يأتي هاجس الإرهاب متلازماً مع هاجس إدماج الجاليات المسلمة في أوروبا ،
إلى أمد غير بعيد كانت تنظيمات الإخوان المسلمين في أوروبا تطرح نفسها الممثل الشرعي الوحيد القادر على استيعاب المجتمعات المسلمة داخل الشعوب الأوروبية، وتمكنت على هذا الأساس من الحصول على دعم حكومي مالي من أغلب الحكومات الأوروبية بالاستفادة من القوانين التي تقدم الدعم للمنظمات والجمعيات دون أن تثير الكثير من الشبهات حولها، خاصة أنها تطرح نفسها ممثلة للإسلام المعتدل البديل عن التطرف.
وما أن تمكنت دولة الإمارات العربية المتحدة من كشف حقيقة العديد من التنظيمات والجمعيات والروابط التي تعمل بمسميات مختلفة، وهي في الأصل الوجه الآخر من الإخوان المسلمين، حتى بدأت دول أوروبا بإعادة النظر في دراسة وتقييم وضع تلك المنظمات التي وصفتها دولة الإمارات العربية المتحدة بالمنظمات الإرهابية .. إنذار كان بمثابة الصدمة أو الصاعقة التي وقعت على رؤوس الحكومات الأوروبية التي لم تعلن في البدء موقفاً صريحاً من هذه الخطوة، وبدأت دراسة أوضاع تلك المنظمات في صمت.
دراسة للباحث في شؤون الإرهاب "ماغنوس رانستورب" تؤكد أن تنظيم الإخوان المسلمين في السويد يعمل على إنشاء وبناء مجتمعات موازية مخالفة للقيم والتقاليد الأوروبية، منغلقة على نفسها، ومعادية في حقيقتها لقيم الديمقراطية والعدل والسلام، تبعتها مواقف ودراسات مماثلة في النمسا وبريطانيا.
من السويد انطلقت الشرارة الأولى بعد أن نشرت الحكومة دراسة للباحث في شؤون الإرهاب "ماغنوس رانستورب" تؤكد أن تنظيم الإخوان المسلمين في السويد يعمل على إنشاء وبناء مجتمعات موازية مخالفة للقيم والتقاليد الأوروبية، منغلقة على نفسها، ومعادية في حقيقتها لقيم الديمقراطية والعدل والسلام، تبعتها مواقف ودراسات مماثلة في النمسا وبريطانيا وألمانيا وغيرها من الدول.
الدراسة الحكومية السويدية أثبتت بما لا يقبل الشك أن هذه المنظمات تعمل بشكل مخالف للقيم السويدية، مع أنها تستفيد من الدعم المالي الحكومي المخصص لإدماج المهاجرين والأجانب في المجتمع السويدي، لكنها في حقيقة الأمر توجه تلك المبالغ الطائلة لبناء قيم مخالفة لما تسعى إليه السويد وبلدان أوروبا.
وتمكن تنظيم الإخوان في السويد من بناء إمبراطوريات مالية واقتصادية ضخمة خلال سنوات الود مع الحكومة، كما هو الحال في أغلب البلدان الأوروبية التي كانت تجد في هذا التنظيم، الجهة الأكثر تنظيماً للوصول إلى المجتمعات المسلمة في تلك البلدان.
الحراك الجديد في البلدان الأوروبية يبرز الحاجة إلى البحث عن البديل الحقيقي الذي يمكن أن يكون ممثلاً للإسلام المعتدل في أراضيها، ويمكن أن يعمل بجدية من أجل خدمة المسلمين في أوروبا، وفي مقدمة ما يمكن أن يقدمه هو السعي بكل الطرق إلى إدماج الجالية المسلمة في المجتمعات التي يعيشون فيها، من أجل تمكينهم من العيش بكرامة، وتوفير فرص العمل الحقيقية التي زاد من صعوبة الحصول عليها الابتعاد عن المجتمعات الأكبر التي يعيشون فيها، لأنها هي التي تستطيع أن تدمجهم وتتفاعل معهم وتوجههم إلى حياة حرة كريمة.
لقد آن الأوان أن يُكشف عن الوجه الحقيقي لتلك التنظيمات، وأن تبحث الحكومات الأوروبية بديلاً عنها، يتناغم مع تقاليد وقيم الديمقراطية والعدل والتسامح في تلك المجتمعات، وعدم الركون وراء تنظيم بنى مجده من معاداة الآخر، وثرواته من أموال دافعي الضرائب الذين يكفرهم هذا التنظيم في السر ، ويتعاطف معهم في العلن !
وللحديث بقية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة