احتفالية بمرور 90 عاماً على مولد الإمام محمد سيد طنطاوي
احتفالية بمرور 90 عاماً على مولد شيخ الأزهر السابق بحضور حشد من الإعلاميين والفقهاء وشيوخ الأزهر عرفانا بدوره في الدفاع عن الإسلام
عقدت مؤسسة المسلماني للأعمال الخيرية ندوة واحتفالية بعنوان "تسعون عاماً على مولد الإمام محمد سيد طنطاوي .. تعزيز التسامح وتجديد الخطاب الديني"، بحضور كل من: فضيلة الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، والدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، وأحمد المسلماني، راعي المؤسسة، وأسرة وأصدقاء وتلاميذ الإمام الأكبر الراحل.
بدأ الاحتفال بتقديم الإعلامي وليد الحسيني، ثم قام الشيخ القارئ طارق عبد الباسط عبد الصمد، نجل القارئ الشهير عبد الباسط عبد الصمد بتلاوة القرآن الكريم، ثم قام المستشار عادل المسلماني بإلقاء كلمة مؤسسة "المسلماني الخيرية" تحدث فيها عن المؤسسة وأنشطتها الخيرية سواء التعليمية أو الثقافية والصحية، والتي قام الكاتب أحمد المسلماني بتأسيسها في أبريل عام 2009، وتحمل المؤسسة اسم والد المؤسس "الشيخ محمد المسلماني"، ثم أشاد بدور الإمام الأكبر الدكتور طنطاوي إمام الوسطية في خدمة الدين ونشر الدعوة الإسلامية.
وقام نجل الإمام الراحل المستشار عمرو محمد سيد طنطاوي بالقاء كلمة عن والده وإبراز مواقف حياتية تعرض لها وأصعبها وفاة نجله في حادث مما كان له أثر كبير في حياة الإمام، وعن فضائله وكرم أخلاقه وبذله كل الجهد في خدمة الدين الإسلامي، وتعزيز التسامح وقبول الآخر.
وفي كلمته عن الإمام الأكبر الراحل الشيح سيد طنطاوي، هاجم الأستاذ أحمد المسلماني مواقع البحث الاجتماعي ووصفها على حد تعبيره "جمهورية أو إمبراطورية الجوجل" والتي يتداول عبرها العديد من المغالطات حول الإمام الراحل؛ والتي تتعمد الجهات المشبوهة إبرازها، وإنكار دور الدكتور طنطاوي في نشر الدين الإسلامي الوسطي، لافتا إلى أن تلك الحملات تقف وراءها جماعات مشبوهة، كما قام بالاعتذار للدكتور الراحل عما بدر منه من هجومة عليه عندما عرف بحقيقة صورة مصافحة الراحل لـ "شيمون بيريز" وعدم معرفة الإمام بحقيقة من يصافحه، حيث كان في مؤتمر عام وقام بالسلام على المئات من الحاضرين، وأن بيريز تسلل وقام بمصافحة الإمام خلسة دون معرفته.
من جانبه، تحدث الدكتور عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، والذي كانت تجمعه صداقة كبيرة بالإمام الراحل، ورحلة كفاح مشتركة، عن أهم المحطات في حياته مسلطا الضوء على دور الشيخ الراحل في الدفاع عن الإسلام الوسطي المستنير ضد هجمات الجماعات المتطرفة المتعصبة التي أساءت للدين الحنيف.
كما توقف فضيلة الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية عند دور الشيخ طنطاوي وآرائه الفقهية التي كانت سابقه لعصره منها موقفه تجاه البنوك، والتي لم تعتبر القروض البنكية "ربا"، برغم مواقف العلماء آنذاك التي هاجمت عمل البنوك وقامت بتحريمه، مما يؤكد على وسطية فكر الإمام الراحل، وتسامحه الديني .
رحلة الإمام الأكبر المهنية والدعوية
ولد الشيخ محمد سيد طنطاوي في 28 أكتوبر 1928 بقرية" المراشدة" التابعه لمركز"دشنا" بمحافظة قنا، وتعلم وحفظ القرآن في الإسكندرية، ثم التحق بالأزهر الشريف، وحصل على درجة الليسانس من جامعة الأزهر في شعبة العقيدة والفلسفة الإسلامية عام 1969، وقد حصل على الماجستير عام 1971، ثم الدكتوراه من جامعة السوربون الفرنسية، ثم انتدب الطيب بعد ذلك عميداً لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بمحافظة قنا، ثم عين عميداً لكلية الدراسات الإسلامية بنين بأسوان، كما عين عميداً لكلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية العالمية بباكستان، عمل كمدرس في كلية أصول الدين, ثم انتدب للتدريس في ليبيا لمدة أربع سنوات، ثم شغل منصب مفتي الجمهورية لسنة واحدة عام 1986، وعين رئيساً لجامعة الأزهر عام 2003، وأخيرا عين شيخ الجامع الأزهر من الفترة1996 - 2010 .
وللراحل مؤلفات عدة أثرت المكتبة الإسلامية منها : بنو إسرائيل في القرآن الكريم، التفسير الوسيط للقرآن الكريم، القصة في القرآن الكريم، معاملات البنوك وأحكامها الشرعية، أحكام الحج والعمرة، الحكم الشرعي في أحداث الخليج، تنظيم الأسرة، رأي الدين والرأي الشرعي في النقاب، الحجاب والتصوف في الإسلام، الجهاد من الرؤية الشرعية،الدعاء، السرايا الحربية في العهد النبوي، أدب الحوار في الإسلام.
توفي في الرياض بالمملكة العربية السعودية صباح يوم الأربعاء24 ربيع الأول1431هـ الموافق 10 مارس 2010، عن عمر يناهز 81 عاما إثر نوبة قلبية تعرض لها في مطار"الملك خالد" الدولي عند عودته من مؤتمر دولي عقده الملك عبد الله بن عبد العزيز لمنح جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام للفائزين بها عام 2010، وتنفيذا لوصيته تم دفنه في مقبرة "البقيع"، بعد الصلاة عليه في المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة .