كيف تنشر قطر الفكر المتطرف بجامعات النخبة الأمريكية؟
جامعات أمريكية كبرى مثل هارفارد وييل وكورنيل، حصلت على تبرعات قطرية بمليارات الدولارات دون أن تبلغ الهيئات المسؤولة في مخالفة للقانون.
حقيقة كشف عنها تقرير حصري لمركز "مينا واتش" النمساوي المعني بقضايا الشرق الأوسط، والذي أكد مساعي قطر لشراء نفوذ داخل الجامعات الأمريكية الكبرى.
وتأتي هذه الوقائع، لتجيب على سؤال "إلى أي مدى وصلت مساعي الإخوان الإرهابية لنشر التطرف؟"، وهو ما يدق ناقوس الخطر حول تحركات هذه الجماعة الإرهابية، التي تمولها قطر، ضمن شبكة منظمات وشخصيات متطرفة في أوروبا.
18 مليار دولار
ووفق التقرير، فإن وزارة التعليم الأمريكية أجرت تحقيقا بالتعاون مع وزارة العدل في أكتوبر الماضي، خلص إلى تلقي جامعات النخبة الأمريكية 18 مليار دولار في صورة تبرعات من مصادر أجنبية، خاصة قطر منذ عام 1986".
وأجرت الوزارتان هذا التحقيق بطلب من إدارة دونالد ترامب، وبهدف واضح هو تطبيق قانون صدر عام 1986 يلزم الجامعات الأمريكية بالإبلاغ عن الهدايا والتبرعات القادمة من الخارج التي تتجاوز قيمتها 250 ألف دولار.
وفي هذا الإطار، قال تشارلز سمول، مؤسس ومدير معهد دراسات معاداة السامية (خاص) إن الموضوع بدأ في 2011، حين أغلقت جامعة ييل معهد أبحاث معاداة السامية بها، لأنه لم يحقق النجاح المطلوب ولم ينشر سوى القليل من الأبحاث والدراسات العلمية.
رسالة من السودان
لكن سمول، بحسب روايته، اكتشف بعد إغلاق المركز بوقت قصير، رسالة بريد إلكتروني مرسلة إلى نائب رئيس جامعة ييل، من رجل أعمال كان يملك مصنعاً للأدوية في السودان تعرض للقصف الأمريكي في عام 1998، رداً على هجمات تنظيم القاعدة على السفارات الأمريكية في شرق أفريقيا.
وتابع سمول "كانت هناك شكوك حول علاقة رجل الأعمال بالإخوان، وسبق له إقامة دعوى قضائية في الولايات المتحدة ضد الجامعة، بعد نشر الأخيرة كتابا عن حركة حماس".
وكانت رسالة البريد الإلكتروني تلك، بداية الخيط، الذي سار خلفه سمول، للبحث عن رجل الأعمال وعلاقته بالإخوان، ومدى ارتباطه بالجامعة.
وأسفرت عمليات البحث عن رصد 3 مليارات دولار قدمتها قطر إلى الجامعة كتبرعات، لكن الأخيرة لم تبلغ وزارة التعليم الأمريكية عنها.
ولفت سمول إلى أنه قدم نتائج البحث الذي أشرف عليه لمدة 7 سنوات، إلى وزارة التعليم الأمريكية في 2019، ثم بدأت إدارة ترامب تحقيقا موسعا في التمويل غير الموثق للجامعات.
مركز "مينا واتش" قال إن التحقيق الحكومي خلص إلى أن جامعة هارفارد، من أكبر المتلقين للأموال الحكومية الأجنبية، حيث حصلت على أكثر من مليار دولار منذ عام 2012.
كما انتهى التحقيق إلى أن مؤسسة قطر نظمت فعاليات في عدد من الجامعات الأمريكية وفروعها داخل قطر، ومنها مقرا جورج تاون في واشنطن والدوحة.
شراء نفوذ
ووفق المركز النمساوي، فإن مؤسسة قطر لا تمول الجامعات الأمريكية بدافع خيري أو علمي، بيد أنها تدفع المال وتتوقع نتائج مباشرة لأموالها في نشر أفكار الإخوان المتطرفة، وشراء النفوذ، وممارسة تأثير على المناهج التعليمية.
بدوره، دعا سمول إلى حظر جماعة الإخوان في أوروبا، لأنها "تدعم الحركات الرجعية المعادية للديمقراطية"، معبرا عن مخاوفه من تراجع الإدارة الأمريكية في عهد جو بايدن عن رصد التمويل الأجنبي للجامعات.
aXA6IDE4LjIyNS43Mi4xNjEg
جزيرة ام اند امز