30 عاما في حكم مصر.. حسني مبارك من الصعود إلى التنحي
حسني مبارك حكم مصر عقب اغتيال الرئيس أنور السادات، ليبدأ رحلة حكمه في 14 أكتوبر 1981، حتى تنحيه في 11 فبراير 2011، في رحلة امتدت 3 عقود
رغم الاختلاف عليه منذ تنحيه عقب أحداث 25 يناير/كانون الثاني 2011؛ فإن الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك يظل عالقا في أذهان جيل بأكمله عايش فترة حكمه التي استمرت 30 عاما، شهدت أحداثا جساما طبعت ملامحها على مصر.
وتولى مبارك حكم مصر، وعمره 53 عاما، عقب اغتيال الرئيس أنور السادات، ليبدأ رحلة حكمه في 14 أكتوبر/تشرين الأول 1981، حتى تنحيه في 11 فبراير/شباط 2011، في رحلة امتدت لـ3 عقود، ما يجعلها الأطول منذ 1952 العام الذي أطيح فيه بالنظام الملكي.
وفي حين لقيت سياسته الخارجية ترحيبا وإشادة من الغرب، خلقت له أعداء في الداخل، وتعرض لمحاولة اغتيال فاشلة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا عام 1995.
وتولى حسني مبارك حكم مصر، وعمره 53 عاما، عقب اغتيال الرئيس أنور السادات، ليبدأ رحلة حكمه في 14 أكتوبر/تشرين الأول 1981، حتى تنحيه في 11 فبراير/شباط 2011، في رحلة امتدت لـ3 عقود، ما يجعلها الأطول منذ 1952 العام الذي أطيح فيه بالنظام الملكي.
وفي حين لقيت سياسته الخارجية ترحيبا وإشادة من الغرب، خلقت له أعداء في الداخل، وتعرض لمحاولة اغتيال فاشلة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا عام 1995.
واتسمت السياسة الخارجية لمبارك بشكل عام بكونها سلمية، وظل حليفا قويا للولايات المتحدة، ما جعله وسيطا مهما في عملية السلام العربية - الإسرائيلية.
وكان مبارك مهندسا لعودة مصر إلى الصف العربي في ثمانينيات القرن المنصرم بعد نحو عقد من العزلة، بسبب توقيعها على اتفاقية السلام عام 1979 مع إسرائيل.
- اقرأ أيضا: ورحل مبارك.. سيحكم التاريخ بما له أو عليه
ولكن المصاعب الكثيرة التي تعرض لها خلال فترة حكمه، ومن بينها مقاومته الإصلاحات السياسية التي بدأ تنفيذها في السنوات الأخيرة، وما أشيع عن نيته توريث السلطة لنجله جمال، أدت دورا كبيرا في إنهاء حكمه.
ونفى مبارك مرارا أن يكون قد اتخذ أي قرار بمن سيخلفه.
مبارك في سطور
ولد حسني مبارك في الرابع من مايو/أيار 1928 في قرية كفر المصيلحة بمحافظة المنوفية، بمنطقة الدلتا شمال القاهرة.
وعقب انتهائه من تعليمه الثانوي التحق بالكلية الحربية في مصر وحصل على البكالوريوس في العلوم العسكرية عام 1948 ثم حصل على درجة البكالوريوس في العلوم الجوية عام 1950 من الكلية الجوية.
وتدرج في سلم القيادة العسكرية فعين عام 1964 قائدا لإحدى القواعد الجوية غرب القاهرة.
وتلقى دراسات عليا في أكاديمية "فرونز" العسكرية في الاتحاد السوفيتي السابق.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني عام 1967 عُين مديرا للكلية الجوية في إطار حملة تجديد لقيادات القوات المسلحة المصرية عقب هزيمة يونيو/حزيران 1967.
وعين رئيسا لأركان حرب القوات الجوية المصرية وهو المنصب الذي ظل يشغله حتى تعيينه قائدا للقوات الجوية ونائبا لوزير الدفاع عام 1972.
