جثمان مبارك يوارى الثرى بـ"أرض المحيا والممات"
خلال خطابه الأخير قبل التنحي، تحدث مبارك عن مصر بقوله: "بداية العمر ومشواره ومنتهاه، أرض المحيا والممات، ستظل بلدا عزيزا، لا تفارقني أو أفارقها"
وارى جثمان الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك، الثرى عقب جنازة عسكرية مهيبة، وحضور رسمي وشعبي كبير بمصر "أرضا المحيا والممات"، كما وصفها خلال أحد خطاباته.
وتوفي مبارك، أمس الثلاثاء، عن عمر يناهز 92 عاما بعد نحو شهر من وعكة صحية وتدخل جراحي بأحد المستشفيات العسكرية شرقي القاهرة.
وخلال خطابه الأخير قبل التنحي في 11 فبراير/شباط 2011، تحدث مبارك عن مصر بقوله: "بداية العمر ومشواره ومنتهاه، وأرض المحيا والممات، ستظل بلداً عزيزاً. لا تفارقني أو أفارقها حتى يواريني ترابها وثراها".
وبعد ظهر الأربعاء، أدى المشيعون صلاة الجنازة على جثمان الرئيس الأسبق بمسجد المشير، شرقي القاهرة، حيث لُف جثمانه بعلم بلاده، وسط تدافع الكثيرين ممن أدوا الصلاة لحمله وتدخل من الأمن.
وتلاها تنظيم جنازة عسكرية مهيبة بحضور الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ورئيس الوزراء مصطفى مدبولي، ورئيس مجلس النواب علي عبدالعال، ونجلي مبارك علاء وجمال، وسفراء دول عربية وغربية.
كما حضر كل من شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والرئيس المصري السابق عدلي منصور، ورئيس الأركان المصري الفريق محمد فريد.
وفي عربة تجرها الخيول وضع الصندوق الخشبي الذي يحمل جثمان الرئيس وأمامها جنود على 3 صفوف يحملون أكاليل الورود، كما أطلقت المدفعية 21 طلقة.
وقدم السيسي العزاء لأسرة الرئيس الأسبق، وفي مقدمتهم قرينته سوزان مبارك.
ثم تحركت الأسرة إلى المدافن بمنطقة مصر الجديدة لدفن الرئيس الأسبق بجوار حفيده "محمد" نجل ابنه علاء الذي توفي في 2009 وسط إجراءات أمنية مشددة.
وبأكاليل من الورود ولافتات تحمل صورته، احتشد مئات المصريين أمام مسجد "المشير"، شرقي القاهرة؛ لوداع الرئيس الأسبق.
وكان لافتا حضور العديد من الأطفال والنساء اللاتي دخل بعضهن في نوبة بكاء، حزنا على موت الرئيس الأسبق، وكذلك وجود العديد من الشباب في محيط المسجد.
ونعى قادة وملوك ورؤساء دول عربية وغربية الرئيس الأسبق، مؤكدين أنه أدى دورا مقدرا في عودة مصر إلى اللحمة العربية بعد انقطاع دام عدة سنوات، فضلا عن دوره في تعزيز دور بلاده على الصعيدين العربي والدولي.
كما نعته جميع المؤسسات المصرية سواء الرئاسة والجيش والأزهر والكنيسة ومجلس الوزراء؛ "لما قدمه لوطنه كأحد قادة وأبطال حرب أكتوبر المجيدة".
وشهدت سنوات عمر مبارك محطات انتصارات وانكسارات، عبر فيها الرئيس الراحل من حياة عسكرية زاهية حافلة بالإنجازات والتكريم إلى حياة مدنية دخلها نائبًا لرئيس الجمهورية ثم رئيسًا (1981).
وتدرج فيها من رؤيته كبطل قومي مساهم في إنقاذ البلاد إلى اعتباره مسؤولًا عن أزمات اقتصادية واجتماعية وسياسية، قبل أن يتخلى عن الحكم إثر احتجاجات شعبية شهدتها مصر في 25 يناير/كانون الثاني 2011.
aXA6IDMuMTMzLjE1Mi4xODkg جزيرة ام اند امز