"بالي" الإندونيسية تتأهب لثوران بركان "أغونج" الخامل منذ 50 عاما
بركان جبل أغونج ثار آخر مرة منذ أكثر من 50 عاما، والآن يهدد سكان جزيرة بالي الإندونيسية.
دفع تزايد الهزات الزلزالية في بالي، المنطقة السياحية الشهيرة، السلطات الإندونيسية إلى الإسراع في إجلاء 120 ألفاً من الموجودين ضمن نطاق منطقة الخطر.
فقد ضربت حوالي 800 هزة بركان جبل أغونج النشط، الأربعاء، مما أثار مخاوف من إمكانية اندلاعه لأول مرة منذ أكثر من 50 عاماً.
ورفع المركز الإندونيسي لعلم البراكين والمخاطر البيولوجية، مستوى التأهب إلى الدرجة الرابعة، وهي الأعلى مقياساً.
وفي هذا الشأن، أعدت صحيفة "ديلي إكسبريس" البريطانية، تقريراً يرصد موقع جزيرة بالي السياحية الشهيرة، وتاريخ وموقع الجبل البركاني.
أين تقع بالي؟
الجزيرة ذات المناظر الخلابة والمقاطعة الإندونيسية، تعتبر وجهة شهيرة بالنسبة للسائحين والزوار الذين يأتون إليها من جميع أنحاء العالم.
وتعتبر جمهورية إندونيسيا أكبر البلاد الجزرية في العالم، وتتكون من حوالي 17 ألف جزيرة في جنوب شرق آسيا.
تقع بالي في الأجزاء الغربية من جزر سوندا الصغرى بين جاوة ولومبوك، وتعتبر جزءاً من مثلث المرجان، الذي يأوي 7 أضعاف أنواع الشعاب المرجانية الموجودة في منطقة البحر الكاريبي بأكملها.
أين يقع جبل أغونج؟
جبل أغونج الهائل يوجد قبالة الحافة الغربية للجزيرة وجنوب شرق بركان جبل باتونج.
يصل ارتفاع جبل أغونج إلى 3.031 متر (ما يوازي 9.944 قدم)، ويسيطر بشكل كامل على المناظر الطبيعية الجبلية هناك.
يعتبر "أغونج" أعلى نقطة على الجزيرة، وتحتوي قمة بركان أغونغ على حفرة شديدة الانحدار، يصل عمقها إلى 500 متر، وعرضها 200 متر، وهي مصدر ثوراته التاريخية، وفقاً لبرنامج البراكين العالمي الخاص بمؤسسة سميثسونيان لتوثيق البراكين على سطح الأرض.
يعتبر بركان جبل أغونج واحداً من 450 بركاناً على طول منطقة الحزام الناري، وهو سلسلة طويلة من مواقع البراكين والهزات الأرضية التي تمتد على طول منطقة المحيط الهادي.
متى آخر مرة ثار فيها بركان جبل أغونج؟
في 18 فبراير عام 1963، أفاد السكان بوقوع انفجارات ووجود دخان أعلى البركان، ثم بدأت الحمم تتدفق على منحدرات الجبل يوم 24 فبراير، لتصل إلى مسافة 7 كيلومترات (4.3 ميل) لمدة 20 يوماً.
وفي 17 مارس 1963 ثار البركان فعلياً، متسبباً في فوضى ودمار هائلين على الجزيرة، ولقي أكثر من 1100 شخص مصرعهم، وأصيب حوالي 300 آخرون، وكان البركان نشطاً منذ هذا الوقت، وأحياناً يتدفق منه دخان ورماد.
وفقاً لبرنامج البراكين العالمي، كان هناك اثنان من الثورات المؤكدة في عامي 1843 و1808، إلى جانب انفجار آخر غير مؤكد في 1821.
وفي أغسطس الماضي، بدأ يسمع، لأول مرة منذ نصف قرن، هدير جبل أغونج، وأعلنت السلطات الإندونيسية في 22 سبتمبر، أعلى درجات التحذير من احتمال ثوران البركان بعد تزايد الاهتزازات الأرضية، ونصحت السكان بالبقاء على مسافة لا تقل عن 9 كلم من فوهته.
وغادر نحو 122 ألفاً و490 شخصاً منازلهم؛ للتوجه إلى نحو 500 مركز إيواء طارئ أو إلى أقارب، بحسب مسؤولين محليين.
وذكرت وكالة إدارة الكوارث، أن نحو 62 ألف شخص كانوا يعيشون في منطقة الخطر قبل عمليات الإجلاء، لكن هناك أيضاً سكان خارج منطقة الخطر غادروا منازلهم خشية ثوران البركان.
وإندونيسيا هي أرخبيل في جنوب شرق آسيا، تقع على "حزام النار" في المحيط الهادي؛ حيث يؤدي اصطدام صفائح تكتونية لكثير من الزلازل والأنشطة البركانية الكثيفة.