وفي عام 1973، اشترك في التخطيط لحرب 6 أكتوبر/تشرين الأول، حيث بدأ الهجوم المصري على القوات الإسرائيلية التي كانت تحتل شبه جزيرة سيناء بغارات جوية مكثفة ساعدت في دعم عبور القوات المصرية لقناة السويس واقتحام خط بارليف، ما كان له أثر كبير في تحويل مبارك إلى بطل قومي.
ورقي مبارك في العام التالي للحرب إلى رتبة فريق، ثم اختاره الرئيس المصري السابق أنور السادات نائبا له في عام 1975.
وكان دور مبارك أساسيا أيضا في التفاوض مع إسرائيل حتى التوصل إلى اتفاقية كامب ديفيد عام 1978 ومعاهدة السلام التي وقعت عام 1979 التي انقسمت حولها الآراء في الشارع المصري، حيث اعتبرتها قوى معارضة عدة لا سيما الإسلامية تنازلا لإسرائيل.
واغتيل الرئيس السادات خلال عرض عسكري في السادس من أكتوبر/تشرين الأول 1981، وكان مبارك جالسا إلى جوار الرئيس السادات خلال العرض العسكري حين تعرضت المنصة الرئيسية للهجوم الذي قتل فيه السادات بينما نجا الرئيس مبارك.
وفي 14 أكتوبر/تشرين الأول 1981 أدى محمد حسني مبارك اليمين الدستورية رئيسا للبلاد.
وأعيد انتخابه رئيسا للبلاد في استفتاءات شعبية عليه كمرشح أوحد أعوام 1987 و1993و1999، حيث إن الدستور المصري يحدد فترة الرئاسة بست سنوات دون حد أقصى.
في عام 2005 أقدم مبارك على تعديل دستوري جعل انتخاب الرئيس بالاقتراع السري المباشر وفتح باب الترشيح لقيادات الأحزاب وأعيد انتخابه بتفوق كاسح على منافسيه.
حياته الخاصة
عرف عن حسني مبارك رفضه الدائم للحديث عن حياته الشخصية، وكان متزوجا من سوزان ثابت، وهي مصرية تحمل الجنسية البريطانية، ودرست في الجامعة الأمريكية.
والرئيس مبارك رجل رياضي يستيقظ في السادسة صباحا، ويمارس رياضة الإسكواش، ولا يدخن، أو يشرب الخمور.
أنجب علاء وجمال، وهو جد لطفلين، الأول محمد الذي توفي عن 13 عاما في 2009، وكان مبارك شديد التعلق به، والثاني عمر وأنجب جمال ابنته فريدة قبل وقت قصير من أحداث الربيع العربي.
مهندس عودة العلاقات
وكان مبارك مهندسا لعودة مصر إلى الصف العربي في ثمانينيات القرن المنصرم بعد نحو عقد من العزلة بسبب توقيعها على اتفاقية السلام عام 1979 مع إسرائيل عن طريق بناء علاقات مع الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي كان يتمتع بنفوذ قوي في ذلك الوقت.
وتحت حكم مبارك دعمت مصر صدام حسين في الحرب بين العراق وإيران، لكن عام 1990 انحاز مبارك إلى التحالف الذي قادته الولايات المتحدة لمعارضة الغزو العراقي على الكويت.
وتحت حكمه أيضا أصبح منتجع شرم الشيخ المصري ساحة لمفاوضات السلام الدولية.
وفي عام 1999 وافق مبارك على ضخ الغاز الطبيعي المصري إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية، فيما وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها إيهود باراك بـ"خط أنابيب السلام" .
وأثناء السنوات الأولى من عهده، فاز مبارك باستحسان كبير لمحافظته على مصر بعيدا عن التطرف، وفي وقت لاحق من تسعينيات القرن الماضي واجه مبارك تمردا آخر نظمه إرهابيون كانوا يهاجمون السائحين الأجانب والمدنيين المصريين.
مصاعب كثيرة
وبيد أن طريقته في مكافحة التطرف على حساب الحريات المدنية ونظام الحكم الصارم الذي اتبعه، فضلا عن الركود الاقتصادي والفساد المتفشي تحت حكمه، قلصت كثيرا من شعبيته.
