الجمعية الوطنية للتصلب المتعدد في الإمارات تطلق مبادرتين جديدتين
أطلقت الجمعية الوطنية للتصلب المتعدد مبادرتين (أقوى مع MS وبرنامج رحلتك نحو العلاج والتعافي من المرض)، التي تستهدف الأشخاص الذين تم تشخيصهم مؤخراً بالتصلب المتعدد).
جاء ذلك بمناسبة اليوم العالمي للتصلب المتعدد الذي يوافق 30 مايو/أيار، بعد مناقشات أجرتها الجمعية مع ذوي الصلة بالمرض في المجتمع، من ضمنهم الأطباء والخبراء والمتعايشون مع مرض التصلب المتعدد وعلائاتهم وأصدقائهم، وذلك بعد التقدم والإنجازات التي أحرزتها الجمعية منذ إطلاقها الشهر الماضي في تقديم الدعم اللازم للمصابين بالتصلب المتعدد في مجتمع دولة الإمارات.
وتتمثل مبادرة "أقوى مع MS" حصص لياقة بدنية مجانية للأشخاص المتعايشين مع التصلب المتعدد إلى جانب أسرهم وأصدقائهم، حيث تم تصميم البرنامج ليناسب جميع احتياجات المتعايشين مع التصلب المتعدد والمتمثلة بالصعوبات الحركية، ويمكنهم من ممارسة التمارين حتى ممن يستخدمون الكراسي المتحركة.
وأقيمت الجلسة الأولى مؤخراً في Chapters Fitness وSoul في جزيرة ياس أبوظبي، والتي تركز على الأنشطة الحركية والقوة والتأمل واليوغا وتمارين التنفس الصحيح، التي تستهدف تحسين لياقة القلب والأوعية الدموية، والقوة، ووظائف المثانة والأمعاء، والجهد، والحالات المزاجية، والوظائف الإدراكية، وكثافة العظام، والمرونة.
في حين تضمنت برنامج "رحلتك نحو العلاج والتعافي من المرض" التي تستهدف الأشخاص الذين تم تشخيصهم مؤخراً بالتصلب المتعدد، ندوات تتيح لهم إمكانية التواصل مع الخبراء والمختصين بالتصلب المتعدد، وذلك بالنظر إلى أن فترة التشخيص قد تكون في البداية حساسة ويحتاج فيها المريض إلى العناية المستمرة والتعرف فيها على أعراض المرض والدعم النفسي.
كما ستتيح هذه الندوات إمكانية التواصل مع المتخصصين الطبيين في العديد من المجالات باللغتين الإنجليزية والعربية، ولا يقتصر توفر هذا الندوات على الأشخاص الموجودين في دولة الإمارات فقط، وإنما في المنطقة كلها على نطاق أوسع. وستشمل الجلسات أيضاً نصائح من شخصية رئيسية في المجتمع المحلي للتصلب المتعدد، ومن أشخاص متعايشين مع مرض التصلب المتعدد لتقديم نصائح عملية، إلى جانب الاطلاع على أحدث الإرشادات الطبية.
وأكدت الدكتورة فاطمة الكعبي، عضو مجلس إدارة الجمعية الوطنية للتصلب المتعدد والمدير التنفيذي لبرنامج زراعة نخاع العظم في مركز أبوظبي للخلايا الجذعية، أهمية اليوم العالمي للتصلب المتعدد والجهود التي تبذلها لنشر الوعي حول المرض.
وأضافت: "تشارك دولة الإمارات العربية المتحدة للمرة الأولى في هذه المناسبة العالمية، وبإطلاقنا لمبادرتين جديدتين فإننا ندعم بشكل مباشر الأشخاص المتعايشين مع التصلب المتعدد".
وأكدت أنه من خلال برنامج "رحلتك نحو العلاج والتعافي من المرض " فإن ذلك سيمكًن الجمعية من تقديم الدعم الفوري واللازم والمباشر للأشخاص الذين تم تشخيصهم حديثاً بالمرض ليس فقط في دولة الإمارات بل على نطاق عالمي، باعتبار أن هذه المرحلة هي مرحلة حساسة للمريض، أما بالنسبة لمبادرة "أقوى مع MS" التي ستوفر الحصص المجانية للياقة البدنية والتي تهدف إلى تخفيف الأعراض المرتبطة بالأنشطة البدنية والحركية، وتعتزم الجمعية على تنظيم فعالية للمشي يوم 27 مايو/ أيار في ياس مول، حيث يمكن للراغبين التسجيل عبر الموقع الإلكتروني الخاص بالجمعية ومنصات التواصل الاجتماعي".
يذكر أن الجمعية الوطنية للتصلب المتعدد تأسست باعتبارها منظمة غير ربحية تحت مظلة وزارة تنمية المجتمع، بهدف الوصول إلى مجتمع خالٍ من التصلب المتعدد من خلال إطلاقها لعدد من البرامج الداعمة لخدمات الرعاية الصحية، وبناء منظومة متكاملة للأشخاص المصابين بمرض التصلب المتعدد في دولة الإمارات، والمساهمة في تطوير الجهود البحثية المحلية والعالمية لإيجاد علاج لمرض التصلب المتعدد وبحث أفضل الطرق للتعامل معه.
وتشير الدراسات إلى أن مرض التصلب المتعدد يؤثر على أكثر من 2.8 مليون شخص على مستوى العالم، وتم تشخيص 2000 شخص في دولة الإمارات العربية المتحدة، إلا أنه يُعتقد أن العدد الفعلي للأشخاص الذين يعانون من مرض التصلب المتعدد يعادل أكثر من ضعفي هذا العدد، ولهذا السبب تركز دائرة الصحة في أبوظبي والجمعية على زيادة الوعي في مختلف أرجاء دولة الإمارات. ويساهم التشخيص والعلاج المبكر للتصلب المتعدد على تحسين الصحة والرفاهية على المدى الطويل ويمكن أن يقلل من عدد الانتكاسات التي يتعرض لها الأشخاص.
ومرض التصلب المتعدد هو مرض يصيب الجهاز العصبي المركزي ويعطل تدفق المعلومات داخل الدماغ، ويصيب عادة البالغين في سن مبكرة مسبباً مجموعة واسعة من الأعراض المتفاوتة التي تظهر في أي وقت وتؤثر على المصابين به بدرجات متفاوتة وبشكل مختلف والتي قد تكون مؤقتة أو تدوم طويلًا، ومنها الخدران والشعور بالوخز وتقلب المزاج ومشاكل الذاكرة والألم والإعياء والعمى والشلل وغيرها.
ووفقاً للتوجهات والأبحاث الدولية، فإن السيدات في دولة الإمارات معرّضات للإصابة بالمرض باحتمالية تفوق الرجال بثلاثة أضعاف، كما أن التشخيص يأتي عادةً في مرحلة مبكرة من الشباب بين عمر 20-40 عاما، ورغم أن التصلب المتعدد يعدّ مرضًا نادرًا نسبيًا، إلا أن طبيعته وأعراضه التي لا يمكن التنبؤ بها كثيرًا ما تسبب إعاقات لجوانب حياة المصابين لتؤدي إلى تحديات جسدية وعاطفية وعقلية.