رئيس الوزراء العراقي يشكر الإمارات على إعادة إعمار الجامع النوري والمئذنة الحدباء

شهدت مدينة الموصل العراقية، اليوم الإثنين، حدثًا تاريخيًا تمثل في افتتاح الجامع النوري والمئذنة الحدباء بعد إعادة إعمار استمرت عدة سنوات، بتمويل إماراتي ودعم من منظمة اليونسكو.
وشارك رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في الاحتفال الرسمي الذي أقيم وسط الموصل القديمة، حيث تجول في أروقة الجامع واطلع على مرافقه، موجّهًا الشكر لدولة الإمارات ومنظمة اليونسكو لدورهما البارز في إنجاز المشروع.
الاحتفالية التي أقيمت بالمناسبة حضرها رجال دين من مختلف الطوائف، وشخصيات سياسية وأكاديمية وشيوخ عشائر وناشطون مدنيون، في مشهد يجسد عودة الحياة إلى قلب الموصل بعد سنوات من الدمار.
كما تضمنت الزيارة إعادة افتتاح كنيسة الطاهرة للسريان الكاثوليك وكنيسة الساعة للآباء الدومينيكان، اللتين تضررتا جراء هجمات تنظيم داعش عقب سيطرته على المدينة عام 2014.
الجامع النوري، الذي بُني عام 1172 على يد نور الدين زنكي، يُعد أحد أبرز معالم الموصل، واشتهر بمئذنته المائلة الشهيرة "الحدباء". وقد ارتبط اسمه بذكرى مؤلمة حين أقدم تنظيم داعش على تفجيره بالكامل في يونيو 2017، بعد أن استخدمه زعيمه المقتول أبو بكر البغدادي لإعلان ما سماها "الخلافة" عام 2014.
إعادة الإعمار جاءت ضمن مبادرة "إحياء روح الموصل" التي أطلقتها اليونسكو عام 2018، وشاركت الإمارات في تمويلها بما يزيد على 50 مليون دولار، شملت كذلك ترميم عدد من الكنائس التاريخية.
المشروع لم يقتصر على إعادة بناء معلم أثري، بل حمل رسالة أوسع تعكس قيم التعايش، وتعزز الهوية الثقافية للموصل، وتفتح آفاقًا جديدة أمام التنمية والسياحة الثقافية في العراق.