30 عاما قضاها الرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك في حكم مصر، مرّت بحلوها ومرّها، بخيرها وشرها، بأفراحها وأتراحها، ولكن تبقى حقيقة واحدة لا جدال فيها
ثلاثون عاما.. قضاها الرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك في حكم مصر، مرّت بحلوها ومرّها، بخيرها وشرها، بأفراحها وأتراحها، ولكن تبقى حقيقة واحدة لا جدال فيها رغم الثقوب السوداء المتناثرة التي أُلصِقت بنظامه في الأيام الأخيرة من عهده؛ فإنه كان على قدر المسؤولية، فحافظ على الأرض وسيادتها ونقل المصريين إلى عصر السماوات المفتوحة وأصبحوا أكثر انفتاحا مع العالم.
- التاريخ وحده من سيحكم على حقبته الطويلة هذه ولو بعد حين..
محمد حسني مبارك أحد القادة المقاتلين الذين حملوا أرواحهم على أكتافهم في حرب أكتوبر المجيدة عام 1973 ودوره في معركة تحرير الأرض المصرية لا ينكره إلا جاحد.
فلا أحد ينسى دوره البطولي كقائد مقاتل للضربة الجوية الأولى التي أطلقت شرارة الحرب، وخارت بعدها قوى الاحتلال الإسرائيلي.
نقطة التحول في حياة حسني مبارك كانت في إبريل عام 1975 الذي كان يشغل منصب قائد القوات الجوية المصرية ليصبح الرجل الثاني في قيادة مصر بعد الرئيس الراحل محمد أنور السادات بطل الحرب والسلام حتى وصل لرئاسة مصر عقب حادث اغتياله الأليم عام 1981.
منذ اليوم الأول له في الحكم وضع مبارك على كاهله مهمة بناء مصر الحديثة، فمشروعاته القومية لإعادة بناء البُنى التحتية للبلاد من شبكة طرق وكباري ومترو الأنفاق خير دليلِ على ذلك.
مضي مبارك في استراتيجية حُكمه باسترداد آخر الأراضي المغتصبة وهي طابا ولم يهدأ له بالًا حتى رفع العلم المصري على ثراها في التاسع عشر من مارس عام 1989 بعد معركة لا تقل قوة وشراسة عن معركة السادس من أكتوبر.
يُحسب لمبارك أنه لم يرضخ يومًا أمام الضغوط الدولية والإغراءات العديدة بإنشاء قواعد عسكرية على أرض مصر أو التورط في حروب بالوكالة ضد أي دولة في المنطقة.
سمح مبارك في عهده بالتعددية الحزبية وتعددت طبعات الصحف الخاصة المعارضة، التي تُهاجم المفسدين في نظامه ولم يسلم منها حتى رئيس الدولة.
رحل مبارك بعد صراع طويل مع المرض ذلك الرئيس الذي رفع هيبة الدولة المصرية عاليا في المحافل الدولية، رغم ما آلت له أحوال البلاد في الأيام الأخيرة من عهده حتى تنحى عن حكم مصر حقنا لدماء المصريين بعد ثورة شعبية خالدة عمّت الشوارع والميادين المصرية.
محمد حسني مبارك رئيس مصر الذي رفض أن يغادر بلاده هاربًا من المجهول المنتظر، عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 وكان السجن أحب إليه من رغد العيش خارج البلاد وأكد أكثر من مرة أنه سيموت على أرضها.. حتى رحل في هدوء كما جاء.