الواقعة الأكثر إيلاما في حياة حسني مبارك
سنوات حكم الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك الثلاثين شملت محطات انتصارات وانكسارات إلا أن الشعب لم ير رئيسه الأسبق حزينا أكثر من هذه اللحظات
شهدت حياة الرئيس المصري الراحل حسني مبارك، إنجازات وإخفاقات كان أوقعها إيلاما في نفسه وفاة حفيده مايو/أيار 2009 تلتها الإطاحة به في 2011 إثر احتجاجات شعبية ومن ثم محاكمته.
وتوفي الرئيس الأسبق اليوم الثلاثاء عن عمر يناهز 92 عاما بعد نحو شهر من وعكة صحية وتدخل جراحي بأحد المستشفيات العسكرية جنوبي القاهرة.
وشهدت سنوات حكم مبارك الثلاثين (1981- 2011) وما قبلها ما تلاها محطات انتصارات وانكسارات، عبر فيها الرئيس الراحل من حياة عسكرية زاهية حافلة بالإنجازات والتكريم، إلى حياة مدنية دخلها نائبًا لرئيس الجمهورية ثم رئيسًا.
وتدرج فيها من رؤيته كبطل قومي مساهم في إنقاذً البلاد إلى اعتباره مسؤولًا عن أزمات اقتصادية واجتماعية وسياسية أطاحت به من السلطة.
إلا أن الشعب المصري لم ير رئيسه حزينًا أكثر من حزنه على وفاة الحفيد الذي يحمل اسمه (محمد) بين يديه.
الحادث نفسه أوجع قلوب المصريين معارضين ومؤيدين، لاسيما أنه كان حديث الرأي العام والبرامج التلفزيونية آنذاك.
محمد علاء
محمد علاء هو الحفيد الأول للرئيس الأسبق، ولد عام 1997 لأبويه علاء مبارك وهايدي راسخ قبل أن تعلن الأسرة وفاته في مايو/أيار 2009.
جمعته بالرئيس الأسبق صور عديدة في مناسبات أسرية مع باقي أفراد العائلة، ورغم أن له شقيق – عمر - يصغره بست سنوات، إلا أن محمد كانت له مكانة كبيرة في قلب جده.
كسر مبارك العديد من قواعد البروتوكول في مناسبات عديدة، حيث ظهر معه حفيده معه في أكثر من مناسبة بينها المقصورة المخصصة للرئيس في استاد القاهرة الدولي.
وفاة غامضة وبيان مقتضب
ومع بدء تسرب خبر وفاة الطفل، عجت القاهرة بالعديد من التكهنات حول حفيد الرئيس وأزمته الصحية المفاجئة التي استمرت يومين ذهب خلالهما إلى العاصمة الفرنسية باريس للعلاج.
وعقب الوفاة، قطع التلفزيون المصري إرساله لإذاعة بيان رئاسة الجمهورية، الذي يحمل نبأ وفاة الحفيد.
وكل ما عرف عن ملابسات وفاة حفيد مبارك آنذاك أنه أصيب بمرض نقل على أثره للعلاج في فرنسا، لكن العلاج لم يأت بأى نتائج ليلقى ربه.
وقالت الرئاسة المصرية في بيان مقتضب: "يحتسب الرئيس حسني مبارك عند الله حفيده محمد علاء، الذي وافته المنية إثر الأزمة الصحية التي تعرض لها خلال اليومين الماضيين".
بكاء مبارك
واجه مبارك أزمات كثيرة إلا أنه لم يبد خلالها ضعفا بينها الإطاحة به من الحكم وكذلك سجنه ومحاكمته إلا أن وفاة حفيده أبكته وفق مقربين ومسؤولين سابقين.
ووفق المحامي الشهير فريد الديب، الذي دافع عن مبارك خلال محاكمته، فإن الرئيس الأسبق كلما تذكر حفيده بكى، ويقول: "كان بين أيدي".
وأوضح الديب، في تصريحات متلفزة، أن مبارك بعد تلك الحادثة بأشهر قليلة أصيب بالسرطان.
غياب عن الجنازة
وغاب الرئيس الأسبق عن جنازة حفيده التي جاءت بمشاركة شيخ الأزهر الراحل محمد سيد طنطاوي وبحضور كافة قيادة الدولة دون مبارك الذي قالت تقارير إعلامية إنه لم يحتمل الواقعة.
وهو ما عبر عنه فريد الديب بقوله إن رحيل الطفل محمد علاء مبارك كان مفصليا في تاريخ الرئيس الأسبق ولم يعد الأمر كسابق عهده حيث بات زاهدا عن الحياة.
وتم دفن حفيد الرئيس الأسبق في مدافن الأسرة بمنطقة مصر الجديدة شرقي القاهرة.
وعقب الوفاة، أذاع التلفزيون الرسمي المصري وعدة قنوات فضائية خاصة برامج دينية وتلاوة للقرآن الكريم.
كما أعلن آنذاك عن تعطيل جلسات مجلسي الشعب والشورى باليوم ذاته.
ومبارك من مواليد مايو/أيار 1928 حكم البلاد لمدة 3 عقود قبل أن تطيح به احتجاجات شعبية خرجت في الشوارع والميادين في 25 يناير/كانون الثاني 2011 ليترك السلطة في 11 فبراير/شباط من العام نفسه.