وزير الآثار المصري يعلن إعادة تقديم كنوز "يويا" و"تويا" في ثوب جديد، لتعرض كاملة لأول مرة في المتحف المصري بالقاهرة.
أعلن وزير الآثار المصري، الدكتور خالد العناني، أثناء احتفالية المتحف المصري بمرور 116 عاما على تأسيسه، الثلاثاء، إعادة تقديم كنوز "يويا وتويا" في ثوب جديد، لتعرض كاملة لأول مرة منذ اكتشافها في مقبرتهما بوادي الملوك عام 1905، ويضم العرض الجديد 214 تحفة أثرية متنوعة وفريدة، منها قطع كانت مخزنة تُعرض لأول مرة للجمهور، مثل مومياوتي" يويا" و"تويا"، وبردية" يويا" الملونة التي يبلغ طولها نحو 20 متراً، والتي تم تجميعها بأيدي مرممي المتحف المصري.
من هما يويا وتويا؟
مقبرة" يويا وتويا" تم الكشف عنها عام 1905م، أي قبل اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون بما يقرب من 17 عاما، وهي المقبرة رقم 46، وهما والدا الملكة" تي" زوجة الملك العظيم أمنحتب الثالث، وجد وجدة الملك أخناتون، وقد حظي كل منهما على مكانة رفيعة، حيث نحت مقبرتهما في وادي الملوك بالبر الغربي بالأقصر، هذا المكان الذي كان مخصصا فقط لمقابر الملوك.
وتظهر أسماء الزوجين يويا وثويا، اللذين ينتميان للعائلة الملكية، على العديد من آثار المقبرة، كما ذُكرا بصفتهما أبوي الملكة "تي" في نقوش جعرانين تذكاريين من عهد الملك "أمنحتب الثالث"، وتعود أصول يويا إلى مدينة أخميم "بمحافظة سوهاج"، حيث كان ينتمي إلى طبقة النبلاء، وكان أحد كبار رجال الجيش، فضلاً عن عمله كاهناً للإله "مين" المعبود الرئيسي في أخميم، كما شغل عدة مناصب مهمة في القصر، مثل المشرف على الخيول، وقد يشير لقبه "والد الإله" إلى دوره المتميز بصفته حما الملك.
كما حملت "تويا" العديد من الألقاب الدينية، فضلًا عن لقب "الأم الملكية للزوجة العظيمة للملك"، وهو اللقب الذي اعتزت به كثيرًا، وسجلته مرارًا وتكرارًا على توابيتها ومقتنياتها، وبالإضافة إلى الملكة تي أنجب يويا وثويا ابنًا يُدعى "عنن"، الذي كان يشغل منصب الكاهن الثاني لآمون.
وتعد مقبرة يويا وتويا من أجمل المقابر التي تم اكتشافها لما تحتويه من كنوز عظيمة تعبر عن الحياة اليومية لهما مثل العجلة الحربية ليويا والأسرة، والكراسي، وصناديق حفظ الحلي المصنوعة من الخشب المذهب والمطعم من الفيانس والعاج والأبنوس، وأواني من الألباستر والحجر الجيري الملون، كما احتوت أيضاً على مومياء "يويا وتويا" في حالة جيدة من الحفظ والتوابيت الداخلية والخارجية لهما، والأقنعة الخاصة بهما، وهي مصنوعة من "الكارتوناج" المذهب والمطعم بالأحجار الكريمة، كما تم العثور على صناديق وأواني الأحشاء وتماثيل أوشابتي".
بردية "يويا" أطول البرديات في مصر
كما تظهر للجمهور وتعرض لأول المرة بردية "يويا" المدونة بالخط الهيروغليفي المبسط، والتي تعد أطول بردية عثر عليها في مصر، ويبلغ طولها 20 مترا، والتي ظلت مخزنة داخل دواليب التخزين بالمتحف المصري منذ اكتشافها في مقبرتهما بوادي الملوك عام 1905، وقد عثر عليها متكاملة في شكل لفافة ممتدة، وفي حالة جيدة من الحفظ وتحتفظ بألوانها وحالتها جيدة جدا.
وأوضح مؤمن عثمان مدير إدارة الترميم بالمتحف المصري بالتحرير أن البردية قد تم فردها وقت الاكتشاف، وتقسيمها إلى 34 جزءا، بالإضافة إلى جزء صغير خالٍ من الكتابات ليكون المجموع 35 جزءا، وقبل البدء في أعمال الترميم استعدادا لعرضها، فقد بدأ فريق العمل في فحصها وتوثيق حالتها الأثرية، حيث تم استخدم التوثيق الفوتوغرافي عالي الجودة والميكروسكوب الضوئي لفحص البردية، وتم فحص حالة الأحبار والألوان المستخدمة التي ظهرت في غاية الروعة والإبداع.
أما عن أعمال الترميم يضيف عثمان أنها شملت تجميع الأجزاء المنفصلة للبردية بشكل جزئي لكل قطعتين حتى نتمكن من سهولة تحريكها وعرضها، وتم استخدم الأسلوب الياباني في وضع الحامل الجديد المكون من الورق الياباني 5جم/متر، والمكون من ألياف نبات "الكوزو" الذي ينمو في اليابان، مع استخدام أساليب القطع اليابانية التقليدية، والتي أضيف عليها بعض التغييرات التي تتلاءم مع ظروف البيئة والحفظ في مصر.
واستطرد قائلا إن البردية ترجع إلى برديات الدولة الحديثة في تكوينها سواء من حيث حجم الصفحات المكونة للبردية يتراوح طول كل ورقة من 11.5 - 15 سم، وتميزت تلك البردية ذات الرسوم المصورة والبطاقات المرسومة بالروعة، وتجسدت روعتها في دقتها وتعدد ألوانها وعنايتها بالتفاصيل، وتتضمن بردية "يويا" 40 تعويذة من "كتاب الموتى"، أو كتاب "الخروج بالنهار"، وهو مجموعة مختارة من التعاويذ والتلاوات والاعترافات والإرشادات، فضلا عن مجموعة أخرى من المتون الجنزية أكثر من كونها "كتاب" بمعناه الحقيقي، هذه التعاويذ موضوعة بشكل متلاصق وإن خلت من التسلسل المتعاقب.