دراسة تحدد السن المثالي لتحقيق حلم الأمومة
هل العمر الأصغر أفضل لإنجاب أطفال وتربيتهم أم العمر الأكبر؟ سؤال حاولت دراسة دنماركية حديثة الإجابة عنه.. ماذا قالت؟
أثبتت دراسات أخيرة أن إنجاب الأطفال في سن متقدمة أفضل للأسرة، لأن الأم تصبح أكثر نضجاً ومستقرة مادياً، لكن ذلك لا ينفي وجود خطورة صحية عليها وعلى طفلها.
أما الأم الأصغر سناً فقد تكون قادرة جسدياً على التحمل، لكن هذا لا ينفي أيضاً صعوبة تعاملها نفسياً وعقلياً مع طفلها. إذن ما هو العمر المثالي لتصبحي أماً قادرة علي رعاية أطفالك ومواصلة العطاء؟.
صحيفة "جارديان" البريطانية نقلت عن دراسة للكلية الملكية لأمراض النساء والتوليد أن المرحلة العمرية المثالية لتحقيق حلم الأمومة تتراوح بين ٢٠ و٣٥ عاماً. وأوضحت الدراسة أنه يسهل التخصيب خلال هذه السنوات الـ١٥. كما أن الأم تكون أقل إصابة بارتفاع ضغط الدم، والتعرض للإجهاض أو بحاجة لجراحة قيصرية. كما أنها في هذا العمر تكون أكثر قدرة علي تحمل الحرمان من النوم، ولديها ما يكفي من الطاقة لتحمل بقية اليوم المرهق.
ومع ذلك، طرحت دراسة لجامعة آرهوس الدنماركية سؤالاً عن أفضل سن لبدء تربية الطفل، تبين خلالها أنه يبدأ من منتصف الثلاثينيات فما أكبر. وفي هذه الدراسة التي أجريت على ٤٧٤١ أماً دانماركية ظهر أن تقدم العمر كان مرتبطاً بصعوبات أقل في الناحية السلوكية والاجتماعية والعاطفية للأطفال في سن يتراوح بين ٧ أعوام و١١ عاماً. وفي الدنمارك، يبلغ متوسط عمر الإنجاب ٣٠ عاماً كما ازداد معدل الأمهات اللواتي ينجبن بعد سن الأربعين 4 مرات منذ عام 1985.
وأظهرت كذلك بيانات مكتب الإحصاءات الوطنية في بريطانيا أن متوسط عمر النساء اللواتي ينجبن أطفالاً في إنجلترا وويلز ٣٠ عاماً، مع ارتفاع معدلات الأمهات الأكبر سناً منذ منتصف السبعينيات. وكثيراً ما تكون النساء اللواتي يؤخرن الإنجاب أكثر تعليماً وأكثر استقراراً من الناحية المالية وفي علاقات أكثر استقراراً مقارنة بالأمهات الأصغر سناً.
ومن هنا تشير الدراسة الدانماركية إلى وجود مزايا أخرى لدى الأمهات الأكبر سناً تؤثر على تطور الطفل. وأوضحت أن هؤلاء الأمهات يتمتعن بنضج عاطفي أكبر ويكن أكثر تسامحاً وأكثر مرونة في تربيتهن لأبنائهن. وتشجع هذه العوامل مجتمعة على التمتع بتوازن بين المنطق والسلوك. ووجدت الدراسة الدانماركية أن الأمهات الأكبر سناً أو فوق سن ٣٣ عاماً لا يملن لمعاقبة أطفالهن لفظياً أو جسدياً. كما أنهن أكثر صبراً وأقل استخداماً لوسائل العقاب والانضباط.
وفي دراسة موازية أجريت الشهر الماضي، وجد معهد ماكس بلانك للأبحاث العلمية في ألمانيا أن الأطفال الذين ولدوا لأمهات أكبر سناً كانوا أفضل في اختبارات القدرة المعرفية من أولئك الذين ولدوا لأمهات أصغر سناً. ويعتقد أن هذه الاختبارات بمثابة مقياس للإنجازات التعليمية والصحية التي قد يحققها المرء مستقبلاً. ومن هنا فقد استخلصت الدراسة أن الحمل والإنجاب سواء كان في مرحلة عمرية مبكرة أو متقدمة قد تصاحبه بعض الصعوبات لكن في الإجمال من الأسهل أن تكون الأم أكثر صبراً مع أطفالها في أواخر الثلاثينيات من عمرها عن أواخر العشرينيات.. في بعض الأحيان!