عيد الأم في الصومال.. تضحيات هائلة "بلا تقدير"
يعد عيد الأم في الصومال من الأحداث التي لا تلقى اهتماماً واسعاً بسبب الواقع المأساوي التي تعيشه المرأة الصومالية على الأصعدة كافة.
تعاني المرأة الصومالية في مجالات عدة بداية من التمثيل السياسي وسوق العمل وأيضاً نظرة المجتمع إليها في تقلّد المناصب القيادية والإدارية التي أساساً هي ذكورية بحتة.
على الرغم من جهود النقابات النسوية التي تسعى لتمكين المرأة، إلا إنها لا تزال تعيش واقعاً مريراً في الصومال.
كانت نسبة السيدات في البرلمان الصومالي الماضي 24% إلا أن البرلمان الجديد فشل حتى في المحافظة على تلك النسبة وحصدن 20% فقط من المقاعد، بشكل مخالف عما تنصه لوائح الاقتراع التي توجب 30% على الأقل .
ورغم أن الأم الصومالية تعد عماد الأسرة وسندها خلال ثلاثة عقود مضت من عدم الاستقرار وأداء دور الأبوين معاً في تلك الفترة، عقب حمل الرجال السلاح والدخول في محاور الصراع، غير إنها لم تنل غير مزيد من التهميش.
وفي ضوء غياب الأرقام الرسمية إلا أن 70% من الأسر المعوزة ومتوسطة الدخل تعيلها الأمهات. وفي المجتمع الصومالي العشائري بطبعه يتم تقاسم الأدوار السياسية ولا دور للمرأة هنا حيث لا تشغل مناصب قيادات العشائر.
ولتسليط الضوء على هذه المعاناة، تحدثت "العين الإخبارية" إلى ناشطات صوماليات في مجال حقوق المرأة وتمكينها.
تقول الناشطة الصومالية أيان أحمد إن عيد الأم بالنسبة للعالم فرصة لتحسين ظروف المرأة وإبراز دورها في المجتمع لتنال مزيد من المكافآت على الأدوار الإيجابية التي لعبتها لكن في الصومال الأمر مختلف وتصف الأم الصومالية بـ"المعيلة المضطهدة".
وتبرر أيان هذا الوصف بأن الأم في سنوات الحرب والخراب هي مَن أنقذ الجيل الحالي من الشباب، إلا أن هذا الشباب لا يتقبل اليوم أن تلعب السيدات دوراً بارزاً في المشهد السياسي والمجالات الأخرى بشكل قيادي بسبب الثقافة الذكورية المتجذرة في أذهان المجتمع ودور رجال الدين السلبي في هذا الإطار.
أسوأ وظيفة في الصومال
وترى أيان أحمد أن الأمومة "أسوأ وظيفة في الصومال"، حيث لا إجازات لا مكافآت وحتى لا اعتراف بهذا الدور لكنها غير فاقدة بالأمل حيث تراهن على الجهود النسوية لنيل مزيد من الحقوق للمرأة.
بعد سنوات عديدة من الحرب الأهلية التي جعلت من الصومال دولة بدون حكومة مركزية، تضاءل دور الرجال في دعم الأسرة والمجتمع في الصومال.
وتقول فاطمة عمر: "الأمومة شيء رائع وممتع رغم أنه مسؤولية كبيرة في الصومال، الأم تواجه العديد من الظروف الصعبة والمخاطر في رعاية أطفالها دون مساعدة تذكر مثل البلدان التي مزقتها الحرب".
على صعيد العناية الصحية، تقول فاطمة عمر، ناشطة صومالية في مجال حقوق المرأة، فإن عشرات الأمهات يفارقن الحياة خلال فترة الولادة والحمل بسبب سوء التغذية الناجم عن الحرب والفقر وظروف الحياة القاهرة للأمهات إلا أن غياب الإحصائيات الرسمية يصعب تنظيم حملات مجتمعية لإبراز المعضلات التي تواجه السيدات.
وتقول عمر إن المرأة الصومالية ساهمت في نضال مكافحة الاستعمار ونيل الاستقلال إلا أنها لم تتمتع نظير جهودها بمشاركة فعالة في النظام الدولي منذ عام الاستقلال 1960.
وتشير إلى أنه لا يهمها فقط الجانب السياسي بل التعليم والصحة وسوق العمل، إذ لم تحصل المرأة في مناصب إدارية على الرغم من أنها كانت عماد تلك القطاعات.
تاريخياً، كان أعلى منصب سياسي وصلت المرأة الصومالية إليه هو منصب نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشغلته فوزية يوسف حاجي آدم عام 2014، وتسعى فوزية حالياً لخوض سباق الانتخابات الرئاسية 2022 خلال الأشهر المقبلة.