مدينة زوارة الواقعة غرب طرابلس والمحاذية للحدود مع تونس كانت منذ قرون مقرّاً لتهريب العبيد.
في الرابع من أبريل الجاري، أعلن المشير خليفة حفتر، عن شنه لحملة من أجل السيطرة على العاصمة الليبية طرابلس. ومنذ ذلك اليوم يُلاحظ وجود انخفاض كبير في تدفق المهاجرين نحو أوروبا، وهو ما يعود إلى المليشيات المسؤولة عن تهريب البشر التي انشغلت بالقتال في طرابلس ضد المشير خليفة حفتر.
لقد كانت مدينة زوارة الواقعة غرب طرابلس والمحاذية للحدود مع تونس، منذ قرون مقرّاً لتهريب العبيد، وتعد المدينة التي تقع في نهاية طريق قديمة ويقطن المدينة سكان برابرة، أو كما يحلوا لهم تسمية أنفسهم بالأمازيغ، وهي منطقة كانت تسلكها القوافل العابرة للصحراء، كما يستخدم هذا الطريق حالياً لتجارةِ وتهريبِ الأسلحة، والمخدرات والبشر، هذا إلى جانب أن أغلبية القادمين للمدينة من الصومال أو إريتريا من الشرق أو من السنغال ونيجيريا من الغرب الأفريقي.
لا بد من تأكيد أن هناك مسؤولية كبرى تقع على عاتق الدول الأوروبية من أجل الحد من تجارة هذه الهجرة غير القانونية التي يستغلها الإخوان، ومن بين أهم وأولى الإجراءات التي يجب أن تتخذها هي مراقبة الزوارق المطاطية التي تنقل المهاجرين.
لقد استغل الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، الاستراتيجي الماهر، سيطرته على عمليات تهريب البشر كعملة للمبادلة. وقد شكّل هذا التهديد نهاية "عهد الصداقة" الموقع سنة 2008 بين القذافي ورئيس الوزراء الإيطالي آنذاك، سيلفيو بيرلسكوني، الذي دفعت إيطاليا بموجبه لمستعمرتها السابقة الملايين من الدولارات كتعويضٍ عن الحقبة الاستعمارية مقابل تعهّد الطرف الليبي بوضع حدٍ لقوارب الهجرة.
وبعد الثورة التي أطاحت بالقذافي، بقيت هذه "التجارة" المعروفة من الجميع دون راعٍ، ولكن بتسيير من قبل بعض المليشيات، وفضلاً عن العائدات، يظل التحكم في تدفق المهاجرين نحو أوروبا وتحويله إلى مشكلة، فرصةً كبيرة لمن يتحكم في ذلك. وهو ما لم يُفوِّته، عبدالحكيم بلحاج -رجل تنظيم القاعدة بليبيا ومؤسس الجماعة الإسلامية المقاتلة في ليبيا سنة 2007- الذي انضم لتنظيم القاعدة ليظهر على الساحة الليبية سنة 2011 كذراعٍ سياسية لجماعة الإخوان المسلمين تحت مُسمى الوطن أو حزب العدالة والتنمية.
وهنا لا بد من تأكيد أن هناك مسؤولية كبرى تقع على عاتق الدول الأوروبية من أجل الحد من تجارة هذه الهجرة غير القانونية التي يستغلها الإخوان، ومن بين أهم وأولى الإجراءات التي يجب أن تتخذها هي مراقبة الزوارق المطاطية التي تنقل المهاجرين لا سيما أنها هي الزوارق نفسها التي تستخدم لتهريب البشر؛ ومن هنا يجب أن تعمل الدول هذه على تحديد الشركة التي تصنع هذه الزوارق والتي تظهر في وثائق الشحن بالموانئ الليبية لمعالجة الجانب الأهم من التدفق غير القانوني للاجئين إلى أوروبا.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة