سكان الموصل.. بلا حول ولا قوة وسط هشاشة مكاسب الجيش
سكان الأحياء الشرقية في مدينة الموصل يشعرون بأنهم عرضة لتهديد متواصل بسبب تقلبات المعركة الضارية الجارية في المدينة حتى بعد تقدم قوات الجيش في أحيائهم
يشعر سكان الأحياء الشرقية في مدينة الموصل بأنهم عرضة لتهديد متواصل بسبب تقلبات المعركة الضارية الجارية في المدينة حتى بعد تقدم قوات الجيش في أحيائهم وذلك لأن الهجمات المضادة التي يشنها مقاتلو تنظيم "داعش" كثيرا ما تضعهم من جديد على الخط الأمامي.
وقد واجهت قوات خاصة وفرقة دبابات تقاتل لتوسيع الرقعة التي تسيطر عليها في شرق المدينة منذ ما يقرب من أسبوعين مقاومة مستميتة من جانب الإرهابيين الذين شنوا موجات متتالية من التفجيرات الانتحارية وهجمات القناصة ونصبوا لهم الكمائن.
وقال الجيش إنه يسيطر على نحو ستة أحياء أو إنه حقق تقدما فيها في مدينة الموصل. غير أن الإعلان عن تحقيق مكاسب كثيرا ما تتبعه تقارير عن تجدد القتال في المناطق ذاتها التي سبق الإعلان عن السيطرة عليها.
وقالت امرأة من سكان حي القادسية الثانية الذي دخلته قوات مكافحة الإرهاب الخاصة يوم الجمعة إن القوات الخاصة انسحبت فيما بعد وعاد مقاتلو التنظيم.
وأضافت "رجعوا لنا وهذا ما كنا نخشاه. خلال الليل وقعت اشتباكات عنيفة وسمعنا انفجارات قوية."
وفي بعض الأحياء تناوب الطرفان السيطرة عليها ثلاث أو أربع مرات إذ يشن مقاتلو التنظيم هجماتهم ليلا مستغلين شبكة من الأنفاق ووجود المدنيين كساتر لهم ويستردون ما سبق للجيش أن سيطر عليه في اليوم السابق.
وتمثل قوات مكافحة الإرهاب التي تقود التوغل في الموصل جانبا من قوة قوامها 100 ألف مقاتل من الجيش العراقي وقوات الأمن وقوات البشمركة الكردية وقوات الحشد الشعبي المؤلفة في الأساس من مقاتلين من الشيعة. ويتمثل هدف تلك القوات في إخراج التنظيم من الموصل أكبر مدينة خاضعة لسيطرته في العراق وسوريا.
وتعد هذه العملية العسكرية التي تدخل يوم الاثنين أسبوعها الخامس أعقد عملية من نوعها في العراق منذ ما يقرب من عشر سنوات ومن العوامل التي تزيد من صعوبتها وجود أكثر من مليون مدني ما زالوا يعيشون تحت سيطرة التنظيم.
وفي حي الانتصار الواقع في جنوب الجبهة الشرقية للمدينة تقاتل الفرقة التاسعة المدرعة التابعة للجيش العراقي منذ ما يقرب من أسبوعين دون أن تتمكن من تأمين الحي.
وقالت أم لأربعة أولاد: "لم نتحرر حتى الآن" ووصفت كيف سقطت قذيفة "مورتر" على بيتها بينما كانت الأسرة تحتمي تحت السلم الخرساني بالداخل.
وأضافت "نقلنا زوجي إلى بيت أحد أقاربه ليس بعيدا عن بيتنا. سرنا ونحن ملتصقين بالحائط خوفا من القصف العشوائي."
وقال المجلس النرويجي للاجئين يوم الأحد إن الناس في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش في الموصل وما حولها من قرى وبلدات تنقصهم المياه والغذاء والكهرباء والخدمات الصحية الأساسية.
وتجاوز عدد النازحين حتى الآن 54 ألف شخص في حملة تحرير الموصل التي بدأت قبل أكثر من أربعة أسابيع وقال المجلس النرويجي إن من المرجح أن يحتاج 700 ألف شخص في نهاية الأمر إلى المأوى والغذاء والمياه والدعم الطبي.
وفي داخل المدينة حيث ما زالت السيطرة لمقاتلي التنظيم قال موظف حكومي متقاعد قاد سيارته لصرف معاشه إن أغلب الأسواق مفتوحة وإن حركة السير في الشوارع ازدادت كثافة كلما ابتعد الجبهة الشرقية.
وأضاف "وجدت مجموعة من أصحاب المعاشات وصلوا إلى مكتب المعاشات قبلي. وكنا نتهامس، ربما كان هذا آخر معاش نقبضه في ظل داعش‘" مشيرا إلى التنظيم.
aXA6IDMuMTQ0LjEwOS4xNTkg جزيرة ام اند امز