تمويل مجلس الأئمة يضع برلين تحت الضغط.. روابط إخوانية وتطرف
في تطور يعكس حالة الرفض الكبير حاليا لجماعة الإخوان في برلين، باتت الحكومة الألمانية موضع انتقاد، بعد الكشف عن حصول مجلس أئمة برلين والذي يضم متطرفين على تمويل من المال العام.
جاء ذلك بعد أشهر من تفجر قضية تشكيل المجلس، مما وضع السلطات الألمانية في مرمى الانتقادات الإعلامية والسياسية، بسبب وصول قدر من الأموال العام لجيوب مجموعة مرتبطة بالإخوان الإرهابية.
فما القصة؟
كشفت صحيفة دي فيلت الألمانية، في تقرير لها، عن قيام الإدارة الثقافية في ولاية برلين، في فبراير/شباط 2023، بتحويل حوالي 80 ألف يورو إلى مشروع «الحوارات الإسلامية» التابع لجمعية في منطقة نيوكولن (مركز الاجتماعات في نيوكولن) في العاصمة الألمانية.
وفي العام السابق حصدت نفس الجمعية المنضوية تحت لواء مجلس الأئمة ببرلين، على حوالي 51 ألف يورو من المال العام.
ورغم أن مركز الاجتماعات في نيوكولن نفسه يرد ذكره في تقارير مكتب حماية الدستور «الاستخبارات الداخلية»، على أنه جمعية مرتبطة بالإخوان الإرهابية في ألمانيا، إلا أن الأموال العامة وجدت طريقها لها.
تلك المخصصات التي تقدمها الإدارة الثقافية لمجلس أئمة برلين، وصفها علي إرتان توبراك السياسي بالحزب الديمقراطي المسيحي (يمين وسط)، والرئيس الفخري لمجموعة العمل الفيدرالية لجمعيات المهاجرين، بأنها «صفعة على وجه جميع المسلمين العلمانيين والليبراليين في ألمانيا».
في المقابل، حاولت ولاية برلين النأي بنفسها عن هذه الأزمة، قائلة إن مركز الاجتماعات في نيوكولن لم يتقدم بأي طلبات للحصول على تمويل عام لمشاريعه في العامين الماليين المقبلين.
وقالت الولاية إن مخصصات العام الحالي جرت الموافقة عليها في إطار الحكومة السابقة ببرلين، وإدارة كلاوس ليدرير (يسار) للإدارة الثقافية في الولاية.
ومنذ تشكيل ائتلاف جديد في برلين من الحزب الديمقراطي المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي، يتولى جو تشيالو (الحزب الديمقراطي المسيحي) قيادة الإدارة الثقافية.
ماذا نعرف عن مجلس أئمة برلين؟
ويضم مجلس أئمة برلين عناصر على صلة بتنظيم الإخوان الإرهابي، بمن فيهم مجرم مدان، وتأسس بفضل دفعة أولى من أصل 100 ألف يورو قدمتها حكومة ولاية برلين خلال العامين الماضيين، لمؤسسة إسلاموية في العاصمة الألمانية.
ووفقًا لبحث أجرته صحيفة «دي فيلت» العام الماضي تدفقت أكثر من 100 ألف يورو من أموال دافعي الضرائب من حكومة برلين، إلى مشروعين إسلامويين ينشط بهما بعض الأشخاص المثيرين للجدل بشكل كبير، وتم من خلال هذه الأموال تأسيس مجلس أئمة برلين.
وكانت الحكومة المحلية وافقت في عام 2021 على منح مركز نيوكولن للاجتماعات تمويلا بقيمة 55.580 يورو لمشروع «التعليم بين الأديان والثقافات» الذي يستهدف أئمة المساجد.
وفي سياق هذا التمويل، أسس المشاركون في المشروع مجلس أئمة برلين. وفي 2022 نفذ المجلس المؤسس حديثا مشروع «حوارات المسلمين» الذي حصل من أجله على 50889 يورو من وزارة الثقافة في ولاية برلين.
ووفق بحث لـ«العين الإخبارية»، فإن مركز الاجتماعات في نيوكولن ورد ذكره في تقارير هيئة حماية الدستور «الاستخبارات الداخلية»، في الفترة بين 2014 و2018 على أنه ضمن شبكة الإخوان الإرهابية في ألمانيا، بل راقبت الهيئة أنشطة المركز لما يمثله من خطر على الأمن.
ويتكون مجلس الأئمة من 23 إماما من برلين، يمثلون 23 جمعية إسلامية، وتظهر قائمة الأعضاء أن العديد منهم ينتمون إلى مساجد تم تصنيفها على أنها إسلاموية من قبل هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية)، بل إن هناك أيضا مجرما مدانا بين الأعضاء.
ومن بين أعضاء مجلس الأئمة أحمد دهاويش مدير بيت الشهباء الإسلامي لدفن الموتى، والذي اتهم في عام 2014 ببيع جوازات سفر الموتى لمهربي البشر.
وقال متحدث باسم المدعي العام في برلين إن دهاويش حُكم عليه بالسجن لمدة عام وستة أشهر في أبريل/نيسان 2021، وتم تعليق التنفيذ. وأضاف أن «الإدانة تستند إلى ثلاث تهم بتهريب أجانب وإساءة استخدام أوراق الهوية».
aXA6IDE4LjExNy4yMzIuMjE1IA== جزيرة ام اند امز