بعد توالي الضربات.. الإخوان "محاصرة" عربيا و"مهددة" أوروبيا
مع الضربات الأخيرة التلي تلقتها الإخوان، باتت الجماعة الإرهابية "محاصرة" عربيا ما جعل محاولاتها للظهور أو التموقع، أمرا صعبا
اعتاد التنظيم الدولي للإخوان اللجوء إلى لعبة الكراسي الموسيقية، في الدول العربية، فبعد أن ينكشف الوجه الحقيقي لأحد فروعه الإرهابية، في دولة ما، يعمل على تقوية نفوذ فرع آخر له بدولة ثانية، دون أن يتجاهل خطاب المظلومية الذي دأب عليه خلال عقود مضت للتغطية على سجل جرائمه ضد الشعوب العربية.
ورغم مرور نحو 38 عاما من أول حظر شهدته الجماعة الإرهابية في سوريا، لاتزال مخططات الإخوان واستراتيجية تعاملهم مع قرارات الحظر ذاتها، غير أن هذه المرة بات التنظيم محاصرا من كل الجهات، ما جعل أي محاولات للظهور أو التموقع، أمرا صعبا يوما بعد يوم، في ظل لفظ الشعوب لأجنداتها وأطماعها بالمنطقة.
وصنفت الإخوان كجماعة محظورة وإرهابية في 5 دول عربية وهي (سوريا - مصر - السعودية - الإمارات وأخيرا البحرين).
أما في الأردن فباتت "منحلة" قانونيا، وفي تونس ملفوظة شعبيا ومطرودة رسميا من الحكومة وقريبا البرلمان، وفي السودان "مهددة بالتفكيك".
2020.. زلزال وانهيارات
ويرى مراقبون أن 2020، هو من أثقل الأعوام التي تمر على الإخوان، لما شهدته من ضربات مدوية،أحدثت زلزالا في فروع الجماعة بعدة دول عربية، كان في مقدمتها الأردن والسودان وتونس، ما يفتح الباب أمام تصنيف الجماعة على قوائم الإرهاب في دول أخرى عربية وأوروبية خلال الفترة المقبلة.
ففي الأردن انحل مؤخرا فرع الإخوان بقرار قضائي قاطع ونهائي، أصدرته محكمة التمييز، وباتت الجماعة منحلة حكما وفاقدة لشخصيتها القانونية والاعتبارية.
فيما توقع خبراء القانون أن تؤول جميع أموال إخوان الأردن وممتلكاتها التي تقدر بأكثر من مليون دينار، إلى صندوق الجمعيات الخيرية.
وسرعان ما شهدت الجماعة ضربة جديدة في تونس، مع قرار رئيس الوزراء المستقيل إلياس الفخفاخ طرد وزراء حركة النهضة الإخوانية من الحكومة، وهو الأمر المنتظر أن يتم استكماله بسحب برلمان تونس الثقة من رئيس المجلس راشد الغنوشي الخميس المقبل.
الأحداث في الأردن وتونس، جاءت متزامنة مع هزات ضربت الجماعة الإرهابية في السودان، والتي يعتبر مراقبون أنها تسير على خطى موريتانيا التي نجحت بالفعل في تقويض أنشطة الإخوان وتطويق مصادر تمويلها، بالإضافة لإغلاق جمعيات تابعة لها، على خلفية شبهات فساد أحيطت بها وتم تأكيدها وفق وثائق رسمية.
الإخوان خارج المشهد
وقال الباحث في شؤون الحركات الإسلامية والإرهاب، عمرو فاروق، لـ"العين الإخبارية" إن "التنظيم الدولي لجماعة الإخوان يمر بحالة من التفكك والانهيار ، سواء في مصر أو تونس أو الأردن أو المغرب أو ليبيا أو السودان فضلا عّن وضعية التنظيم في الدول الأوروبية".
وأشار الباحث المصري إلى أن "الإخوان سقطوا شعبيا وسياسيا ودينيا، إذ أن المجتمعات العربية تأكدت أن الجماعة توظف الدين من السياسية وخدمة مصالحها الخاصة".
وأكد فاروق أن "ما يحدث من استئصال لمؤسسات وكيانات الجماعة في عدة دول عربية يمثل تراجعا على المستوى السياسي والاقتصادي والشعبي للمشروع الإخواني، ومحاولته المستمرة في التغلغل داخل المجتمع العربي لتنفيذ مخطط إقامة دولة الخلافة التي وضع أسسها حسن البنا وسيد قطب".
وتوقع أن "المرحلة المقبلة لن يكون للإخوان تواجد داخل المشهد العربي والدولي سياسيا في ظل تفكيك فروع الجماعة وتهميش قياداتها لاسيما بعد فضح مشروعهم التخريبي وتحركاتهم المشبوهة وسقوطهم شعبيا وفشلهم سياسيا داخل مصر تحديدا، وتصنيفهم على قوائم الاٍرهاب".
وتابع: كل ما يحدث حاليا هو بمثابة خطوة تمهيدية لتصنيف الجماعة على قوائم الإرهاب في مختلف الدول التي يخترقونها سياسيا واجتماعيا، سواء كانت عربية أو أوروبية.
وأوضح الباحث في الحركات الإسلامية أن "تجربة الدولة المصرية في تعاملها مع ملف جماعة الإخوان أصبحت ملهمة للكثير من دول المنطقة العربية في الخلاص من السرطان الإخًواني وإخراجهم من المشهد كلية بعد تأكيد خيانتهم لأوطانهم وتوظيفهم للدين في خدمة مشروعهم السياسي الاستعماري القائم على تمزيق المنطقة العربية".
يذكر أن جماعة الإخوان شهدت 16 شهرا كارثيا في أوروبا، تلقت فيها شبكة الجماعة في ألمانيا وفرنسا والنمسا وبريطانيا، ضربات موجعة، وضعتها تحت ضغط كبير وأضعفت قدرتها على التحرك، وفرضت طوق الحصار على منظماتها.
وفي هذا الصدد قال الكاتب والباحث المتخصص في شؤون الإخوان هايكو هاينش، في تصريحات سابقة لـ"العين الإخبارية" إن "هناك إدراك متزايد في أوروبا للخطر الذي تمثله الجماعة، وضرورة مواجهتها، والإجراءات الأخيرة قيدت قدرة الجماعة إلى المناورة والتحرك، ووضعتها تحت ضغط كبير".
aXA6IDMuMTQ1LjU3LjQxIA== جزيرة ام اند امز