تفكيك خلايا إرهابية ورفض عنف الإخوان.. المشيشي يشكل حكومة تونس
المشيشي هو رجل قانون من مواليد عام 1974، شغل منصب مستشار الرئيس قيس سعيد إبان فوزه بالرئاسة
خلافا لكل المقترحات التي قدمتها الأحزاب التونسية، اختار الرئيس قيس سعيد، وزير الداخلية هشام المشيشي لخلافه إلياس الفخفاخ في رئاسة الحكومة.
ويرى مراقبون بأن هذا الاختيار جاء ليثبت الرئيس التونسي شخصية مستقلة على رأس الجهاز التنفيذي بعيدة عن كل التجاذبات وتمتلك الأوراق الأمنية الضرورية لمجابهة خطر الإرهاب الذي زادت وتيرته في الفترة الأخيرة بعد تطور الأحداث داخل ليبيا.
والمشيشي هو رجل قانون من مواليد عام 1974، شغل منصب مستشار الرئيس قيس سعيد إبان فوزه بالرئاسة في نوفمبر/تشرين 2019، وحصل على العديد من الشهادات منها (شهادة جامعية في الحقوق والعلوم السياسية وشهادة ختم الدراسات بالمرحلة العليا للمدرسة التونسية للإدارة، وعلى الماجستير في الإدارة العمومية من المدرسة الوطنية للإدارة بسترازبورغ بفرنسا.
رسالة من الرئيس للأحزاب
يقول منصف وزان الباحث في القانون، إن هشام المشيشي لم يعرف عليه انتماء سياسي منذ شبابه بالجامعة التونسية، وهو شخص مختص في المشاغل التقنية في مجال القانون.
وأوضح منصف وزان، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن بتكليفه تشكيل الحكومة، رسالة "عدم الرضا" من قيس سعيد على الأحزاب، خاصة حركة النهضة الإخوانية التي طرحت شخصيتين (الفاضل عبد الكافي وخيام التركي ) تعلقت بهما قضايا فساد في السنوات الماضية
وينطلق هشام المشيشي من ورقة رابحة، باعتباره خبيرا بكل المواضيع الأمنية وخاصة منها مكافحة الإرهاب ومسائل الأمن القومي التونسي.
وبين الكاتب الصحفي بسام حمدي، أن المشيشي هو الذراع اليمنى للرئيس التونسي قيس سعيد، وكان دائم الحضور في مجالس الجيوش الثلاثة (مجلس يجمع كل القيادات العسكرية التونسية) مع الرئيس.
وأكد في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن اختيار هشام المشيشي من قبل قيس سعيد ،هو من أجل القطع على كل الأحزاب محاولتها السيطرة على رئاسة الحكومة وممارسة كل أشكال الابتزاز والمساومات.
إحباط المؤامرات
يرى متابعون بأن سعيد يحاول من خلال المشيشي وضع جدار أمام محاولات الإخوان اختراق الجهاز التنفيذي، وقطع الطريق أمام الغنوشي الذي يبحث عن كيفية إسقاط الرئيس.
وأفادت مصادر سياسية مقربة من قصر قرطاج في تصريحات لـ"العين الإخبارية" بأن حركة النهضة غير راضية عن تعيين المشيشي رئيسا للحكومة، خاصة وأن فترة تقلده خطة وزير الداخلية تمكن من تفكيك العديد من الخلايا الإرهابية.
كما أوضحت هذه المصادر أن رفض الإخوان المشيشي جاء بعد رفضه التدخل بالقوة لفض اعتصام الحزب الدستوري الحر بالبرلمان الذي يدخل أسبوعه الثاني .
ويعتصم الحزب الدستوري بالبرلمان ،رفضًا لممارسات راشد الغنوشي الذي سمح بدخول شخصيات تتعلق بها تهم إرهابية الى بهو البرلمان التونسي ،الشئ الذي اعتبرته رئيسة الحزب الدستوري الحر تعديًا على المؤسسة السيادية التونسية
وتذهب عديد الآراء داخل النخب السياسية التونسية إلى أن هشام المشيشي الذي انطلقت مسيرته السياسة مع انطلاقة قيس سعيد هو بمثابة الصندوق السري للرئيس التونسي والذي يبحث من خلاله على الانسجام في حل الملفات الاقتصادية و الاجتماعية.
aXA6IDE4LjE4OC4yMDUuOTUg جزيرة ام اند امز