من العدوان الثلاثي لحرب أوكرانيا.. أبرز قرارات القمم العربية
يعقد قادة الدول العربية بالجزائر، اليوم الثلاثاء، قمتهم العادية الـ 31 وسط آمال بالنجاح في لّم الشمل العربي وتوحيد الجهود لصد التحديات.
وتعد القمة الحالية هي الـ59 منذ تأسيس الجامعة العربية في 22 مارس/ آذار 1945، كأقدم منظمة إقليمية في العالم تنشأ بعد الحرب العالمية الأولى.
وشهدت مسيرة القمم العربية منذ تأسيسها انعقاد 31 قمة عادية، مع احتساب القمة الحالية بالجزائر، و14 قمة طارئة، و4 قمم اقتصادية تنموية ، إضافة إلى 10 قمم عربية إقليمية (4 قمم عربية أفريقية و4 قمم عربية لاتينية، وقمة عربية أوروبية وقمة عربية إسلامية أمريكية).
ومن بين تلك القمم هناك قمم تحمل أهمية خاصة، إما بسبب التوقيت التي عقدت خلاله أو القرارات الصادرة عنها.
وتصدرت القضية الفلسطينية جدول أعمال القادة العرب منذ أول قمة عربية طارئة عام 1946 تلاها الملف الإيراني وتدخلات طهران في شؤون دول المنطقة.
وكما كانت القضية الفلسطينية هي المحرك لعقد أول قمة عربية قبل 76 عاما، فإنها كانت هي الداعي لمأسسة القمة واعتماد دوريتها مجددا على إثر اندلاع الانتفاضة الفلسطينية في 28 سبتمبر/أيلول 2000، وذلك خلال قمة القاهرة الطارئة في أكتوبر من العام نفسه.
ونجحت جامعة الدول العربية على امتداد تاريخها في القيام بالعديد من الإنجازات رغم التحديات التي واجهتها- وما تزال.
ومن أبرز تلك الإنجازات دعمها جهود الدول العربية لنيل استقلالها ، حيث برز دور الجامعة على سبيل المثال في مجال دعم جهود التحرر في دول مثل الجزائر، واليمن، والسودان، الأمر الذي كان له أثر في اتساع حجم عضوية الجامعة، لتشمل اثنتين وعشرين دولة عربية بعد أن كان عدد الدول الموقعة على الميثاق التأسيسي سبع دول.
أيضا نجحت الجامعة العربية في تسوية بعض المنازعات العربية – العربية، وتشجيع التعاون العربي - العربي عبر مجموعة المنظمات المتخصصة التي تشكلت على مختلف المستويات داخل إطار الجامعة وخارجه.
وتنطلق القمة العربية العادية الـ31 في الجزائر وسط آمال عربية أن تكون من بين تلك القمم الهامة في مسيرة القمم العربية، بنجاحها في تعزيز التضامن ولم الشمل العربي، وتقديم خارطة طريق لتجاوز تحديات المرحلة الراهنة.
وتحمل القمة القادمة أهمية خاصة كونها أول قمة عادية تعقد منذ 3 سنوات، بعد إرجاء عقد القمم العربية نظرا لجائحة كورونا، كما تعقد في ظل تحديات إقليمية ودولية غير مسبوقة، على خلفية الأزمة الأوكرانية الروسية، وما أسفرت عنه من تداعيات طالت جميع الدول العربية والعالم.
وتستعرض "العين الإخبارية" في التقرير التالي أبرز قرارات القمم العربية:
أول قمة رسمية.. تحول تاريخي
ميثاق التضامن العربي
أيضا من القمم الهامة القمة التي عقدت في مدينة الدار البيضاء بالمملكة المغربية في سبتمبر عام 1965 م، وتوجت أعمالها بالموافقة على ميثاق التضامن العربي والالتزام به ودعم قضية فلسطين في جميع المحافل الدولية وتأييد نزع السلاح ومنع انتشار الأسلحة النووية وحل الخلافات الدولية بالطرق السلمية .
سلاح النفط العربي
كذلك من بين تلك القمم : القمة العربية العادية السادسة بالجزائر في نوفمبر 1973 م ، وتضمن بيانها الختامي: إقرار شرطين للسلام مع إسرائيل: الأول: انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة وفي مقدمتها القدس. الثاني: استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه الوطنية الثابتة،وأقرت "استمرار استخدام سلاح النفط العربي ورفع حظر تصدير النفط للدول التي تلتزم بتأييدها للقضية العربية العادلة، والقيام بإعادة تعمير ما دمرته الحرب من أجل رفع الروح النضالية عند الشعوب العربية.".
كما رحبت بانضمام الجمهورية الموريتانية إلى جامعة الدول العربية.