وحافظ مبارك على قانون الطوارئ، الذي فرض بعد اغتيال السادات، إذ كان من المسموح إلقاء القبض على مدنيين دون إصدار مذكرات اعتقال، وتم تمديد القانون لعامين آخرين في 2010.
والتزم حسني مبارك باتفاقية السلام متحديا القوى المعارضة لها، وفي حين لقيت سياسته الخارجية ترحيبا وإشادة من الغرب، خلقت له أعداء في الداخل.
وواجهت سياساته مصاعب كثيرة، فعلى الصعيد الداخلي لم يتمكن من حل معضلات متأصلة مثل البيروقراطية واسعة الانتشار والبطالة العالية والتضخم المتفاقم والتنامي السكاني السريع.
لكن عهده شهد تنفيذ مشروعات كبرى مثل مترو الأنفاق وتوشكى وإسكان الشباب في المدن الجديدة، وقاوم المطالب بإجراء إصلاحات سياسية على مدى السنين، إلا أن تطبيق إصلاحات خاصة في ولايته الخامسة لم يمكنه من تفادي الانتقادات بشأن ما يصفه معارضوه بـ"الشلل السياسي وغياب الرؤية الشاملة وانتشار الفساد والبيروقراطية".
وواصل مناوئوه الاعتراض على سياساته خاصة ما يشاع عن نيته توريث الحكم إلى نجله جمال مبارك الذي يسعى إلى أن يؤدي دورا سياسيا عبر تسلمه منصبا عاليا في هيكلية الحزب الحاكم، لكن الرئيس مبارك نفى مرارا أن يكون قد اتخذ أي قرار بمن سيخلفه.
رحلة المرض والثورة والتنحي
ودخل مبارك المستشفى في ألمانيا للخضوع لجراحة انزلاق غضروفي عام 2004، وأسند مهامه الرئاسية إلى رئيس الوزراء آنذاك عاطف عبيد.
وفي مارس/آذار 2010 أجرى جراحة في مستشفى هايدلبرج الجامعي "لاستئصال المرارة وورم حميد في الاثنى عشر"، وغاب عن البلاد حينها لقرابة الشهر أسند فيها السلطات بموجب الدستور لرئيس الوزراء أحمد نظيف.
في العام ذاته أجريت انتخابات مجلس الشعب بإدارة النائب أحمد عز آنذاك، ونالت نتائجها اعتراض كثير من المهتمين بالسياسة والشأن العام وقتها، ومنذ ذلك الحين تعالت هتافات التغيير، والثورة ضد نظامه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وظهرت دعوات كثيفة للنزول للميادين العامة ضد النظام في 25 يناير/كانون الثاني عام 2011، وهو التاريخ الذي يوافق عيد الشرطة المصرية.
وبالفعل شهدت الشوارع والميادين تجمعات ضخمة ترفع مجموعة من المطالب، وبعد تصاعد الأحداث من سقوط متظاهرين قتلى وحرق لمعالم القاهرة فيما يعرف إعلاميا بـ"جمعة الغضب"، بذل مبارك محاولات لتهدئة الشارع لكن دون جدوى.
فكان المطلب الأعلى صوتا "الرحيل"، لينزل مبارك عند رغبة المطالب، ويعلن اللواء عمر سليمان نيابة عنه التنحي عن حكم مصر في 11 فبراير/شباط عام 2011، في الخطاب المشهور بخطاب التنحي.
وقال مبارك عقب تصاعد أحداث يناير وإصرار المتظاهرين على رحيل النظام: "سأبقى في ولايتي حتى انتهائها، وسأموت في مصر"، لتتحقق مقولة الرئيس الراحل ويوارى في تراب أرض مصر التي حكمها لـ30 عاما شهدت أحداثا جساما طبعت ملامحها على مصر وسياستها قد تستمر لأجيال قادمة، وقد يعيد التاريخ النظر في تأويلها.
aXA6IDMuMTM3LjE1OS4xNyA= جزيرة ام اند امز