسرائيلي هارتزي هاليفي إلى الدوحة لم يكن غريبا على دوائر صنع القرار في إسرائيل.
وتم النظر إلى هذه الزيارة باعتبارها محاولة يائسة جديدة من نتنياهو للفوز بالانتخابات الإسرائيلية المقررة في الثاني من شهر مارس/آذار المقبل.
ففي صلب هذه الزيارة كانت محاولة للتنسيق بين الموساد وقطر و"حماس" لضمان فترة هدوء حتى الانتخابات بما يسمح لنتنياهو بالفوز في الانتخابات.
والانتخابات الوشيكة هي الانتخابات العامة الثالثة في غضون عام بعد الانتخابات التي جرت في أبريل/نيسان 2019 وسبتمبر/أيلول.
وكان نتنياهو أخفق في تشكيل الحكومة بعد الانتخابات الماضية، وسط تقديرات بتكرار المشهد بعد الانتخابات المقبلة.
ويسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي لزيادة الاقتراع في صفوف اليمين الإسرائيلي ليكون بإمكان كتلة اليمين التي يقودها أن تحصل على 61 صوتا المطلوبة لتشكيل الحكومة.
وكان الأول في كشف هذه الزيارة السرية والهدف منها هو وزير الدفاع الإسرائيلي السابق ورئيس حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني أفيجدور ليبرمان.
وقال ليبرمان إن نتنياهو أراد من الزيارة السرية لرئيس "الموساد" إلى قطر "شراء الهدوء حتى الانتخابات".
وأضاف: "في حالة نتنياهو، فإن كل شيء سياسي، والأمن هو وسيلة لاحتياجاته الشخصية".
ويبدو أن مصالح نتنياهو تلاقت مع مصالح قطر وحليفتها "حماس" في وقت يأمل فيه الفلسطينيون سقوط نتنياهو لإفشال تنفيذ صفقة القرن.
فنتنياهو يريد فترة هدوء خالية من الانتقادات المحلية على سياسته تجاه قطاع غزة من أجل الفوز بالانتخابات المقبلة.
أما "حماس" فتريد من إسرائيل بعض اللفتات "الإنسانية" في ظل تصاعد الغضب في الشارع الفلسطيني بقطاع غزة على سياستها الفاشلة منذ سيطرتها على قطاع غزة، أواسط عام 2007.
ويقتصر دور قطر على إنفاق عشرات ملايين الدولارات لإرضاء نتنياهو وتثبيت حكم "حماس" في قطاع غزة.
ولطالما طالبت السلطة الفلسطينية، خلال السنوات الماضية، قطر بوقف دورها "المشبوه" بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحركة "حماس" على حساب القضية الفلسطينية، ولكن دون فائدة.
واستنادا إلى وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن كوهين طلب من المسؤولين القطريين دفع 15 مليون دولار لحركة "حماس" من أجل أن تضمن الهدوء في غزة حتى الانتخابات الإسرائيلية.
وعلى ذلك، فقد وصل السفير القطري في وزارة الخارجية القطرية محمد العمادي إلى قطاع غزة، بتنسيق من جيش الاحتلال، وسلم الأموال إلى حركة "حماس".
وكشف ليبرمان النقاب عن أن قطر كانت تنوي وقف التمويل المالي في نهاية الشهر الجاري ولكن كوهين، وبإيعاز من نتنياهو، طلب استمرار التمويل المالي للحركة.
وتعد الانتخابات المقبلة مصيرية لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، الذي يواجه أيضا اتهامات بالرشوة والاحتيال وإساءة الأمانة.
وتبدأ محاكمة نتنياهو في السابع عشر من الشهر المقبل في المحكمة المركزية الإسرائيلية المقامة في القدس الشرقية المحتلة.
ويأمل نتنياهو تسويق فوزه في الانتخابات المقبلة على أنه تفويض من الشعب الإسرائيلي للبقاء في منصبه.
وحذر نتنياهو، خلال اليومين الماضيين، من أن عدم فوزه في الانتخابات سيضع خطة "صفقة القرن" الأمريكية في مهب الريح.
aXA6IDMuMTQ2LjIwNi4yNDYg جزيرة ام اند امز