الإخوان بعد ميركل.. "العين الإخبارية" تكشف مستقبل الإسلامويين بألمانيا
باتت مكافحة الإسلام السياسي أو الإسلاموية تحتل أولوية في السياسة الألمانية، وهو ما ظهر بوضوح في محادثات الحكومة.
وفي وقت سابق اليوم الجمعة، توصل الحزب الاشتراكي الديمقراطي "يسار وسط"، والحزب الديمقراطي الحر "يمين وسط"، والخضر "يسار وسط"، إلى اتفاق لبدء مفاوضات تشكيل الائتلاف الحاكم، بعد محادثات استكشافية استمرت أسبوعا.
وأسفرت المحادثات الاستكشافية عن ورقة من ١٢ صفحة، تنص على المواقف المبدئية للائتلاف الحاكم الجديد، في حال نجاح مسار المفاوضات حتى نهايته، حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منها.
وفي القسم المتعلق بالحرية والأمن، ذكرت الورقة بوضوح بأن الأحزاب الثلاثة تتعهد بـ"اتخاذ إجراءات حاسمة على كل المستويات، ضد الإسلام السياسي، والتطرف اليمني واليساري، ومعاداة السامية، حتى يصبح الأمن متوفر لكل شخص بقدر متساو".
وتابعت "يجب أن تكون المؤسسات العامة" مثالا يحتذى في مجال مكافحة هذه التيارات.
ولم توضح الورقة طبييعة الإجراءات الحاسمة ضد هذه التيارات المتطرفة، انطلاقا من أنها ورقة مواقف عامة جرى الاتفاق عليها، على أن يتم رسم سياسات الحكومة في مفاوضات الإئتلاف الحاكم المنتظر انطلاقها قريبا.
وتشمل تيارات الإسلام السياسي في ألمانيا؛ جماعة الإخوان الإرهابية، أحد أكثر التنظيمات انتشارا في الأراضي الألمانية، وحزب الله الإرهابي اللبناني، وعددا من الجماعات التركية الموالية لأنقرة، مثل ديتيب وأتيب التي تروج للتطرف.
وفي الأقسام الأخرى، نصت الورقة على أن الائتلاف الجديد "سيكون أكبر مشروع تحديث صناعي تنفذه ألمانيا على الأرجح لأكثر من 100 عام".
وتابعت الورقة أن الأحزاب الثلاثة تتعهد بمنح دفعة قوية للتحول الرقمي، حيث تتم بشكل أسرع وخفض مدة تنفيذ المشاريع الرقمية إلى النصف على الأقل.
وفيما يتعلق بحماية المناخ، نصت الورقة على التخلص التدريجي من الفحم كمصدر للطاقة بحلول عام 2030، واستخدام محطات الطاقة التي تعمل بالغاز لتغطية الحمل الأساسي.
الورقة نصت أيضا على رفع الحد الأدنى للأجور عند ١٢ يورو في الساعة، وعدم فرض أي تخفيض على المعاشات التقاعدية، كما نصت على عدم فرض أي زيادة ضريبية.
وتابعت الورقة "نحن مقتنعون بأن بإمكاننا إبرام اتفاقية ائتلاف حاكم قوية ومستدامة".
فيما قال كريستيان ليندنر: "تميزت الأيام القليلة الماضية بأسلوب سياسي خاص"، مضيفة "هذا الأسلوب وحده يمثل نقطة تحول في الثقافة السياسية في ألمانيا.. يجب طلق العنان لبلادنا".
وقالت زعمية حزب الخضر، أنالينا بربوك في مؤتمر صحفي مشترك إن الأمر يتعلق الآن بتشكيل حكومة "قادرة على التعلم ، وقبل كل شيء، تدير السياسة للأجيال القادمة عبر حوار مع الناس في بلدنا".
وسلط أولاف شولز مرشح المستشارية في الائتلاف الجديد، الضوء على مصداقية المحادثات الاستكشافية باعتبارها "رائعة" و"مفيدة" للغاية.
وبعد اتفاق اليوم على بدء مفاوضات الائتلاف الحاكم، تبقى بعض الخطوات الإجرائية قبل تدشين المفاوضات، منها موافقة مؤتمر مصغر لحزب الخضر مقرر عقده الأحد، على بدء التفاوض.
وفي هذا الإطار، قال شولتز: "سيكون لدينا موقف نهائي عن تفاصيل وموعد المفاوضات يوم الإثنين".
وخلال الأسبوع الماضي، خاض "الاشتراكي الديمقراطي" (يسار وسط) الفائز بالانتخابات التشريعية، محادثات استكشافية مع حزبي الخضر (يسار وسط) والديمقراطي الحر (يمين وسط)، على أمل التوصل إلى أساس يسمح بإطلاق مفاوضات تشكيل الائتلاف الحاكم.
وخلال الأيام الماضية، وصف الأحزاب الثلاثة، المحادثات الاستكشافية بـ"البناءة"، وتحدثت عن "تجاوز عدد من الخلافات، واستمرار البعض الآخر"، لكن كان التفاؤل هو الصيغة السائدة.
بينما قال أولاف شولتز مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي للمستشارية، وقائد الائتلاف بين الأحزاب الثلاثة في حال تكوينه، إنه "واثق من تشكيل حكومة مع الخضر والديمقراطي الحر" التي تعرف إعلاميا بإشارة المرور، قبل أعياد الميلاد في ديسمبر/كانون الأول المقبل.
aXA6IDE4LjIxOC45OS44MCA= جزيرة ام اند امز