محمد الحمران.. مقتل الذراع اليمنى لزعيم الحوثيين
المليشيا اعترفت بمصرع القيادي الحمران الذي منحته رتبة "لواء"، بعد تشييعه في العاصمة صنعاء، لكنها تتكتم على مكان وتاريخ مقتله
تلقى زعيم الانقلاب الحوثي وجماعته الإرهابية باليمن إحدى أعنف الضربات خلال السنوات الثلاث الأخيرة، بمقتل قائد القوات الخاصة في المليشيا محمد عبدالكريم الحمران.
ويعد الحمران المكنى بـ"يوسف" الذراع اليمنى لزعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي، ونجل شقيق الرجل الثاني، بعد مؤسسها حسين بدر الدين الحوثي.
واعترفت المليشيا رسميا بمقتل الحمران الذي منحته رتبة "لواء"، بعد تشييعه في العاصمة صنعاء، مساء الخميس، لكنها تتكتم على مكان وتاريخ مقتله.
وقالت مصادر عسكرية ومحلية، لـ"العين الإخبارية"، إن القيادي الحمران قُتل في معارك على أطراف مأرب (شمال شرقي صنعاء) التي يسعى الانقلابيون للسيطرة عليها منذ أسابيع، فيما رجحت مصادر أخرى مقتله بغارة جوية لطيران التحالف العربي على منطقة "عفار" في محافظة البيضاء (جنوب شرقي صنعاء)، فجر السبت الماضي.
وحسب المصادر، فإن الحمران يعد أهم قيادي عسكري في المليشيا، وقاد العمليات العسكرية الأخيرة في نهم ومحافظة الجوف (شمال شرقي صنعاء) والتي انتهت باجتياحهم مدينة الحزم عاصمة المحافظة، وكشفت عن تكليفه بالتوجه إلى البيضاء لإخماد الانتفاضة القبلية من "آل عواض"، حيث لقي حتفه.
وكعادتها، تتكتم مليشيا الحوثي على مقتل قادة الصف الأول، لكن تسرب الأخبار مساء الأربعاء، أجبرها على الإعلان عن تشييعه في صنعاء، قبل نقل جثمانه إلى مسقط رأسه في محافظة صعدة، شمالي البلاد.
وشكّل مقتل القيادي الحمران ضربة موجعة للمليشيا الانقلابية، وعلى مدار الساعات الماضية، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي "بكائيات" حوثية لا تنقطع على قائد ميداني وعدهم باجتياح مأرب خلال الربع الأول من رمضان.
وكتب قاسم الحمران، وهو نائب رئيس المكتب التنفيذي لمليشيا الحوثيين، أن الحمران هو القتيل الخامس والثلاثين من أسرتهم في الحرب التي أشعلتها الجماعة منذ انقلابها على السلطة قبل 5 سنوات.
ويكنى القيادي الحمران بـ"يوسف" في قاموس المليشيا، وخلال السنوات الماضية، تُطلق الجماعة أسماء حركية على قياداتها، على غرار تنظيم القاعدة والجماعات الدينية المسلحة.
ويعد الحمران من أبرز القادة المقربين من زعيم الانقلاب عبدالملك الحوثي، وبحسب مصادر خاصة لـ"العين الإخبارية"، فإن الحمران موجود في أعلى السلطة العسكرية للجماعة منذ عشر سنوات، وقبل ذلك عاش عدة سنوات في إيران، حيث تلقى دورات عسكرية على يد مليشيا الحرس الإيراني.
ويعرف اليمنيون عن أسرة بدر الدين الحوثي التي قادت تمردا على الدولة في محافظة صعدة، شمالي البلاد، وأشعلت 6 حروب بين عامي 2004 - 2009، ثم قادت انقلابا ضد السلطة الشرعية نهاية عام 2014، لكنهم لا يعرفون الكثير عن أسرة الحمران المشاركة في التمرد والانقلاب.
ووفقا للمصادر، فإن اللواء محمد عبدالكريم الحمران هو نجل شقيق عبدالرحيم الحمران، والأخير هو الرجل الثاني في مليشيا الحوثيين، بعد مؤسسها حسين بدر الدين الحوثي.
وبحسب مذكرات منشورة، زار حسين الحوثي إيران عام 1986 برفقة صهره عبدالرحيم الحمران، الذي قال عن الزيارة: "أجهد السيد حسين نفسه حتّى استطاع دخول إيران، التي كانت تخوض حرباً مع العراق، وكانت الإجراءات الأمنية مشدّدة، ولم يكن رجلاً معروفاً آنذاك".
وبداية التسعينيات من القرن الماضي، أسس حسين الحوثي مع عبدالرحيم الحمران وآخرين ما تسمى حركة "الشباب المؤمن"، قبل أن يقودا تمردا على الدولة عام 2004، انتهى بمقتل حسين الحوثي لكن الدعم الإيراني أعاد الحياة للمتمردين من جديد ومكنهم من إشعال 6 حروب قبل الانقلاب نهاية عام 2014.
aXA6IDMuMTM3LjIxOC4xNzYg جزيرة ام اند امز