وقف الحرب الأهلية بلبنان
قمة الرياض الطارئة (أكتوبر 1976) عقدت بدعوة من السعودية والكويت لبحث أزمة لبنان، وشارك فيها كل من السعودية ومصر والكويت وسوريا ولبنان ومنظمة التحرير الفلسطينية.واتخذت القمة قرارات مهمة، تناولت الدعوة إلى ضرورة وقف الحرب الأهلية، التي اندلعت عام 1975 وتعزيز قوات الأمن العربية الحالية لتصبح قوات ردع داخل لبنان، وإعادة الحياة الطبيعية إلى لبنان.قمة بغداد.. مقاطعة مصر
قمة فاس..مشروع عربي للسلام
أما قمة فاس المغربية الطارئة (سبتمبر 1982)، فقد تضمنت تحولا هاماً في ملف التعامل مع القضية الفلسطينية، حيث اعترفت فيها دول عربية ضمنيًا بوجود إسرائيل، بإقرار مشروع عربي للسلام معها، من بين بنوده انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة عام 1967، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وتأكيد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.كما أعلنت القمة أن أي اعتداء على أي قُطر عربي اعتداءٌ على البلاد العربية جميعا، على خلفية الحرب العراقية- الإيرانية.
قمم الدار البيضاء .. تنقية الأجواء العربية وعودة مصر
قمة الدار البيضاء الطارئة (أغسطس 1985): أكدت الالتزام الكامل بميثاق التضامن العربي وقررت تأليف لجنتين لتنقية الأجواء العربية.أما قمة الدار البيضاء الطارئة (مايو 1989)، تم فيها إعادة مصر إلى عضوية الجامعة العربية وغاب عنها لبنان الذي تنازعت على السلطة فيه حكومتان.
قمم القاهرة.. إدانة غزو العراق ودعم فلسطين:
من القمم العربية الهامة أيضا، قمة القاهرة الطارئة (أغسطس 1990)، وعقدت إثر الغزو العراقي لدولة الكويت، ومن أبرز قرارتها: إدانة العدوان العراقي على الكويت، وعدم الاعتراف بضم الكويت إليه، وبناء على طلب السعودية تقرر إرسال قوة عربية مشتركة إلى الخليج العربي لتساهم في تحرير الكويت.أيضا قمة القاهرة الطارئة (يونيو 1996): أكدت مجددا على شروط السلام الشامل مع إسرائيل، وهي: الانسحاب الكامل من الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس والجولان والجنوب اللبناني، والتوقف عن النشاط الاستيطاني والتضامن العربي مع دولتي البحرين والإمارات ضد التهديد الإيراني.
كذلك هناك قمة القاهرة الطارئة (أكتوبر 2000)، التي عقدت إثر أحداث العنف التي تفجرت في الأراضي الفلسطينية بعد أن دخل رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون الحرم القدسي الشريف.
تضمن بيانها الختامي قرارا بإنشاء صندوقي تمويل باسم "انتفاضة القدس" و"صندوق الأقصى".
قمة شرم الشيخ 2015.. دعم الشرعية باليمن:
في قمة شرم الشيخ (مارس 2015) : تم خلالها الاتفاق على إنشاء قوة عسكرية عربية، تشارك فيها الدول اختياريا، وتتدخل هذه القوة عسكريا لمواجهة التحديات التي تهدد أمن وسلامة أي من الدول الأعضاء بناء على طلب من الدولة المعنية، وأيد بيانها الختامي الإجراءات العسكرية التي يقوم بها التحالف الذي تقوده السعودية ضمن عملية عاصفة الحزم لدعم الشرعية في اليمن.
قمة نواكشوط (يوليو 2016) :
وخلالها تم فيها إقرار دمج القمة العربية الاقتصادية والاجتماعية مع القمة العربية العادية لتكون مرة كل أربع سنوات.
قمتا عمان والظهران..دعم القدس
وشهدت قمة عمان (مارس 2017) مطالبة دول العالم بعدم نقل سفاراتها إلى القدس أو الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل.
أما قمة الظهران السعودية (أبريل 2018) فقد سميت (بقمة القدس) وتم فيها التأكيد على بطلان وعدم شرعية الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل ومطالبة دول العالم بعدم نقل سفاراتها إلى القدس أو الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل.
قمة مكة 2019.. إدانة إيران والحوثي
قمة مكة الطارئة ( مايو 2019) عقدت بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وأكدت إدانة للأعمال التي تقوم بها الميليشيا الحوثية الإرهابية وما تقوم به إيران من سلوك ينافي مبادئ حسن الجوار ، مما يهدد الأمن والاستقرار في الإقليم.