من هو يوسي كوهين الذي زار قطر سرا؟
يوسي كوهين يتبنى مواقف متشددة ضد الفلسطينيين وأصبح الجاسوس الأول بإسرائيل في مطلع عام 2016
يؤمن رئيس المخابرات الإسرائيلية "الموساد" المتشدد يوسي كوهين بعدم إمكانية تحريك عملية السلام الفلسطينية-الإسرائيلية إلا بمغادرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لمنصبه.
ويتبنى كوهين مواقف متشددة إزاء القضية الفلسطينية بما في ذلك رفضه قيام دولة فلسطينية من الأساس.
وعلى هذه الخلفية فإن كوهين، الذي ينظر إليه على أنه صنيعة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تولى مناصب رفيعة دون أن يخفي نتنياهو أمله في أن يكون خليفته.
وكان كوهين يرافقه قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال الإسرائيلي هارتزي هاليفي، أجريا خلال شهر فبراير/شباط الجاري، زيارة سرية إلى العاصمة القطرية الدوحة أثارت عاصفة من الغضب العربي والفلسطيني.
- رئيس الموساد يزور قطر "سرا "ويلتقي مسؤولين بالدوحة
- بعد زيارة الموساد.. فصيل فلسطيني يهاجم قطر ويحذر حماس
وتوصف مواقف كوهين، المولود عام 1961، تجاه الفلسطينيين بأنها متشددة ومتطابقة مع مواقف نتنياهو.
وكان والده ناشطا في منظمة "الإرجون" أو "ايتسل" الإرهابية التي نفذت العديد من المجازر ضد الفلسطينيين في الفترة ما بين 1931 و1948 بهدف إرغامهم على ترك أراضيهم.
أما كوهين فأدى الخدمة العسكرية في عام 1979، وتطوع في لواء المظليين بجيش الاحتلال قبل أن يغادره وينضم إلى جهاز المخابرات الإسرائيلية "الموساد"، المسؤول عن العمليات الاستخبارية خارج إسرائيل.
وبدءا من عام 1983، تدرج كوهين في "الموساد" وتولى في عام 2006 رئاسة وحدة "تسومت"، المسؤولة عن تجنيد عملاء "الموساد"، إلى أن أصبح نائبا لرئيس الجهاز ما بين 2011 و2013 حيث كان يرمز له بحرف "ي" بسبب منع نشر الأسماء الحقيقية لمن هم في هذا المنصب.
وإضافة إلى العبرية، فإن كوهين يتقن العربية والإنجليزية والفرنسية بطلاقة.
وفي أغسطس/آب 2013 تولى كوهين منصب مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقام نيابة عنه بالعديد من المهام السرية.
كما أصبح الجاسوس الأول بإسرائيل في مطلع عام 2016 بتوليه منصب رئيس "الموساد".
ولم يكن توليه هذا المنصب بمستغرب أخذا بعين الاعتبار علاقته الوطيدة مع نتنياهو.
وفي شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي قال كوهين: "إذا ما كان هناك أشخاص نصفيهم دون تردد فإنهم أعضاء حماس".
ويطلق في جهاز "الموساد" الإسرائيلية على كوهين لقب" الأنيق" لأنه يحرص دائما على الظهور ببلدات أنيقة ورابطات عنق.
وقال كوهين، في مقابلة صحفية نهاية العام الماضي: "يخبرني الناس بأنه يمكنني أن أحل مكان نتنياهو. بالتأكيد أرى نفسي في القيادة الإسرائيلية أيضا في المستقبل. لكنني لم أقرر بعد".
ونقلت مجلة "العائلة" الأسبوعية المقربة من كوهين عنه قوله: "إنه واقعي للغاية بشأن العرب ولا يعتقد أن أي شيء سوف يتحرك في عملية السلام حتى يصبح رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خارج الصورة".
ومساء أمس السبت، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن قيام رئيس الموساد يوسي كوهين، وقائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال هرتسي هاليفي بزيارة سرية لقطر قبل أسبوع ونصف الأسبوع.
وبحسب صحيفة "والا" الإسرائيلية، التقى مدير الاستخبارات الإسرائيلية يوسي كوهين والجنرال هارتي هاليفي مع كبار المسؤولين القطريين في وقت سابق من فبراير/شباط الجاري، لمناقشة استمرار المدفوعات القطرية لحماس.
وفقاً للتقرير، جاءت الزيارة خلال الأسبوع الأول من فبراير/شباط الجاري، واستمرت أقل من 24 ساعة، ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين لم تسمهم قولهم: "إنه كان اجتماعاً جاداً رفيع المستوى".
ووفقاً لهيئة البث الإسرائيلي (مكان)، فقد التقى مدير الاستخبارات الإسرائيلية وقائد المنطقة الجنوبية في إسرائيل عدة مسؤولين قطريين بينهم رئيس جهاز الاستخبارات القطري محمد المسند، وشارك في الاجتماع محمد العمادي المبعوث القطري إلى قطاع غزة.
وقالت الهيئة إن الاجتماع ناقش الأوضاع في قطاع غزة والمساعدة المالية القطرية لحركة حماس، حيث تدعم الدوحة الحركة مالياً من خلال المدفوعات الدورية التي تسمح بها إسرائيل. ولم توضح التقارير الإخبارية ما إذا كان قد تم إحراز أي تقدم أم لا.
ونشطت في السنوات الأخيرة الاتصالات القطرية-الإسرائيلية تحت غطاء بحث الأوضاع في قطاع غزة.
واستقبلت الدوحة العديد من المسؤولين الإسرائيليين، إضافة إلى الوفود الإسرائيلية وسط انتقادات داخلية وخارجية.
وكانت السلطة الفلسطينية اشتكت مراراً من الاتصالات التي تقوم بها قطر مع جيش الاحتلال وحركة حماس، وبات العمادي ضيفاً دائماً في إسرائيل.
aXA6IDEzLjU5LjExMS4xODMg جزيرة ام اند امز